المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

عن أبي الدرداء قال: لتكن المساجدُ بيتَك، فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إن الله عز وجل ضَمن لمن كانت المساجدُ بيتَه الأمنَ والجوازَ على الصراط يوم القيامة».

حسن: رواه البزار «كشف الأستار» (٤٣٤) عن نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن واسع، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي الدرداء قال: لتكن المساجدُ بيتَك، فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إن الله ﷿ ضَمن لمن كانت المساجدُ بيتَه الأمنَ والجوازَ على الصراط يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يعمر المساجد ويواظب على الصلاة فيها.
هذا حديث عظيم فيه فضل عمارة المساجد والتردد عليها، وإليك شرحه وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● لتكن المساجدُ بيتَك: أي ليجعل المرء المساجد كبيته الذي يأوي إليه ويقيم فيه، فيكثر من التردد عليها والمكوث فيها.
● ضَمن: أي تكفّل وضمن ووعَدَ بوعدٍ لا يُخلف.
● الأمنَ: السلامة من الخوف والفزع يوم القيامة.
● الجوازَ على الصراط: المرور بنجاة وأمان على الصراط المنصوب على متن جهنم، وهو جسر حاد كحد السيف، يجتازه الناس حسب أعمالهم.
● الصراط: هو الجسر الممدود على جهنم الذي يجب على جميع الخلائق عبوره.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوصي الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه بأن يجعل المسلم المسجد بمثابة بيته الحقيقي، الذي يقيم فيه ويأنس به. ثم يستدل على فضل هذه العبادة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يبشر فيه بأن الله تعالى قد تكفّل وتعهد - بفضله وكرمه - لكل من جعل المسجد بيته (أي أكثر من التردد عليه للصلاة وذكر الله وطلب العلم) بتأمينه من أهوال يوم القيامة، وتمكينه من عبور الصراط المستقيم بسلامة وأمان، لينجو من النار ويدخل الجنة.

3. الدروس المستفادة منه:

● فضل عمارة المساجد: الحديث يحث على الإكثار من حضور المساجد والمكوث فيها لأداء الصلوات والنوافل وذكر الله وقراءة القرآن.
● الترغيب في الطاعة: يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين عمل دنيوي (عمارة المساجد) وثواب أخروي عظيم (الأمن والنجاة)، مما يحفز النفس على الطاعة.
● الأمن يوم القيامة: أعظم ما يُطلب في ذلك اليوم هو الأمن من الفزع والنجاة من النار، وهذا مما يضمنه الله لعُمار المساجد.
● الصلاة جماعة: من أعظم مظاهر جعل المسجد بيتاً هو المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة داخل المسجد.
● كرم الله وفضله: أنجز وعده وفضله بعباده، حيث جعل هذه العبادة الجليلة سبباً للنجاة من أعظم الأهوال.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مصدر الحديث: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وهو حسن في "صحيح الجامع".
● "بيته" لا تعني السكنى الدائمة: المقصود هو كثرة التردد والإقامة فيه لأجل العبادة، وليس السكنى الفعلية للأكل والنوم، إلا لمن كان معتكفاً.
● من صور عمارة المساجد: لا تقتصر على أداء الفروض فقط، بل تشمل حضور حلقات العلم، وانتظار الصلاة، وإماطة الأذى عنها، وتنظيفها، وبنائها.
● المراد بالجواز على الصراط: هو النجاة والعبور بسرعة وأمان، دون أن يزلّ به القدم أو ينكبّ في النار، كما قال تعالى: (وَمِنْهُم مَّنْ يَخْطُفُ وَمِنْهُم مَّن يَهْوِي).
● الحديث يندرج تحت "فضائل الأعمال": وهو من الأحاديث التي ترفع الهمم وتشحذ العزائم للاستكثار من الطاعات.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عُمار بيوته، وأن يمتّعنا بالأمن والجواز على الصراط إلى رضوانه وجنته.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار «كشف الأستار» (٤٣٤) عن نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن واسع، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره.
قال البزار: «إسناده حسن».
وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٢): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزار: وقال: «إسناده حسن». قال الهيثمي: «قلت: رجال البزار كلّهم رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن عبد الله بن المختار وإن كان من رجال مسلم إلا أنه حسن الحديث.
ورواه الطبراني في الأوسط (٧١٤٥) بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ أبا الدرداء يقول لابنه: يا بني ليكن المسجدُ بيتَك، فإن المساجد بيوت المتقين. سمعت رسول الله ﷺ يقول: ... وفيه «ضَمِن الله له الرَوْحَ والرحمةَ والجوازَ على الصراط إلى الجنة».
وأما ما رواه أبو سعيد عن رسول الله ﷺ: «إذا رأيتُم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان»، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ فهو ضعيف رواه ابن ماجه (٨٠٢)، والترمذي (٢٦١٧)، وابن خزيمة (١٥٠٢)، وابن حبان (١٧٢١)، والحاكم (٢/ ٣٣٢)، والبيهقي (٣/ ٦٦) كلهم من طرق عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد.
قال الترمذي: حديث غريب حسن.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
والصواب أنه ضعيف، فإن فيه درَّاج -بتثقيل الراء، وآخره الجيم-، وهو: ابن سمعان أبو السمح، وقيل: اسمه عبد الرحمن، ودَرَّاج لقب.
قال فيه الإمام أحمد: «حديثه منكر، وقال أبو حاتم: حديثه ضعيف».
وقال ابن عدي: «عامة الأحاديث التي أمليتُها عن دَرَّاج مما لا يتابع عليه». وقال الحافظ: «صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف».
وأما ابن معين والدارمي فوثَّقاه. ومن علم حجّة على من لم يعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

📜 حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المساجد بيتي، والله ضمن الأمن والجواز على الصراط

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية