آخر ساعة من يوم الجمعة

حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

عن عبد الله بن سلام في حديث طويل قال أبو هريرة: ثم لقيتُ عبد الله بن سَلَام فذكر الحديث، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمتُ أية ساعة هي: قال أبو هريرة: فقلت له: فأخبرني ولا تَضَنَّ عليَّ. قال عبد الله: هي آخر ساعة من يوم الجمعة، قال أبو هريرة: كيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسولُ الله ﷺ: «لا يُصادِفُها عبد مسلم يُصَلِّي» وتلك ساعة لا يُصَلّى فيها؟ قال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله ﷺ: «من جلس مجلسًا ينتظر فيه الصلاة فهو في صلاة حتى يُصلي» قال أبو هريرة: فقلت: بلى. قال: فهو ذاك.

صحيح: رواه مالك في الجمعة (١٦) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة قال: خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار، .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو حسن. وهو يتناول تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة التي يُستجاب فيها الدعاء، كما وعد النبي ﷺ.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

● فَلا تَضَنَّ عَلَيَّ: لا تَبْخَلْ عَلَيَّ بالمعلومة، ولا تُمْسِكْهَا.
● يُصادِفُها: يوافقها ويجدها.
● مُصَلٍّ: أي يؤدي الصلاة المفروضة أو النافلة.
● يَضِنُّ: يبخل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يحكي أبو هريرة رضي الله عنه أنه التقى عبد الله بن سلام - الصحابي الجليل الذي كان من أحبار اليهود وأعلمهم قبل إسلامه - فسأله عن تحديد الساعة التي في يوم الجمعة التي يُستجاب فيها الدعاء، والتي أشار إليها النبي ﷺ دون أن يسميها تعييناً.
فأجابه عبد الله بن سلام بأنها آخر ساعة من يوم الجمعة (أي ما بين صلاة العصر وغروب الشمس).
فتعجب أبو هريرة من هذا القول، لأن النبي ﷺ قال: (لا يُصادفها عبد مسلم وهو يُصلي)، وآخر ساعة من الجمعة هي وقت لا تُقام فيه صلاة مفروضة، فكيف يمكن للمسلم أن يصادفها وهو يصلي؟
فرد عليه عبد الله بن سلام بسؤال ذكي: ألم يقل رسول الله ﷺ: (مَنْ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ)؟ فأقر أبو هريرة بذلك.
فاستدل عبد الله بن سلام بهذا الحديث على أن المسلم الجالس في المسجد منتظراً لصلاة العصر أو بعدها، يعد كالمصلي في حكمه، وبالتالي فهو "في صلاة" ويستطيع أن يصادف ساعة الإجابة بهذه الحالة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل العلم وأهله: الحوار بين أبي هريرة وعبد الله بن سلام يُظهر تواضع العالم (أبو هريرة) وسؤاله عما لا يعلم، وحكمة العالم الآخر (عبد الله بن سلام) في الجمع بين النصوص الشرعية للوصول إلى الحكم الصحيح. وهذا من أدب طلب العلم.
2- الجمع بين النصوص الشرعية: لا يُفهم نص شرعي بمعزل عن غيره. ففهم عبد الله بن سلام لحديث ساعة الإجابة كان بجمعه بينه وبين حديث آخر وهو (من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة)، مما يدل على سعة فقهه وفهمه العميق للسنة.
3- التحديد الدقيق لساعة الإجابة: يرجح كثير من العلماء قول عبد الله بن سلام في أن ساعة الإجابة هي آخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة. وهذا القول له وجاهته وقوته، وهو أحد الأقوال المعتمدة عند أهل العلم.
4- الحث على الذكر والدعاء في هذا الوقت: الحديث يحث المسلم على أن يحرص على هذه الساعة، ويغتنمها بالدعاء والذكر والمناجاة، ولو كان جالساً في المسجد منتظراً للصلاة أو بعدها.
5- أن انتظار الصلاة من أعظم العبادات: الحديث الثاني الذي استشهد به عبد الله بن سلام يبين فضل الجلوس في المسجد انتظاراً للصلاة، وأنه يكتب للمسلم فيه أجر الصلاة حتى لو لم يكن يؤدي ركعات، مما يشجع على المكث في المساجد وعدم الخروج منها بعد الصلاة مباشرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● أقوال العلماء في ساعة الإجابة: اختلف العلماء في تحديدها على أكثر من أربعين قولاً، ولكن أبرزها قولان:
● القول الأول: أنها من حين يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة. (وهو قولstrong)
● القول الثاني: أنها آخر ساعة بعد العصر. (وهو قولstrong أيضاً واستدلوا بهذا الحديث).
- من الحكمة في إخفاء ساعة الإجابة تعييناً أن يجتهد المسلم في الدعاء والعبادة throughout يوم الجمعة كله، رجاء مصادفة هذه الساعة.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على أداء صلاة الجمعة، ثم يبقى في المسجد يذكر الله ويدعوه، خاصة في الوقت بعد صلاة العصر إلى المغرب، عملاً بهذا الحديث وطلباً لفضل هذه الساعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين ينالون فضل ساعة الإجابة، ويستجيب دعاءهم، ويغفر ذنوبهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجمعة (١٦) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة قال: خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار، ... ثم لقيت عبد الله بن سلام فذكر مثله.
ورواه أبو داود (١٠٤٦)، والترمذي (٤٩١) كلاهما من طريق مالك، قال الترمذي: «وفي الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن صحيح».
قال الأعظمي: صحّحه ابن حبان (٢٧٧٢)، والحاكم (١/ ٢٧٨، ٢٧٩) وروياه من طريق مالك، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
ورواه النسائي (١٤٣٠) من وجه آخر عن بكر بن مُضر، عن ابن الهاد به مثله.
ورواه الإمام أحمد من طريق مالك به مثله (٢٣٧٨٥) ومن طريق محمد بن إسحاق (٢٣٧٨٢) عن محمد بن إبراهيم به مثله، ومحمد بن إسحاق مدلس وعنعن إلا أنه توبع في رواية مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

📜 حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: آخر ساعة من يوم الجمعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية