ما أمرت بتشييد المساجد

حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أُمرت بتشييد المساجد».

حسن: روه أبو داود (٤٤٨) عن محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أُمرت بتشييد المساجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أُمرت بتشييد المساجد».

شرح المفردات:

● أُمرت: أي أُمِرْتُ من الله تعالى.
● بتشييد: التشييد هنا يعني البناء العالي المزخرف، أو التجميل والزخرفة المبالغ فيها.

المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أنه لم يُؤمر من الله تعالى ببناء المساجد بشكل فاخر أو مبالغ في زخرفتها وتزيينها، بل المقصود هو أن تكون المساجد بسيطة في بنائها، خالية من المظاهر الباذخة التي قد تشغل المصلين أو تتنافى مع روح العبادة والتواضع لله تعالى.

الدروس المستفادة منه:

1- البساطة في بناء المساجد: ينبغي أن يكون بناء المساجد متواضعًا وخاليًا من المبالغة في الزخرفة والتفخيم، لأن ذلك قد يُشغل القلب عن الخشوع في الصلاة.
2- تجنب الإسراف والتبذير: الإكثار من زخرفة المساجد قد يؤدي إلى إضاعة المال في غير موضعه، والأولى صرفه في وجوه الخير الأخرى كمساعدة الفقراء ونشر العلم.
3- الحكمة من بناء المساجد: المساجد بُنيت للعبادة والذكر والتعلم، وليس للتفاخر بالمباني والزخارف.
4- اتباع هدي النبي ﷺ: كان مسجد النبي ﷺ في المدينة بسيطًا جدًا، مبنيًا من الطين والجذوع، ولم يكن مزخرفًا، وهذا هو النموذج الأمثل لبناء المساجد.

معلومات إضافية مفيدة:

- روى هذا الحديث أبو داود في سننه، وحسنه بعض العلماء.
- يشير الحديث إلى أن الأصل في المساجد هو التواضع في البناء، وليس المنع من تجديدها أو توسعتها إذا دعت الحاجة، ولكن دون مبالغة.
- بعض العلماء فهم من الحديث النهي عن رفع بناء المساجد بشكل مبالغ فيه، أو تزيينها بالذهب والزخارف التي تشبه القصور، مما قد يُذهب الخشوع.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من المعتزين بسنة نبيه ﷺ، والعاملين بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

روه أبو داود (٤٤٨) عن محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن، من أجل محمد بن الصباح فإنه حسن الحديث.
وقد صحّحه ابن حبان (١٦١٥) فرواه من هذا الوجه.
وذكر البخاري (١/ ٥٣٩)، وأبو داود، وابن حبان من قول ابن عباس: «لُتزخْرِفُنَّها كما زخرَفَتِ اليهود والنصارى» موقوفًا ومعلقًا، وقد ظن بعض الناس أنه جزء من الحديث المرفوع، وهو ليس كذلك بل كلام النبي ﷺ مفصول من كلام ابن عباس، قال الحافظ: إنما لم يخرج البخاري المرفوع منه للاختلاف على يزيد بن الأصم في وصله وإرساله.
كذا قال، ولم يبين ذلك لنرى ذلك.
ورواه البيهقي (٢/ ٤٣٨، ٤٣٩) من طريق أبي داود، ومن طريق علي بن قادم، ثنا سفيان الثوري به مثله ولم يذكر هذا الاختلاف الذي يشير إليه الحافظ.
والمراد من التشييد: رفع البناء وتطويله، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [سورة النساء: ٧٨] وهي التي طُوِّلَ بناؤها أفاده البغوي في «شرح السنة» (٢/ ٣٤٩).
وأما ما رواه ابن عباس مرفوعًا: «أراكم ستُشَرِّقُون مساجدكم بعدي كما شَرَّقتِ اليهودُ كنائِسها، وكما شَرَّقتِ النصارى بِيعَهَا» فهو ضعيف جدًّا، بل موضوع: رواه ابن ماجه (٧٤٠) عن جُبارة بن المُغلِّس، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي، عن ليث، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
جُبارةُ بن المغلِّس الحِمَّاني ضعيف جدًّا، وقال الدارقطني: متروك، وكذبه البعض.
وليث هو: ابن أبي سلم ضعيف.
وقوله: «ستشرقون مساجدكم»: من التشريق وهو: التطيين بالشاروق وهو بمعنى الصاروج. يقال: حوضٌ مشرَّقٌ أي مطليٌّ بالشاروق، وهو الصاروج، أي النُّورة وأخلاطها التي تصرَّج بها الحياض وغيرها، قال الفيروزآبادي: المشرَّق من الحصون: المطيَّن بالشاروق للصاروج أ. هـ. والشاروق والصاروج كلاهما تعريب «جارو» بالفارسية. انظر: المعرب للجواليقي بتحقيق الدكتور ف. عبد الرحيم (٤١٦، ٤٢١).
تنبيه هام: لقد تحرف: «ستشرقون» إلى «ستشرفون» بالفاء في جميع نسخ ابن ماجه وهو لا معنى له هنا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

📜 حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أمرت بتشييد المساجد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية