حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مضاعفة أجر النبي ﷺ إذا أصابه الوعك

عن أبي سعيد الخدري، قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فوجدت حره بين يديَّ فوق اللِّحاف، فقلت: يا رسول الله! ما أشدَّها عليك! قال: «إنَّا كذلك يُضعَّف لنا البلاء، ويُضعَّف لنا الأجر». قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاءً؟ قال: «الأنبياء». قلت: يا رسول الله! ثمَّ من؟ قال: «ثمَّ الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتَّى ما يجد أحدهم إلَّا العباءة يحوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء».

حسن: رواه ابن ماجه (٤٠٢٤) عن عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي فُديك، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فوجدت حره بين يديَّ فوق اللِّحاف، فقلت: يا رسول الله! ما أشدَّها عليك! قال: «إنَّا كذلك يُضعَّف لنا البلاء، ويُضعَّف لنا الأجر». قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاءً؟ قال: «الأنبياء». قلت: يا رسول الله! ثمَّ من؟ قال: «ثمَّ الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتَّى ما يجد أحدهم إلَّا العباءة يحوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فوجدت حره بين يديَّ فوق اللِّحاف، فقلت: يا رسول الله! ما أشدَّها عليك! قال: «إنَّا كذلك يُضعَّف لنا البلاء، ويُضعَّف لنا الأجر». قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاءً؟ قال: «الأنبياء». قلت: يا رسول الله! ثمَّ من؟ قال: «ثمَّ الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتَّى ما يجد أحدهم إلَّا العباءة يحوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء».

1. شرح المفردات:


● يوعك: يشتكي من الحمى والمرض.
● حره: حرارته الناتجة عن الحمى.
● اللحاف: الغطاء الذي يتغطى به النائم.
● يُضعَّف لنا البلاء: يزيد علينا البلاء والشدة.
● يُضعَّف لنا الأجر: يزيد لنا الثواب والأجر.
● العباءة: نوع من الثياب التي تُلبس فوق الثياب.
● يحوبها: يخاطها ويصلحها إذا تمزقت.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه دخل على النبي ﷺ وهو يعاني من الحمى الشديدة، حتى أن حرارته كانت مرتفعة جدًا لدرجة أنها كانت تشع من فوق اللحاف. فتعجب أبو سعيد من شدة ما يمر به النبي ﷺ وقال: "ما أشدها عليك!" أي ما أشد هذه الحمى عليك.
فأجابه النبي ﷺ بأن هذا الأمر خاص به وبالأنبياء، حيث يزيد عليهم البلاء وتزيد شدته، ولكن في المقابل يزيد لهم الأجر والثواب من الله تعالى. وهذا من كمال عدل الله وحكمته، حيث يعوض الصابرين على بلائهم بأجر عظيم.
ثم سأل أبو سعيد النبي ﷺ عن أكثر الناس بلاءً، فأخبره أن الأنبياء هم الأكثر بلاءً، ثم يليهم في الدرجة الصالحون من هذه الأمة. وضرب النبي ﷺ مثالًا على بلاء الصالحين بالفقر المدقع، حيث قد يصل بهم الحال إلى أن لا يملكون إلا عباءة واحدة يلبسونها ويصلحونها إذا تمزقت.
ثم بين النبي ﷺ أن من علامات الصالحين أنهم يفرحون بالبلاء عندما يصيبهم، لأنهم يعلمون أنه تكفير للسيئات ورفعة للدرجات، فرحهم هذا يشبه فرح أحدنا بالرخاء واليسر.

3. الدروس المستفادة منه:


● البلاء سنة إلهية: يصيب الله تعالى به عباده، وخاصة الصالحين منهم، لحكمة يعلمها.
● الابتلاء علامة محبة: كما في الحديث: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوًا ابتلاهم".
● الصبر على البلاء: طريق للأجر العظيم والدرجات الرفيعة.
● الفرح بالبلاء: من علامات الإيمان الكامل واليقين بقضاء الله وقدره.
● التأسى بالأنبياء والصالحين: في صبرهم على البلاء وفرحهم به.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن صحيح.
- يستفاد من الحديث أن شدة بلاء الأنبياء والصالحين ليست because نقص في إيمانهم، بل because كمال إيمانهم ويقينهم.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم من هذا الحديث كيف يواجه المصائب والابتلاءات بصبر ورضا ويقين.
- من الأدعية المأثورة عند الابتلاء: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يعيننا على الابتلاءات التي تصيبنا في هذه الدنيا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٠٢٤) عن عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أبي فُديك، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
إسناده حسن من أجل الكلام في هشام بن سعد المدني؛ فقد ضعَّفه ابن معين، والنسائي، ومشَّاه الآخرون، فقال أبو زرعة: «محله الصدق». وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتجُّ به».
وقال العجلي: «جائز الحديث».
قال الأعظمي: هو من رجال مسلم، من أثبت الناس في زيد بن أسلم، وقد صحَّح هذا الإسناد البوصيري في: زوائده«، إلَّا أنَّه زاد بين الأنبياء والصالحين»العلماء«، وزاد أيضًا: ويبتلى بالقمل حتَّى تقتله». وقال: «صحيح على شرط مسلم، فقد احتجَّ بهشام بن سعد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

  • 📜 حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب