حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى

عن عتبان بن مالك يقول: غدا عليَّ رسولُ اللَّه ﷺ فقال رجلٌ: أين مالك بن
الدخْشُن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحبّ اللَّه ورسوله. فقال النبيُّ ﷺ: «ألا تقولوه يقول: لا إله إلا اللَّه، يبتغي بذلك وجه اللَّه». قال: بلى. قال: «فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلّا حرّم اللَّه عليه النار».

صحيح: رواه البخاريّ في استتابة المرتدين (٦٩٣٨) عن عبدان، أخبرنا عبد اللَّه، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعت عتبان بن مالك، فذكره.

عن عتبان بن مالك يقول: غدا عليَّ رسولُ اللَّه ﷺ فقال رجلٌ: أين مالك بن
الدخْشُن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحبّ اللَّه ورسوله. فقال النبيُّ ﷺ: «ألا تقولوه يقول: لا إله إلا اللَّه، يبتغي بذلك وجه اللَّه». قال: بلى. قال: «فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلّا حرّم اللَّه عليه النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن عُتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يقول: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا تَقُولُوهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». قَالَ: بَلَى. قَالَ: «فَإِنَّهُ لَا يُوَافِي عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ».


1. شرح المفردات:


● غَدَا عَلَيَّ: أي جاء إليَّ في وقت الغداة (الصباح).
● مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ: هو صحابي من الأنصار، وكان من مسلمة الفتح، وليس هو عتبان بن مالك راوي الحديث.
● مُنَافِقٌ: أي من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
● لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ: أي لا يحب الله ولا رسوله حقيقة.
● يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ: أي يقصد بقوله "لا إله إلا الله" وجه الله تعالى وثوابه، لا رياءً ولا غرضًا دنيويًا.
● لَا يُوَافِي: لا يأتي يوم القيامة.
● حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ: أي منعه منها وأبعده عنها.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ جاء إليه في الصباح، فسأل رجل عن مالك بن الدخشن، فردَّ رجل آخر بأن مالكًا منافق لا يحب الله ولا رسوله، فأنكر النبي ﷺ عليه ذلك القول، وأخبره أن مالكًا يشهد أن لا إله إلا الله ويقصد بذلك وجه الله، ثم بين ﷺ أن من مات على كلمة التوحيد مخلصًا فيها لله تعالى، فإن الله يحرم عليه النار يوم القيامة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم التكفير بالظن والتهمة دون بينة: فلا يجوز للمسلم أن يحكم على شخص معين بالنفاق أو الكفر بمجرد ظنه أو شبهة، بل ذلك من أخطر الأمور.
2- عظم شهادة أن لا إله إلا الله: فمن نطق بها مخلصًا لله تعالى، فإنها تكون سببًا في نجاته من النار، كما في الحديث: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).
3- النهي عن سوء الظن بالمسلمين: خاصة من أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين، فلا يجوز اتهامه بالنفاق أو الكفر دون دليل قاطع.
4- الإخلاص شرط لقبول العمل: فكلمة التوحيد لا تنفع قائلها إلا إذا قالها يبتغي بها وجه الله، لا لغرض دنيوي أو رياء.
5- الرحمة والرفق بالناس: فقد أنكر النبي ﷺ على من أساء الظن بمالك بن الدخشن، معلمًا لأمته الرفق والرحمة في التعامل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 425) ومسلم (رقم 33)، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- مالك بن الدخشن هذا كان من مسلمة الفتح، وكان بعض الصحابة يظنون فيه النفاق لبعض التصرفات، لكن النبي ﷺ دفعه عنه بشهادته بكلمة التوحيد.
- يستفاد من الحديث أن كلمة التوحيد إذا قيلت بإخلاص فإنها تحرم قائلها على النار، لكن قد يكون له ذنوب تعرضه للعذاب في النار أولاً ثم ينجو بعدها، إلا من عفا الله عنه.
- لا يعني هذا الحديث أن كل من نطق بالشهادة فهو ناجٍ قطعًا، بل لابد من sincerity وإخلاص، وعدم الإتيان بما ينقضها من الشرك الأكبر أو الأفعال المكفرة.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في استتابة المرتدين (٦٩٣٨) عن عبدان، أخبرنا عبد اللَّه، أخبرنا معمر، عن الزهريّ، أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعت عتبان بن مالك، فذكره.
والحديث في الصّحيحين في سياق أطول منه، تقدم في باب من مات على التوحيد دخل الجنة، وسيأتي أيضًا في كتاب الصّلاة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

  • 📜 حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرم الله عليه النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب