حديث: أعوذ بوجهك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالى

عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [سورة الأنعام: ٦٥] قال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك» فقال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك». قال: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «هذا أيسر».

صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٦) في باب قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [ تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [سورة الأنعام: ٦٥] قال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك» فقال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك». قال: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «هذا أيسر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [سورة الأنعام: ٦٥] قال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك» فقال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «أعوذ بوجهك». قال: ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾، فقال النبيُّ ﷺ: «هذا أيسر».


1. شرح المفردات:


● أعوذ بوجهك: أي ألتجئ وأتحصن بوجه الله الكريم، وهو كناية عن الذات الإلهية العظيمة.
● يَلْبِسَكُمْ: من الالتباس، أي يخلطكم ويشيع بينكم الفتنة والاختلاف.
● شِيَعًا: جمع شيعة، أي فرقًا متعددة ومتشتتة، كل منها على مذهب ورأي.
● أيسر: أي أهون من العذابين السابقين، لكنه لا يخلو من الخطر والشر.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو القرآن عند نزول الآية الكريمة، فكلما قرأ نوعًا من أنواع العذاب استعاذ بالله منه، إلا في آخرها حيث رأى أن الاختلاف والفرقة أهون من العذاب المادي المباشر.
- فقوله تعالى: ﴿مِن فَوْقِكُمْ﴾ يشير إلى عذاب مثل الحجارة من السماء أو الصواعق.
- وقوله: ﴿مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ يشير إلى الخسف أو الزلازل.
- أما قوله: ﴿يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾ فيشير إلى التفرق والاختلاف في الدين، وهو عذاب معنوي.


3. الدروس المستفادة:


1- خوف النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب الله: وهذا من كمال إيمانه وتقواه، مع أنه معصوم ومغفور له.
2- الاستعاذة بالله من الشرور: والوجه هنا كناية عن الذات الإلهية، وفيه تعظيم لله تعالى.
3- خطورة التفرق والاختلاف في الدين: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه "أيسر" مقارنة بالعذاب المادي، إلا أنه لا يعني أنه هين، بل هو من أعظم البلاء.
4- بيان رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته: حيث خشي عليها من العذاب الشديد، ولو كان معنويًا.
5- التفريق بين أنواع البلاء: فالعذاب المادي أسرع هلاكًا، لكن التفرق والفتنة أطول أمدًا وأعم ضررًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن التفرق والاختلاف من العقوبات الإلهية، كما قال تعالى: ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
- ينبغي للمسلم أن يحذر من أسباب الفرقة، ويعمل على جمع الكلمة ووحدة الصف.
- الاستعاذة بالله من الشرور من السنن النبوية، وهي من أسباب الحماية والنجاة.

أسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين، ويوحّد صفوفهم، ويبعد عنا كل شر وفتنة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٦) في باب قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [سورة القصص: ٨٨] عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عمرو، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 283 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بوجهك

  • 📜 حديث: أعوذ بوجهك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعوذ بوجهك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعوذ بوجهك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعوذ بوجهك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب