اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: صلّى بنا عمّار بن ياسر صلاةً فأوجز فيها، فقال بعض القوم: لقد خفَّفت أو أوجزت الصلاة. فقال: أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتُهنّ من رسول اللَّه ﷺ فلما قام تبعه رجلٌ من القوم -هو أبي غير أنه كنّي عن نفسه- فسأله عن الدّعاء، ثم جاء فأخبر به القوم: «اللهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أَحْيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي. اللهمّ، وأسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرّضا والغضب، وأسألك القصْد في الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك بَرْد العيش بعد
الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاءَ مُضرَّة ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللهمّ زَيّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين».

صحيح: رواه النسائيّ (١٣٠٥) عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا حديث عظيم فيه دعاء جامع نافع، رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في "السنن الكبرى"، وهو حسن.

شرح المفردات:

● أوجز فيها: أي أسرع وأختصر في الصلاة مع إتمام أركانها.
● خفَّفت أو أوجزت: استفهام عن تقصير في الصلاة.
● خشيتك في الغيب والشهادة: الخوف من الله في السر والعلن.
● كلمة الحق في الرضا والغضب: قول الحق سواء في حال الرضا أو الغضب.
● القصد في الفقر والغنى: الاعتدال والوسطية في حال الفقر والغنى.
● نعيماً لا ينفد: نعيماً دائماً في الجنة.
● قرة عين لا تنقطع: سرور وفرح دائم.
● الرضا بعد القضاء: الرضا بقضاء الله بعد وقوعه.
● برد العيش بعد الموت: الراحة والنعيم في القبر والآخرة.
● لذة النظر إلى وجهك: التمتع برؤية الله في الجنة.
● زينة الإيمان: جمال الإسلام والالتزام به.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي أن عمار بن ياسر صلى بهم صلاة مختصرة لكنها كاملة، فتعجب بعض المصلين من سرعتها، فأخبرهم عمار أنه دعا في صلاته بدعوات سمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم سأله أحد الصحابة عن هذه الأدعية فأخبرها لهم.

الدروس المستفادة:

1- جواز إيجاز الصلاة مع الإتمام: لا بأس بإسراع الإمام في الصلاة إذا أتم أركانها وواجباتها.
2- فضل هذا الدعاء العظيم: ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويدعو به في صلاته.
3- السؤال عن العلم النافع: حرص الصحابة على تعلم الخير والسؤال عن الأدعية النبوية.
4- شمولية الدعاء: جمع الدعاء بين أمور الدنيا والآخرة والعبادة والسلوك.

شرح الدعاء:

1- "اللهم بعلمك الغيب...": سؤال الله أن يبقيه حياً ما كانت الحياة خيراً له، ويتوفاه إذا كانت الوفاة خيراً له.
2- "خشيتك في الغيب والشهادة": الخوف من الله في السر والعلن.
3- "كلمة الحق في الرضا والغضب": الثبات على قول الحق في كل الأحوال.
4- "القصد في الفقر والغنى": الاعتدال في الإنفاق في حالتي الفقر والغنى.
5- "نعيماً لا ينفد": طلب النعيم الدائم في الجنة.
6- "قرة عين لا تنقطع": سرور دائم لا ينتهي.
7- "الرضا بعد القضاء": الرضا بقدر الله بعد نزوله.
8- "برد العيش بعد الموت": طلب الراحة في القبر والآخرة.
9- "لذة النظر إلى وجهك": التمتع برؤية الله في الجنة.
10- "زينا بزينة الإيمان": طلب التحلي بالإيمان وأخلاقه.
11- "اجعلنا هداة مهتدين": أن يكون الداعي داعياً إلى الله ومستقيماً على هداه.

فوائد عملية:

- يحفظ هذا الدعاء ويُدعى به في السجود وفي آخر الصلاة.
- التدبر في معانيه العظيمة والحرص على تحقيق مقتضياتها.
- تعليمه للأهل والأبناء ليعم نفعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (١٣٠٥) عن يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدّثنا حمّاد، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، فذكره.
ورواه الدارمي في الرد على الجهمية (١٨٨)، وصحّحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (١٢)، وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤)، كلّهم من طريق حمّاد بن زيد، بإسناده.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن عطاء بن السائب ثقة وثقه الأئمة إلا أنه اختلط، ولكن روي حماد بن سلمة عنه قبل اختلاطه.
ورواه النسائيّ (١٣٠٦)، وأحمد (٤/ ٢٦٤)، والطبرانيّ في الدّعاء (٦٢٥) من وجه آخر، وفيه شريك وهو ابن عبد اللَّه النخعي القاضي سيء الحفظ، ولكن لا بأس به في المتابعات.
قال ابن خزيمة: «ففي مسألة النبيّ ﷺ ربَّه: لذّة النّظر إلى وجهه أبين البيان، وأوضح الوضوح، أنّ اللَّه عز وجل وجهًا يَتلذَّذ بالنّظر إليه من منَّ اللَّه جلّ وعلا عليه، وتفضّل بالنّظر إلى وجهه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 288 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

📜 حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية