من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

وعن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله ﷺ قال: «من بنى مسجدًا لله كمفحصِ قطاةٍ، أو أصغر، بنى الله له بيتًا في الجنة».

صحيح: رواه ابن ماجه (٧٣٨) حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».
(رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهم، وهو حسن)

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

● بَنَى مَسْجِدًا: يشمل كل من ساهم في بناء المسجد، من التبرع بالمال، أو المشاركة في البناء والعمل، أو التبرع بالأرض، أو حتى المساعدة في تجهيزه.
● لله: أي أخلص النية لله تعالى، ولم يقصد الرياء أو السمعة أو أي غرض دنيوي.
● كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ:
● الْقَطَاة: طائر صغير الحجم معروف، يشبه الحمامة لكنه أصغر.
● مَفْحَصِهَا: هو الموضع الذي تسكن فيه وتفرخ فيه بيضها، وهو عبارة عن حفرة صغيرة جداً في الأرض تبيض فيها.
● بَيْتًا فِي الْجَنَّة: المقصود به قصر أو دار عظيمة في الجنة، تفوق الوصف في جمالها ونعيمها.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل بناء المساجد ولو كانت صغيرة الحجم، حتى لو كانت بقدر المكان الصغير الذي تتخذه طائر القطاة لبيضها، وهو مكان ضيق ومحدود. فمن أخلص نيته لله تعالى وبنى مسجداً بهذا الحجم المتواضع، فإن جزاءه عند الله عظيم، وهو أن يبني الله له قصراً في الجنة، وهي دار النعيم المقيم.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● عظم أجر بناء المساجد: الحديث يظهر أن العمل الصالح وإن كان صغيراً في حجمه الدنيوي، فإن أجره عند الله كبير وعظيم إذا أُخْلصت النية.
● التيسير على المسلمين: حث الإسلام على تيسير سبل العبادة، فبناء المسجد ولو كان صغيراً في مكان يحتاج إليه الناس (كحي سكني ناءٍ، أو موقع عمل) فيه خدمة للمسلمين وتيسير لهم لأداء الصلوات جماعة.
● الإخلاص شرط القبول: التأكيد على قصد وجه الله تعالى في العمل، حيث قال: "لله"، فبدون الإخلاص لا يقبل العمل.
● الحث على التنافس في الخيرات: الحديث يحفز المسلم على المسارعة في فعل الخير والمساهمة في المشاريع الدينية، وعدم احتقار أي عمل صالح مهما بدا صغيراً.
● سعة فضل الله وكرمه: حيث أن الله تعالى يجزي على العمل القليل بالجزاء الكثير، فبين حجم المسجد الأرضي الصغير وحجم القصر في الجنة بون شاسع، مما يدل على كرم الله تعالى وجوده.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تدخل في "فضل إعمار المساجد"، والتي هي من أفضل القربات إلى الله.
- يدخل في مفهوم البناء: التبرع بجزء من المال لبناء مسجد، أو التبرع بالأرض، أو حتى المساعدة في تجهيزه بالفرش والبسط وغير ذلك مما يحتاجه.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الإخلاص ويخفي عمله ما استطاع، حتى لا يدخله الرياء فيحبط أجره.
- المساجد هي بيوت الله في الأرض، وهي أحب البقاع إليه، ومن أُحبها وأعان على بنائها وتطهيرها كان ذلك سبباً في محبة الله له وإكرامه.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة دينه، وأن يبني لنا بيوتاً في جنته.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٧٣٨) حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكر مثله.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (١٢٩٢)، وأخرجه في صحيحه عن يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم الغافقي، كلاهما عن ابن وهب به، وقال في أول الحديث: «من حفر ماءً لم يشرب منه كبد حري من جن، ولا إنس، ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة».
ورُوِي مثل هذا عن أبي بكر الصديق وفيه الحكم بن يعلى قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر، والحكم بن يعلى متروك الحديث ضعيف الحديث»، «العلل» (١/ ١٤٠).
قال الأعظمي: هو الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، ترجمه ابن عدي في «الكامل» (٢/ ٦٢٨)، وقال: «منكر الحديث، عنده عجائب» وأسند الحديث المذكور عن جعفر الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا الحكم بن يعلى، ثنا محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق فذكر مثله، وقال: هذا لا يرويه عن محمد بن طلحة وهو: محمد بن طلحة بن مصرف غير الحكم بن يعلى. انتهى.
تنبيه: لقد تحرف في العلل: الحكم بن يعلى بن عطاء إلى الحكم بن يعلى عن عطاء.
وقوله: «كمفحص قطاة»: وهو الموضع الذي تَجْثُم فيه وتَبيضُ، والقَطَاةُ واحدة القطا، وهو نوع من اليمام يُوثر الحياة في الصحراء، ويتخذ أُفْحوصَة في الأرض، والتشبيه للمبالغة، وإلا فأقلُ المسجد أن يكون موضعًا لصلاة واحدٍ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

📜 حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية