حديث: من يعمل سوءا يجز به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن أبي هريرة، لمَّا نزلت: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ [سورة النساء: ١٢٣]. بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله ﷺ: «قاربوا وسدِّوا، ففي كلِّ ما يُصاب به المسلم كفَّارةٌ، حتَّى النكبة يُنكبها، والشوكة يُشاكها».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٤) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن ابن محيصن، شيخٍ من قريش، سمِع محمد بن قيس يُحدِّث عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، لمَّا نزلت: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ [سورة النساء: ١٢٣]. بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله ﷺ: «قاربوا وسدِّوا، ففي كلِّ ما يُصاب به المسلم كفَّارةٌ، حتَّى النكبة يُنكبها، والشوكة يُشاكها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ [النساء: 123]، بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله ﷺ: «قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ، حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا، وَالشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا».

شرح المفردات:


● بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا: أي أثَّرت فيهم تأثيرًا عظيمًا، ووقع في نفوسهم خوفٌ شديدٌ من عقاب الله.
● قاربوا: أي اقتربوا من الصواب والسداد، واطلبوا التوسط في الأمور دون غلو أو تفريط.
● سدِّدوا: أي اسعوا إلى الصواب والسداد في الأعمال، وأخلصوا النية لله تعالى.
● كفارة: أي تكفير للذنوب وتمحيص لها.
● النكبة يُنكبها: النكبة هي المصيبة أو الشدة، ويُنكبها: أي يصاب بها.
● الشوكة يُشاكها: الشوكة هي ما يُشاك من الشجر أو الأرض، ويُشاكها: أي تدخل في رجله أو بدنه.

شرح الحديث:


لما نزلت الآية الكريمة ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾، خاف الصحابة رضي الله عنهم أن يعاقبهم الله على كل ذنب بارتكابه، فشق ذلك عليهم، فبيَّن النبي ﷺ أن هذه الآية عامة، ولكن للمسلم خصوصية؛ فما يصيبه من أنواع البلاء في الدنيا يكون تكفيرًا لذنوبه، حتى إن المصائب الصغيرة كالشوكة تشوكه، أو النكبة الصغيرة التي تصيبه، كل ذلك مما يكفر الله به الخطايا.
فمعنى الحديث: أن المسلم إذا أصابه بلاء في الدنيا، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، فإنه يكون كفارة لذنوبه، بشرط الصبر والاحتساب.

الدروس المستفادة:


1- رحمة الله بعباده: حيث جعل البلاء والمصائب تكفيرًا للذنوب، مما يخفف عن المسلم ويرفع من همته.
2- الحث على الاستقامة: بتوجيه النبي ﷺ لأمته إلى القصد والتوسط في العبادة والعمل، وعدم الغلو.
3- الصبر على البلاء: فالمصائب تكفر السيئات، فيجب على المسلم أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله.
4- التيسير على الأمة: بيان أن الدين يسر، وأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان لعظم رحمة الله تعالى، حيث جعل المصائب التي تصيب المسلم في الدنيا سببًا لتكفير سيئاته.
- ينبغي للمسلم أن يستشعر هذا المعنى عند نزول المصيبة، فيصبر ويحتسب، ولا يجزع أو يقنط من رحمة الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٤) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن ابن محيصن، شيخٍ من قريش، سمِع محمد بن قيس يُحدِّث عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يعمل سوءا يجز به

  • 📜 حديث: من يعمل سوءا يجز به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يعمل سوءا يجز به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يعمل سوءا يجز به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يعمل سوءا يجز به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب