حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات الوجه للَّه تعالىقال اللَّه تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [سورة الرحمن: ٢٧].وقال تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [سورة القصص: ٨٨].وقال تعالى: ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ﴾ [سورة الروم: ٣٩].وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴾ [سورة الإنسان: ٩]ـوقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ [سورة الرعد: ٢٢].وقال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [سورة الكهف: ٢٨].وقال تعالى: ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ [سورة الليل: ٢٠].وغيرها من الآيات البيّنات.

عن سعد بن أبي وقاص قال: كنّا مع النبيّ ﷺ ستة نفر، فقال المشركون للنبيّ ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لستُ أسميهما. فوقع في نفس رسول اللَّه ﷺ ما شاء اللَّه أن يقع، فحدّث نفسه، فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الأنعام: ٥٢].

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤١٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسديّ، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد، فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: كنّا مع النبيّ ﷺ ستة نفر، فقال المشركون للنبيّ ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لستُ أسميهما. فوقع في نفس رسول اللَّه ﷺ ما شاء اللَّه أن يقع، فحدّث نفسه، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الأنعام: ٥٢].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ سِتَّةَ نَفَرٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَبِلَالٌ، وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا. فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الأنعام: ٥٢].


1. شرح المفردات:


● يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا: أي لا يتجاسرون على مقاربتنا ومجالستنا بسبب ضعفهم وفقرههم.
● وَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: مر في خلده وفحواه أن ينظر في طردهم لعل ذلك يجذب المشركين إلى الإسلام.
● فَحَدَّثَ نَفْسَهُ: أي فكر في ذلك وخاطب نفسه باحتمال فعل ذلك.
● يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ: أي يعبدون الله ويذكرونه في الصباح والمساء، والمراد الدوام على العبادة.
● يُرِيدُونَ وَجْهَهُ: يقصدون بعبادتهم وجه الله تعالى وثوابه، لا رياء ولا سمعة.
● مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ: أي ليس عليك من حسابهم شيء، فأنت مأمور بالبلاغ فقط، والله هو الذي يحاسبهم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنهم كانوا ستة من ضعفاء المسلمين وفقرائهم مع النبي ﷺ، فطلب زعماء قريش المشركون من النبي أن يطرد هؤلاء الفقراء من مجلسه حتى يجلسوا هم معه، زاعمين أن وجود هؤلاء الفقراء يمنعهم من الجلوس مع النبي ﷺ والاستماع إليه. فخطر ببال النبي ﷺ – بوحي من الله لبيان الحكم – أن يفعل ذلك رجاء أن يسلم أولئك المشركون، فعاتبه الله تعالى وحذره من ذلك بأنزله هذه الآية الكريمة، تأمره بعدم طرد هؤلاء المؤمنين الفقراء الذين يداومون على عبادة ربهم بإخلاص.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- رفعة منزلة الفقراء والصالحين عند الله: فالله تعالى ينتصر لهم ويذود عنهم، ولو كانوا مستضعفين في الأرض.
2- ذم الكبر واحتقار الفقراء: فإن طلب المشركين طرد الضعفاء كان ناتجًا عن كبرهم واحتقارهم لمن هم دونهم في الحسب والمال.
3- الإخلاص شرط لقبول العمل: فقد وصف الله هؤلاء المستضعفين بأنهم "يُرِيدُونَ وَجْهَهُ"، وهذا هو الإخلاص المحض.
4- الرسول ﷺ بشر يوحى إليه: فوقع في نفسه ما وقع بوحي من الله لبيان الحكم، وليس من تلقاء نفسه، وهذا من حكمة الله في تشريعه.
5- عدم التمييز بين المسلمين على أساس الغنى أو الفقر أو الجاه: فالمعيار هو التقوى والإيمان، لا الحسب والنسب.
6- بيان عظمة القرآن وأنه منزل من الله: حيث نزلت الآية في اللحظة المناسبة لتصحيح فكرة خطرت على البال.
7- الحكمة من وجود القصص في القرآن: ليعتبر بها المؤمنون ويتعظوا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● أسماء الستة: هم سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وبلال بن رباح، وصهيب الرومي، وعمار بن ياسر، وخباب بن الأرت رضي الله عنهم أجمعين. وهم من السابقين الأولين إلى الإسلام.
● سياق الآية: نزلت الآية في سورة الأنعام التي هي من السور المكية، والتي تناولت أصول العقيدة والتوحيد.
● الموقف يعكس سمة من سمات الدعوة: وهي الصبر على الأذى وعدم مجاملة الكفار على حساب المؤمنين،حتى لو كانوا فقراء.
● الآية تبرئ النبي ﷺ: حيث بينت أن ما حدث كان بوحي لبيان الحكم، وليس من تقصير أو خطأ منه ﷺ.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤١٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسديّ، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

  • 📜 حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قال المشركون للنبي ﷺ: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب