حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى

عن أمّ سلمة أنّ نبيَّ اللَّه ﷺ قال: «من أدّى زكاة ماله، طيب النّفس بها، يريد بها وجه اللَّه والدّار الآخرة لم يغيب شيئًا من ماله، وأقام الصّلاة، ثم أدّى الزّكاة فتعدى عليه الحقّ فأخذ سلاحه فقاتل فقُتِل فهو شهيد».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٦٥٧٤)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٧) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف، عن علي بن الحسين، قال: حدّثتنا أمّ سلمة، فذكرت الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه، واختصره الإمام أحمد فلم يذكر موضع الشّاهد وهو: «يريد بها وجه اللَّه».

عن أمّ سلمة أنّ نبيَّ اللَّه ﷺ قال: «من أدّى زكاة ماله، طيب النّفس بها، يريد بها وجه اللَّه والدّار الآخرة لم يغيب شيئًا من ماله، وأقام الصّلاة، ثم أدّى الزّكاة فتعدى عليه الحقّ فأخذ سلاحه فقاتل فقُتِل فهو شهيد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين فضل الزكاة وثواب المجاهد الذي يؤدي حق الله في ماله ثم يقاتل دفاعاً عن نفسه فيُقتل. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الشيخ الألباني في "صحيح الجامع": حديث حسن.

### ثانياً. شرح مفردات الحديث
* «من أدّى زكاة ماله»: أي من أخرج الزكاة الواجبة عليه من ماله الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول.
* «طيب النّفس بها»: يعني أخرجها وهو راضٍ بها، غير متكره أو متحسّر على خروجها، بل بقلب سليم من الشح والبخل.
* «يريد بها وجه اللَّه والدّار الآخرة»: هذا شرط عظيم لقبول العمل، وهو إخلاص النية لله تعالى، وطلب الثواب في الآخرة، لا الرياء أو السمعة أو أي غرض دنيوي.
* «لم يغيب شيئًا من ماله»: أي لم يُخْفِ شيئاً من ماله ليتجنب إخراج زكاته، بل أخرج الزكاة عن كل ما يملكه مما تجب فيه الزكاة.
* «وأقام الصّلاة»: أي أدّاها على الوجه الصحيح، محافظاً على شروطها وأركانها وواجباتها، مما يدل على تمسكه بأركان الإسلام.
* «فتعدى عليه الحقّ»: أي ظلمه وغصبه شخص آخر، وتعرض لحقه دون وجه حق.
* «فأخذ سلاحه فقاتل فقُتِل»: لم يسلم حقه بسهولة، بل دافع عن نفسه وماله وعرضه بالقتال، فقُتل في هذا الدفاع.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث صفات المسلم التقي، الذي يجمع بين حق الله وحق العباد:
1. يؤدي حق الله في ماله (الزكاة) بإخلاص ورضا.
2. يؤدي حق الله في بدنه (الصلاة) بإتقان.
3. عندما يتعرض للظلم والاعتداء على حقه، لا يتسامح في حقه الذي أقامه الله له، بل يدافع عنه حتى الشهادة.
ويخبرنا ﷺ أن من جمع بين هذه الصفات ثم قُتل وهو يدافع عن ماله أو نفسه الذي أدى حق الله فيه، فإن منزلته عند الله هي منزلة الشهيد، مما يعني أنه يُغفر له ذنبه ويدخل الجنة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- فضل إخلاص النية في العبادة: شرط قبول أي عمل هو إخلاص النية لله تعالى وطلب ثواب الآخرة، كما في قوله: «يريد بها وجه اللَّه والدّار الآخرة».
2- الترغيب في إخراج الزكاة بشروطها الكاملة: ليس المقصود مجرد إخراج المال، بل إخراجه مع الرضا وعدم المنّ والأذى، وإخراجه عن كل المال دون تهرب.
3- مكانة الدفاع عن الحقوق المشروعة: الإسلام ليس دين تسامح مطلق مع الظلم، بل يحث على الدفاع عن النفس والعرض والمال إذا تعرض لها بالظلم. وهذا الدفاع يعتبر جهاداً في سبيل الله.
4- سعة رحمة الله تعالى: أن يجعل الله لمن يقتل دفاعاً عن حقه – بعد أن أدى حق الله – أجر الشهيد، فهذه منزلة عظيمة تدل على كرم الله وعفوه.
5- الربط بين العبادات المالية والبدنية: الجمع بين الصلاة (وهي عمود الدين) والزكاة (وهي حق المال) يدل على تكامل شخصية المسلم وتوازنها بين حق الله في بدنه وحقه في ماله.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
* هذا الحديث يدخل في باب "الشهادة الخاصة"، أي أن هناك أنواعاً من الموت يعد صاحبها شهيداً في الآخرة وإن لم يُغسّل ولم يُكفّن كشهيد المعركة، كالشهيد في سبيل الدفاع عن ماله ونفسه.
* يشبه هذا الحديث في المعنى قول النبي ﷺ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (متفق عليه).
* يجب التفريق بين الدفاع المشروع عن الحق وبين التعدي والاعتداء. فالمذكور في الحديث هو من دافع بعد أن "تعدى عليه الحق"، أي كان هو الطرف المعتدى عليه، وليس المعتدي.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يؤدون حقوق الله وحقوق العباد على أكمل وجه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٦٥٧٤)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٧) كلاهما من طريق عبيد اللَّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف، عن علي بن الحسين، قال: حدّثتنا أمّ سلمة، فذكرت الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه، واختصره الإمام أحمد فلم يذكر موضع الشّاهد وهو: «يريد بها وجه اللَّه».
وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٣٦)، وابن حبان في «صحيحه» (٣١٩٣)، والحاكم (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥) كلّهم من طريق عبيد اللَّه بن عمرو وهو الرّقيّ بإسناده بتمام الحديث. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين».
وهذا وهمٌ منه، فإنّ القاسم بن عوف وهو الشّيبانيّ الكوفيّ ليس من رجال البخاريّ، وإنّما روى له مسلم وحده، ثم هو مختلف فيه، فقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ومحلّه عندي الصّدق. وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه - أي للاعتبار، فهو حسن الحديث مع ضعف يسير فيه، وبقية رجاله ثقات.
وعلي بن الحسين هو ابن علي بن أبي طالب زين العابدين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 287 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

  • 📜 حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أدى زكاة ماله طيب النفس بها فهو شهيد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب