حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية المباهاة في المساجد

عن أنس أن النبي ﷺ قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يَتَبَاهَى الناسُ في المساجد».

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٩)، والنسائي (٦٨٩)، وابن ماجه (٧٣٩) كلهم من طريق حماد بن
سلمة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس فذكر مثله، واللفظ لأبي داود، ولفظ النسائي «من أشراط الساعة أن يتباهَي الناس في المساجد» وإسناده صحيح، وقد صحّحه أيضًا ابن خزيمة (١٣٢٢)، وابن حبان (١٦١٣، ١٦١٤) فروياه من طريق حماد بن سلمة به مثله.

عن أنس أن النبي ﷺ قال: «لا تقوم الساعةُ حتى يَتَبَاهَى الناسُ في المساجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله ويهدينا إلى صراطه المستقيم.
الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي المَسَاجِدِ».
(رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، وهو حسن)


الشرح الوجيز:



# 1. شرح المفردات:


● لا تَقُومُ السَّاعَةُ: أي لا يأتي ذلك اليوم العظيم، يوم القيامة.
● حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ: "يتباهى" من البَهْوِ والتفاخر، أي يتفاخرون ويتعاظمون بها.
● فِي المَسَاجِدِ: أي في بناء المساجد وتشييدها وزخرفتها.
فالمعنى: أن من أشراط الساعة الصغرى أن يتفاخر الناس في عمارة المساجد، فيجعلونها محلًّا للمفاخرة والتنافس الدنيوي، لا للعبادة والتقوى.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن علامة من علامات اقتراب الساعة، وهي أن يتحول هم الناس في بناء المساجد من التقرب إلى الله وإعمارها بالطاعة والذكر، إلى التفاخر والتباهي بحسن بنائها، وارتفاعها، وفخامة زخرفتها، وكثرة عددها، حتى يصير ذلك شأناً من شؤون الدنيا يتفاخر به الأغنياء والقادة، ويتنافسون فيه تنافساً دنيوياً محضاً.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● التنبيه على خطر الرياء والسمعة: التفاخر في المساجد من أعظم صور الرياء، وهو من الأمراض القلبية الخطيرة التي تحبط العمل.
● بيان حكمة الإسلام في البناء: لقد شرع الإسلام بناء المساجد لتكون بيوتاً لله، يذكر فيها اسمه، ويوحد فيها، فالمقصد هو العبادة، لا العمارة المادية فحسب. وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين التوسط في بناء المساجد وعدم المبالغة في زخرفتها.
● التحذير من التنافس على الدنيا: الحديث ينبه إلى أن من علامات الساعة أن يختلط الحابل بالنابل، ويصير التنافس في أبواب الخير نفسها (كبناء المساجد) لأجل الدنيا والسمعة والجاه.
● الفهم الصحيح للعبادة: العبرة في المساجد بكثرة المصلين والعابدين، لا بكثرة الزخارف والثريات والرخام. كما قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108].

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أشراط الساعة الصغرى التي وقع الكثير منها، ولا يزال بعضها يقع ويتزايد.
- ليس في الحديث نهي عن تجميل المساجد وتوسعتها إذا كان القصد خدمة المصلين وتوفير الراحة لهم، بل ذلك من الإحسان الذي يحبه الله. إنما النهي عن المقصد الفاسد، وهو التباهي والتفاخر والرياء.
- ينبغي للمسلم أن يتفقد نيته في كل عمل، خاصة في أعمال البر مثل البناء والتبرع للمساجد، وأن يخلص فيها لله تعالى.
- من الأمثلة الحية على هذا الحديث ما نراه في عصرنا من مبالغة فائقة في زخرفة بعض المساجد وإنفاق الأموال الطائلة عليها، بينما تخلو من المصلين أو تقل فيها حلقات العلم والذكر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٩)، والنسائي (٦٨٩)، وابن ماجه (٧٣٩) كلهم من طريق حماد بن
سلمة، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن أنس فذكر مثله، واللفظ لأبي داود، ولفظ النسائي «من أشراط الساعة أن يتباهَي الناس في المساجد» وإسناده صحيح، وقد صحّحه أيضًا ابن خزيمة (١٣٢٢)، وابن حبان (١٦١٣، ١٦١٤) فروياه من طريق حماد بن سلمة به مثله.
وذكره البخاري في الصلاة (١/ ٥٣٩) معلقًا من قول أنس بن مالك ولفظه: «يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا».
قال الأعظمي: وصله ابن خزيمة (١٣٢١) من طريق سعيد بن عامر، عن أبي عامر الخزاز، قال أبو قلابة الجرمي: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية، قال: فمررنا بمسجد حضرت صلاة الصبح، فقال أنس: لو صلينا في هذا المسجد فإن بعض القوم يأتي المسجد الآخر، قالوا: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا قال: إن رسول الله ﷺ قال: «يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد، لا يعمرونها إلا قليلًا أو قال: يعمرونها قليلًا».
قال ابن خزيمة: الزاوية قصر من البصرة على شبه من فرسخين.
قال الأعظمي: وأبو عامر الخزاز هو: صالح بن رُستم ضعَّفه ابن معين ومشاه الآخرون، وهو لا بأس به في الاستشهاد، وأما ما عزاه الحافظ في الفتح إلى أبي يعلى الموصلي مع ابن خزيمة فالظاهر أنه وهم فيه، فإن أبا يعلي لم يرو بهذا اللفظ الذي علّقه البخاري، وإنما رواه كما رواه أصحاب السنن من طريق حماد بن سلمة (٢٧٩٨، ٢٧٩٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 25 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

  • 📜 حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حتى يتباهى الناس في المساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب