حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذكر أول مسجد وُضع في الأرض

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! أي مسجد وُضع في الأرض أولُ، قال: «المسجد الحرام» قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى» قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاةُ فصَلِّه، فإن الفضل فيه». وفي لفظ مسلم: «فَصَلِّه فإنه مسجد».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٦)، ومسلم في المساجد (٥٢٠) كلاهما من حديث عبد الواحد، عن الأعمش، حدثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: سمعت أبا ذر فذكره.

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! أي مسجد وُضع في الأرض أولُ، قال: «المسجد الحرام» قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى» قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاةُ فصَلِّه، فإن الفضل فيه». وفي لفظ مسلم: «فَصَلِّه فإنه مسجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● وُضِعَ: بُنِيَ وأُسِّسَ.
● المسجد الحرام: الكعبة المشرفة وما حولها في مكة المكرمة.
● المسجد الأقصى: المسجد المبارك في بيت المقدس (فلسطين).
● أدركتك الصلاة: حان وقت الصلاة وأنت في مكان ما.
● فَصَلِّه: فأدِّ الصلاة في ذلك المكان.
● فإن الفضل فيه: أي فضل الصلاة في المسجد الحرام ثابت ومحفوظ، ولا يشترط للفضيلة أن تصلي فيه، بل أينما حان وقتك فصل.
● فإنه مسجد: أي فالمكان الذي أدركتك فيه الصلاة له حكم المسجد في جواز أداء الصلاة فيه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل أبو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد بُني على الأرض، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه المسجد الحرام (الكعبة)، ثم يسأله عن المسجد الذي يليه، فيذكر له المسجد الأقصى، ويبين له أن الفترة الزمنية بين بناءهما هي أربعون سنة. ثم يوجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر عظيم، وهو أن يصلي حيثما أدركته الصلاة، ولا يتكلف السفر أو المشقة للصلاة في المسجد الحرام مع أن فضله عظيم، لأن فضل الصلاة في الوقت وفي جماعة أعظم من فضل الصلاة في مكان معين مع تفويت الوقت أو الجماعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- فضيلة المسجد الحرام والمسجد الأقصى: وهما من أعظم المساجد في الإسلام، وقد جاءت النصوص بفضلهما، فالمسجد الحرام تضاعف الصلاة فيه إلى مائة ألف صلاة، والمسجد الأقصى إلى خمسمائة صلاة.
2- بيان قدم وعراقة المسجد الأقصى: فهو ثاني مسجد وضع في الأرض للعبادة، مما يزيده تشريفاً وتكريماً.
3- التيسير في الدين: فالإسلام دين يسر، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في أي مكان حلّ وقت الصلاة فيه، وعدم التكلف في الذهاب إلى المسجد الحرام للصلاة فيه مع المشقة.
4- أن الأرض كلها مسجد: كما في الحديث الآخر: «وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً»، فالمسلم يصلي حيثما أدركته الصلاة إذا كان المكان طاهراً.
5- الحث على الصلاة في وقتها: وأنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لأجل الذهاب إلى مكان معين للصلاة فيه.
6- الأهمية التاريخية للبيت الحرام والمسجد الأقصى: وارتباطهما الوثيق منذ القدم في تاريخ الأنبياء والمرسلين.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يذكر العلماء أن أول من بنى الكعبة هو النبي آدم عليه السلام، ثم جدد بناءها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
- المسجد الأقصى بناه يعقوب عليه السلام كما قيل، أو سليمان عليه السلام على أرجح الأقوال، وجدده عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الفتح الإسلامي.
- الحديث دليل على أن الصلاة في المسجد الحرام لها فضل عظيم، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يضيع وقت الصلاة أو الجماعة من أجل الذهاب إليه.
- يستفاد من الحديث أيضاً حرص الصحابة رضي الله عنهم على طلب العلم والسؤال عن أمور دينهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦٦)، ومسلم في المساجد (٥٢٠) كلاهما من حديث عبد الواحد، عن الأعمش، حدثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: سمعت أبا ذر فذكره.
انظر بقية الأحاديث في بناء الكعبة المشرفة في كتاب الحج.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

  • 📜 حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول مسجدين وضعا في الأرض المسجد الحرام ثم الأقصى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب