حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من مات له أولادٌ فاحتسبَ دخلَ الجنَّةَ:
حسن: رواه البزَّار (٨٥٧ - كشف الأستار)، عن أحمد بن عثمان، ثنا جعفر بن عون، عن بشير ابن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:
الحديث:
عن بُريدة بن الحُصيْب قال: كنت عند النبيِّ ﷺ فبلغه أنَّ امرأةً من الأنصار مات ابن لها فجزعت عليه، فقام النبي ﷺ ومعه أصحابه، فلمَّا بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إنَّ نبيَّ الله ﷺ يريد أن يدخل يُعزِّيها، فدخل رسول الله ﷺ فقال: «أما إنَّه قد بلغني أنَّكِ جزعتِ على ابنكِ». فقالت: يا نبيَّ الله! ما لي لا أجزع وأنا رقوب، لا يعيش لي ولد، فقال رسول الله ﷺ: «إنَّما الرَّقوب الذي يعيش ولدها، إنَّه لا يموت لامرأةٍ مسلمة أو امرئٍ مسلم نَسَمةٌ، أو قال: ثلاثة من ولده، فيحتسبهم إلَّا وجبت له الجنَّة». فقال عمر -وهو عن يمين النبي ﷺ: بأبي أنت وأمِّي، واثنين؟ فقال نبيُّ الله ﷺ: «واثنين».
1. شرح المفردات:
● جزعت: أي حزنت وجزعت جزعاً شديداً، وهو شدة الحزن مع التسخط وعدم الصبر.
● رقوب: المرأة التي لا يعيش لها ولد، أو التي لم تلد.
● نَسَمة: النسمة هي النفس أو الولد، والمقصود هنا الولد الواحد.
● يحتسبهم: أي يصبر على مصيبة موتهم ويحتسب الأجر عند الله تعالى.
● وجبت له الجنة: أي استحق دخول الجنة بفضل الله ورحمته.
2. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن النبي ﷺ بلغه خبر امرأة من الأنصار مات ابنها فجزعت عليه جزعاً شديداً، فقام النبي ﷺ ومعه أصحابه ليعزيها ويرفع من همها ويصبرها.
فلما بلغ بابها، أُخبرت بأن النبي ﷺ يريد أن يدخل ليعزيها، فدخل عليها وقال لها: «أما إنه قد بلغني أنك جزعت على ابنك»، أي بلغني أنك جزعت جزعاً شديداً.
فأجابته المرأة معتذرة عن جزعها بأنها امرأة "رقوب" لا يعيش لها ولد، فظنت أن الرقوب هي التي لا يعيش لها ولد.
فصحح لها النبي ﷺ مفهوم الرقوب، فقال: «إنما الرقوب الذي يعيش ولدها»، أي أن الرقوب هي التي يعيش ولدها ولا تموت أولادها، فهي ترقبهم وترعاهم.
ثم بين لها النبي ﷺ الأجر العظيم للصابرين على فقد الأولاد، فقال: «إنه لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة -أو قال: ثلاثة من ولده- فيحتسبهم إلا وجبت له الجنة».
أي أن المسلم أو المسلمة إذا مات له ولد واحد أو ثلاثة أولاد فصبر واحتسب الأجر عند الله، فإن الجنة تصير واجبة له بسبب هذا الصبر والاحتساب.
فلما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الكلام، سأل النبي ﷺ لتوضيح العدد، فقال: «بأبي أنت وأمي، واثنين؟» أي هل ينطبق هذا الأجر على من مات له ولدان؟ فأكد له النبي ﷺ بأنه ينطبق على الاثنين أيضاً فقال: «واثنين».
3. الدروس المستفادة:
1- فضل عيادة المصاب وتعزيته: حيث إن النبي ﷺ قام بنفسه ليعزي هذه المرأة ويخفف عنها، مما يدل على أهمية مواساة المصابين وتخفيف أحزانهم.
2- التصحيح المفاهيمي: صحح النبي ﷺ للمرأة مفهوم الرقوب، ليعلمها أن الذي يعيش أولادها هي الرقوب وليست التي تموت أولادها، وذلك ليطمئن قلبها ويرفع من همها.
3- فضل الصبر على فقد الأولاد: بين النبي ﷺ الأجر العظيم للصابرين المحتسبين عند فقد أولادهم، حيث إن صبرهم واحتسابهم سبب لدخول الجنة.
4- سؤال العلماء للفهم: حيث سأل عمر رضي الله عنه لتوضيح الحكم، مما يدل على أهمية السؤال لفهم الدين correctly.
5- الرحمة بالناس: حيث إن النبي ﷺ تحرك بنفسه لمواساة امرأة حزينة، مما يدل على رحمته ﷺ واهتمامه بأمته.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على عظم أجر الصبر على المصائب، خاصة مصيبة فقد الأولاد، التي تعد من أشد المصائب على النفس.
- فيه بيان لكرم الله تعالى وعطائه، حيث يجزي الصابرين بأعظم الجوائز وهي الجنة.
- يستفاد منه أهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة عند الناس بلطف وحكمة.
- وفيه دليل على أن الصحابة كانوا يسألون النبي ﷺ ليفهموا الدين correctly، ويستوضحوا الأحكام.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر والاحتساب عند المصائب، وأن يدخلنا جناته برحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٣٨٣ - ٣٨٤) من طريق بشير بن المُهاجر به نحوه، وقال: «صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه بذكر الرقوب».
قال الأعظمي: وهو كذلك، إلَّا أنَّ بشير بن المهاجر وإن كان من رجال مسلم إلَّا أنَّه مختلفٌ فيه: فقال أحمد: «منكر الحديث». وقال أبو حاتم: «يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به»، ولكن وثَّقه ابن معين والعجلي. وقال النسائي: «ليس به بأس». فمثله لا ينزل عن درجة الحسن، وخاصَّة في الشواهد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 1 اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا
- 2 ثلاثة من الولد لا يمسهم النار
- 3 ثلاثة من الولد حجاب من النار
- 4 لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة
- 5 صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه
- 6 ادفنت ثلاثة احتظرت بحظار شديد من النار
- 7 من مات له ثلاثة من الولد أدخله الله الجنة
- 8 من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة
- 9 من أحب ولده فمات دخل الجنة
- 10 من صبر على مصيبته فله الجنة
- 11 ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث يغفر الله لوالديهم
- 12 من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث
- 13 جُنَّةٌ حَصينةٌ لمن أسلم
- 14 من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم وجبت له الجنة
- 15 من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة
- 16 مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
- 17 ثلاثة من الولد ستر من النار
- 18 يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
- 19 إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه فله الجنَّة
- 20 من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة
- 21 ثلاثة أفراط حجاب من النار
- 22 الرقوب الذي لا فرط له
- 23 من هو الرقوب الذي لا ولد له
- 24 اتقي الله واصبري
- 25 من قال عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون أجرني...
- 26 إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان...
- 27 ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر...
- 28 العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض
- 29 إذا ابتلي الله العبد المسلم ببلاء في جسده
- 30 ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه
- 31 زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا
- 32 إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده
- 33 مات الغلام وأبو طلحة خارج
- 34 الأشد بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
- 35 ما من مسلم يصيبه أذى إلا كفر الله به سيئاته
- 36 أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون
- 37 من أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم
- 38 أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون
- 39 يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر
- 40 المصائب تكفر الذنوب حتى الشوكة يشاكها المسلم
- 41 يا ابن آدم مرضت فلم تعدني
- 42 من يعمل سوءا يجز به
- 43 وصب المؤمن كفارة لخطاياه
- 44 البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله
- 45 الله يبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب
- 46 بعث النبي الحمى إلى الأنصار فصبروا ستة أيام
- 47 لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة
- 48 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم
- 49 الحُمَّى تكون طَهورًا للمؤمن
- 50 من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه
معلومات عن حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
📜 حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








