من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد. فكره الناس ذلك. فأحبوا أن يدعَه على هيئته. فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثلَه».

متفق عليه: رواه مسلم في المساجد (٥٣٣/ ٢٥) من طريق الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمود بن لبيد به فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد، فكره الناس ذلك، فأحبوا أن يدعه على هيئته، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله».

1. شرح المفردات:

● عثمان بن عفان: ثالث الخلفاء الراشدين، وذو النورين، صحابي جليل.
● أراد بناء المسجد: قصد توسعة أو تجديد مسجد النبي ﷺ في المدينة المنورة.
● كره الناس ذلك: تحفظ بعض الصحابة على التغيير خشية تغيير معالم المسجد النبوي.
● يدعه على هيئته: يتركه على حاله دون تغيير.
● بنى الله له في الجنة مثله: أي أعطاه الله تعالى قصرًا أو بيتًا في الجنة مماثلًا للمسجد الذي بناه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يروي الصحابي محمود بن لبيد أن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه أراد توسعة أو تجديد مسجد النبي ﷺ، فاعترض بعض الناس على ذلك ورأوا أن يبقى المسجد على حاله دون تغيير، فاستدل عثمان رضي الله عنه بهذا الحديث النبوي الشريف الذي يبين فضل بناء المساجد، حيث أن من يبني مسجدًا خالصًا لوجه الله تعالى، فإن الله تعالى يبني له في الجنة مثله، أي يعطيه مكانًا أو قصرًا في الجنة بقدر ذلك المسجد.

3. الدروس المستفادة منه:

● فضل بناء المساجد: الحديث يبين عظم أجر من يبني مسجدًا يبتغي به وجه الله تعالى، وأن الجزاء من جنس العمل، فكما بنى مسجدًا لله في الدنيا، بنى الله له بيتًا في الجنة.
● النية الخالصة لله: يشترط في حصول هذا الأجر أن يكون البناء خالصًا لوجه الله تعالى، لا رياء ولا سمعة.
● اجتهاد الصحابة في الخير: حرص عثمان رضي الله عنه على تجديد المسجد يدل على سعيه للأجر والفضل، كما يدل على حرص الصحابة على التمسك بالسنة والعمل بها.
● التوسعة في بيوت الله: يجوز توسعة المساجد وتحسينها إذا دعت الحاجة إلى ذلك، خاصة مع زيادة عدد المصلين.
● الاستدلال بالسنة: رد عثمان رضي الله عنه على المعترضين بالحديث النبوي يدل على أهمية الاحتكام إلى السنة في الأمور الخلافية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث.
- المسجد الذي أراد عثمان رضي الله عنه توسيعه هو المسجد النبوي الشريف، الذي أسسه النبي ﷺ عند هجرته إلى المدينة.
- بعض العلماء فسروا "مثله" في الحديث بأنه مماثل في الفضل والأجر، وليس بالضرورة في الهيئة والصفة، لأن نعيم الجنة لا يقاربن نعيم الدنيا.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على المشاركة في بناء المساجد والتبرع لها، سواء بالمال أو الجهد أو الدعاء، لينال هذا الأجر العظيم.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يبنون المساجد ويعمرونها، وأن يبني لنا بيوتًا في الجنة، إنه سميع مجيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٣٣/ ٢٥) من طريق الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمود بن لبيد به فذكره.
ورواه الشيخان: البخاري في الصلاة (٤٥٠)، ومسلم كلاهما من طريق ابن وهب، قال:
أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرًا حدَّثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدَّثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بني مسجد الرسول ﷺ: إنكم أكثرتم عَليَّ، وإني سمعتُ النبي ﷺ يقول: «من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة».
وفي رواية عند مسلم: «بيتًا في الجنة».
وقوله: حين أراد أن يبني: أي يوسع مسجد رسول الله ﷺ كما قال عبد الله بن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله ﷺ مبنيًّا باللَّبِنِ، وسقفُه الجريدُ، وعُمُدُه خشْبُ النخلِ، فلم يزد فيه أبو
بكر شيئًا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله ﷺ باللَّبِنِ والجريد، وأعاد عمدَه خشبًا، ثم غيَّره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرةً، وبنى جِداره بالحجارة المنقوشة والقَصَّةِ، وجعل عُمُدَهُ من حجارة منقوشة، وسقَفَه بالساج» رواه البخاري في الصلاة (٤٤٦) عن علي بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، قال: حدثنا نافع، أن عبد الله أخبره فذكر مثله.
وقوله: وزاد فيه عمر وبناء على بنيانه، أي بجنس الآلات المذكورة، ولم يغير شيئًا من هيئته إلا توسيعه.
وقوله: ثم غيره عثمان: أي من الوجهين: التوسيع وتغيير الآلات.
وقوله: القَصَّة بفتح القاف وتشديد الصاد: وهي الجصُّ بلغة أهل الحجاز.
والسَّاج: نوع من الخشب معروف يؤتى به من الهند. انظر «الفتح» (١/ ٥٤٠).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

📜 حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية