حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله تعالى: «إذا ابتليتُ عبدي المؤمن، ولم يشكني إلى عُوَّاده أطلقته من إِساري، ثمَّ أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثمَّ يستأنِف العمل».

صحيح: رواه الحاكم (١/ ٣٤٨ - ٣٤٩) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر مثلَه.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله تعالى: «إذا ابتليتُ عبدي المؤمن، ولم يشكني إلى عُوَّاده أطلقته من إِساري، ثمَّ أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثمَّ يستأنِف العمل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرقائق التي تبين عظيم فضل الله تعالى ورحمته بعباده المؤمنين، وكيف أن البلاء يكون تكفيرًا للذنوب ورفعة للدرجات. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين.

أولاً. شرح المفردات:


● ابْتَلَيْتُ: اختبرته وامتحنته بالمرض أو غيره من أنواع المصائب.
● عَبْدِيَ الْمُؤْمِن: العبد الذي استسلم لأمر الله واتصف بالإيمان.
● لَمْ يَشْكُنِي: لم يتذمر من قضائي وقدرتي، ولم يجزع عند الناس.
● إِلَى عُوَّادِهِ: إلى زواره وأقاربه الذين يعودونه في مرضه. والعوَّاد: جمع عائد، وهو الذي يزور المريض.
● أَطْلَقْتُهُ مِنْ إِسَارِي: أعتقته من ذنوبه وكأنها قيود وأغلال. والإسار: الأسر والقيود.
● أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ: أعطيته بدلاً من لحمه الذي أذابه المرض وأضعفه، لحمًا جديدًا أقوى وأصح.
● وَ دَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ: كذلك الدم الذي يعود فيه القوة والنشاط.
● ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ: ثم يعود إلى عمله الصالح من طاعة وعبادة بنشاط وهمة جديدة.


ثانيًا. شرح الحديث:


هذا حديث قدسي، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى، وهو يبين منزلة الصبر عند البلاء.
يقول الله تعالى: إذا اختبرت عبدي المؤمن بمرض أو مصيبة في بدنه، فصبر واحتسب ولم يشكُ حاله إلى الناس (أي لم يجزع ويظهر التضجر عند زواره)، فإنني أكافئه على هذا الصبر بأن:
1- أطلقه من إساري: أي أعتقه من ذنوبه وخطاياه، فكأن الذنوب قيود تكبله، فإذا صبر على البلاء محا الله عنه تلك الذنوب.
2- أبدله لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه: أي يعوّضه عن ما فقده من صحته وقوته أثناء المرض بجسد أقوى وأطهر، استعدادًا ليعبد الله بنشاط جديد.
3- ثم يستأنف العمل: فيعود إلى طاعة الله وعبادته وكأنه بدأ حياة جديدة بلا ذنوب، وبجسد معافى.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الصبر على البلاء من أعظم القربات: وأن الجزاء عليه عظيم عند الله، وهو تكفير للسيئات وزيادة في الحسنات.
2- عدم الشكوى إلى المخلوقين: لا يعني الحديث تحريم الشكوى مطلقًا، بل المقصود عدم الشكوى التي فيها تسخط على القدر وتضجر، أما ذكر المرض للطبيب أو للأهل بقصد المعونة فلا بأس به بشرط أن يكون القلب مطمئنًا بقضاء الله.
3- المرض تكفير للذنوب: فالمؤمن يرى في البلاء نعمة تخفف من وزره وتُهيئه للقاء الله بأقل ذنوب.
4- عظمة رحمة الله: حيث يعوض العبد على صبره ويعطيه أفضل مما فقد.
5- الاستعداد للعمل الصالح بعد الشفاء: فالمؤمن لا يستسلم للمرض، بل يعد نفسه للعودة إلى الطاعة بقوة أكبر.


رابعًا. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه العلماء: حديث حسن.
● مناسبة الحديث: تربية النفس على الصبر والرضا، وتذكير المؤمن بأن البلاء مهما عظم فإن بعده فرجًا وثوابًا عظيمًا.
● من أقوال العلماء: قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "فمن صبر على البلاء ولم يشكُ إلى الناس، بل يشتكي إلى الله وحده، فإن الله يعطيه على صبره أجرًا بدون حساب".
نسأل الله أن يعيننا على الصبر عند البلاء، وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويبدلنا بعد المرض عافية ونشاطًا في طاعته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٣٤٨ - ٣٤٩) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر مثلَه. وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
وفي الباب: عن أبي هريرة مرفوعًا: «ما من عبد يمرض مرضًا إلَّا أمر الله حافظه أنَّ ما عمِل من سيئة فلا يكتبها، وما عمل من حسنةٍ أن يكتبها له عشر حسنات، وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح، وإن لم يعمل».
رواه أبو يعلى (٦٦٠٧ - الأثري) عن صالح بن مالك، حدَّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، حدَّثنا محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، فذكر مثلَه.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠٤): «فيه عبد الأعلى، وهو ضعيفٌ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

  • 📜 حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب