من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

عن عمرو بن عَبَسَةَ قال: قال رسول الله ﷺ: «من بنى مسجدًا يُذكر الله فيه، بني الله عز وجل له بيتًا في الجنة».

حسن: رواه النسائي (٦٨٨) عن عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، عن بَحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عَبَسة فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عمرو بن عَبَسَةَ قال: قال رسول الله ﷺ: «من بنى مسجدًا يُذكر الله فيه، بني الله ﷿ له بيتًا في الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
الحديث الشريف:
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».
[أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما]

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● بَنَى مَسْجِدًا: أي شيّد وأقام مكاناً مخصصاً للصلاة وعبادة الله تعالى. وهذا يشمل من أنشأ المسجد بماله أو جهده، أو ساهم في بنائه ولو بقليل.
● يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ: أي يُتلى فيه كتاب الله، وتُقام فيه الصلوات، وتُرفع فيه الأذكار والتسبيح، ويُدعى فيه الله وحده.
● بَنَى اللَّهُ لَهُ: أي خلق له وأعدّ وأسس.
● بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ: أي قصراً أو داراً أو منزلاً فاخراً في جنات النعيم، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل عظيم من فضائل الأعمال الصالحة، ألا وهو بناء المساجد التي تُعمر بطاعة الله وذكره. ويعدّد ﷺ الجزاء من جنس العمل، فمن بنى بيتاً لله في الدنيا، بنى الله له بيتاً في الآخرة، ولكن الفارق أن البيت في الجنة أعظم وأجلّ وأبقى. وهو وعد من الله تعالى، صدقٌ قوله وفعلٌ.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● فضل بناء المساجد وعمارتها: العمل على بناء المساجد من أفضل القربات وأعظم الصدقات الجارية، التي يَجري أجرها للإنسان حتى بعد موته.
● الجزاء من جنس العمل: وهي سنة إلهية، فكما عمل الإنسان في الدنيا يُجزى في الآخرة، ومن أنفق من ماله في طاعة الله عوّضه الله خيراً منه في الجنة.
● الحث على الإعانة على الخير: الحديث يشمل كل من ساهم في بناء المسجد، ولو بحجر واحد، أو بتيسير أمر بنائه، وليس فقط من أنفق المال كاملاً.
● النية الشرط الأساسي: يشترط في حصول هذا الفضل أن يقصد ببناء المسجد وجه الله تعالى، وإخلاص العبادة له، لا الرياء أو السمعة أو أي غرض دنيوي.
● المسجد مركز العبادة: التقييد بقوله «يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ» يؤكد على الغاية الأساسية من المسجد، وهي إقامة ذكر الله، ويحذر من أن تتحول إلى أماكن للغيبة أو المنكرات أو الأمور الدنيوية المحضة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الفضل العظيم (بيت في الجنة) هو بالإضافة إلى الأجر العظيم الذي يحصل عليه المسلم بسبب إنفاق ماله في سبيل الله.
- المساجد هي بيوت الله في الأرض، وأحب البقاع إليه، وهي ميراث الأنبياء، فمن سار على دربهم في عمارتها فله مثل أجرهم.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من المشاركة في بناء المساجد التي يُعصى الله فيها، أو التي تُبنى للتفاخر والتباهي، أو التي يقع فيها شرك بالله، فإن هذا من أعظم الإثم.
- من صور المشاركة في بناء المساجد في عصرنا: التبرع بالمال، أو المساعدة في التصميم والإشراف، أو الدعوة إلى التبرع لها، أو حتى تنظيفها وخدمتها.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبناء مساجده وعمارتها، وأن يبني لنا بيوتاً في جنته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٦٨٨) عن عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، عن بَحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عَبَسة فذكر مثله.
ورواه الترمذي (١٦٣٥) عن حيوة بن شريح الحِمصي، عن بقية به إلا أنه لم يذكر الجزء المتشهد به وإنما ذكر فيه: «من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة» وقال: حسن صحيح غريب.
قال الأعظمي: هو حسن فقط، فإن في الإسناد بقية بن الوليد وهو صدوق مدلس تدليس التسوية، إلا أنه
صرَّح بالتحديث قال الإمام أحمد (١٩٤٤٠) حدثنا حيوة بن شُريح، حدثنا بقيةُ، حدثنا بَحيرُ بن سعد به وفيه: «من بني الله مسجدًا ليُذكر الله عز وجل فيه، بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن أعتق نفْسًا مسلمةً كانت فِدْيَتَهُ من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له نورًا يوم القيامة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

📜 حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من بنى مسجدًا يذكر الله فيه بني الله له بيتًا في الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية