حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى

عن صهيب قال: قال رسول اللَّه ﷺ في قوله عز وجل: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [سورة يونس: ٢٦] قال: «النّظرُ إلى وجه ربِّنا عز وجل».

حسن: رواه البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٦٦٥) بإسناده عن قبيصة بن عقبة أبي عامر، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.

عن صهيب قال: قال رسول اللَّه ﷺ في قوله ﷿: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [سورة يونس: ٢٦] قال: «النّظرُ إلى وجه ربِّنا ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [سورة يونس: 26] قال: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّنَا».


1. شرح المفردات:


{أَحْسَنُوا}: أي الذين أتقوا الله تعالى وحسنوا عبادتهم وعملهم الصالح، وأدوا الفرائض واجتنبوا المحرمات وزادوا على ذلك بالنوافل.
{الْحُسْنَى}: هي الجنة، كما فسرها كثير من المفسرين، فهي أعلى درجات الثواب.
{وَزِيَادَةٌ}: هي النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد وعد الذين أحسنوا في عملهم في الدنيا - بإخلاص ومتابعة للسنة - بأن لهم "الحسنى" وهي الجنة، و"زيادة" عليها وهي أعظم نعيم فيها، وهو "النظر إلى وجه الله تعالى" في الآخرة. وهذا النظر هو من أعظم أنواع الكرامات التي ينالها المؤمنون في الجنة، وهو قرة أعينهم وغاية مطلوبهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● عظم جزاء المحسنين: فالله تعالى يكافئ المحسنين بالجنة ويزيدهم من فضله بالنظر إلى وجهه الكريم.
● النظر إلى الله تعالى في الجنة حقيقة: وهو من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم، كما يرى القمر ليلة البدر، من غير إحاطة ولا كيفية، لأنه من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون تشبيه أو تعطيل.
● الحث على الإحسان في العبادة: لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحسن في عمله في الدنيا، أكرمه الله في الآخرة بأعظم الكرامات.
● بيان سعة فضل الله تعالى: فالله يعطي الجنة وهي الحسنى، ثم يزيد عليها النظر إلى وجهه، مما يدل على كرمه وعطائه الذي لا ينفد.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات الله وأمور الغيب.
● النظر إلى الله تعالى يكون في الجنة للمؤمنين فقط، وهو لا يشبه النظر إلى المخلوقات، ولا يعلم كيفيته إلا الله تعالى، كما قال الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
- من أحاديث الباب أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته» (متفق عليه).
- هذه الزيادة (النظر إلى الله) هي من أعظم نعيم أهل الجنة، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: 22-23].

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين الذين ينظرون إلى وجهه الكريم في الجنة، وأن يوفقنا لطاعته وبلوغ رضوانه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٦٦٥) بإسناده عن قبيصة بن عقبة أبي عامر، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كلام يسير في قبيصة بن عقبة غير أنه حسن الحديث. وعنه رواه هنّاد بن السّريّ في الزّهد (١٧١). ولفظه: أنّ رسول اللَّه ﷺ قرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قال: «إذا دخل أهلُ الجنّة الجنّةَ، وأهلُ النّار النّارَ، نادى منادٍ: يا أهل الجنُة، إنّ لكم عند اللَّه موعدًا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يُثقِّل اللَّه موازيننا، ويبيّض وجوهنا، ويدخلنا الجنّة ويجرنا من النار. فيكشف ويتجلّى فينظرون إليه، قال: فواللَّه ما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النّظر إليه، وهي الزّيادة».
وأصل هذا الحديث في صحيح مسلم (١٨١) من طريق يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة بإسناده، وفيه: «النّظر إلى ربّهم عز وجل». ولم يذكر في حديثه الوجه.
وأخرج هنّاد بن السّريّ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ٤٠٣)، والدّارميّ في الرّد على الجهمية (ص ١٠٠ - ١٠١) عدّة آثار من الصّحابة والتابعين بأنّ المراد من الزّيادة: هي النّظر إلى وجه اللَّه تبارك وتعالى.
هذا باب طويل، وقد خرجتُ بقية الأحاديث التي تثبت للَّه تعالى وجهًا في مواضعها في كتب مصنّفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 290 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

  • 📜 حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وزيادة: النظر إلى وجه ربنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب