حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من مات له أولادٌ فاحتسبَ دخلَ الجنَّةَ:

عن بعض أصحاب النبي ﷺ أنَّه سمع النبي ﷺ يقول: «إنَّه يُقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنَّة. قال: فيقولون: يا ربِّ حتَّى يدخلَ آباؤنا وأمُّهاتنا، قال: فيأبون، قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم مُحبنطِئين؟ ادخلوا الجنَّة. قال: فيقولون: يا ربِّ! آباؤنا. قال: فيقول: ادخلوا الجنَّة أنتم وآباؤكم».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٩٧١) عن أبي المغيرة، حدَّثنا حريز، قال: حدَّثنا شرحبيل بن شفعة، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، فذكره.

عن بعض أصحاب النبي ﷺ أنَّه سمع النبي ﷺ يقول: «إنَّه يُقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنَّة. قال: فيقولون: يا ربِّ حتَّى يدخلَ آباؤنا وأمُّهاتنا، قال: فيأبون، قال: فيقول الله ﷿: ما لي أراهم مُحبنطِئين؟ ادخلوا الجنَّة. قال: فيقولون: يا ربِّ! آباؤنا. قال: فيقول: ادخلوا الجنَّة أنتم وآباؤكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويظهر فيه منزلة الأطفال وفضل الله تعالى ورحمته بعباده يوم القيامة. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● الولدان: هم الأطفال الذين ماتوا صغارًا قبل البلوغ.
● يُقال لهم: أي يُخاطبون من قبل الله تعالى أو ملائكته.
● محبنطئين: كلمة تدل على التوقف والتردد وعدم المضي قدمًا، كأنهم متوقفون في مكانهم لا يتقدّمون.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهدٍ عظيمٍ يوم القيامة، حيث يُؤمر الأطفال الذين ماتوا صغارًا بدخول الجنة، فيستجيبون لأمر الله، ولكنهم يتوقفون عند باب الجنة ويترددون في الدخول، ليس عصيانًا لأمر الله، ولكن شفقةً وحبًا لآبائهم وأمهاتهم، فيقولون: "يا رب حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا"، أي أنهم لا يريدون دخول الجنة دون ذويهم.
فيأبون الدخول وحدهم، فيتعجب الله تعالى من حالهم - وهذا تعجبٌ يُناسب величиته تعالى - فيقول: "ما لي أراهم محبنطين؟" أي: لماذا أرى هؤلاء الأطفال متوقفين لا يدخلون؟ ثم يعيد عليهم الأمر مرة أخرى: "ادخلوا الجنة"، فيكررون طلبهم ويسألون عن آبائهم.
فيرحمهم الله تعالى ويستجيب لشفقتهم برّهم، فيأمرهم بدخول الجنة هم وآباؤهم، فيدخلون جميعًا برحمة الله وفضله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم رحمة الله تعالى: حيث يستجيب لدعاء الأطفال وبرّهم بآبائهم، فيدخلون الجنة هم وأهلوهم.
2- مكانة الأطفال في الإسلام: فهم في الجنة، وقد رُفع عنهم التكليف، وهم من أسباب رحمة الله بآبائهم.
3- قوة صلة الرحم والبر بالوالدين: حتى هؤلاء الأطفال يشفقون على آبائهم ويطلبون دخولهم الجنة معهم.
4- الشفاعة يوم القيامة: حيث يكون الأطفال شفعاء لآبائهم بدعائهم وشفقتهم.
5- بيان كرم الله وعطائه: حيث يعطي الله تعالى أكثر مما يُسأل، فقد أمر الأطفال بالدخول، ثم أدخل معهم آباءهم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الأطفال الذين ماتوا صغارًا يكونون في الجنة، وهو ما عليه اعتقاد أهل السنة والجماعة.
- الحديث يرويه بعض الصحابة، وقد حسنه بعض العلماء وصححه آخرون لأدلة أخرى تعضده.
- فيه بيان لفضل البرّ بالوالدين، حتى إن الله يكرم البرَّة بالأبناء والآباء معًا.
نسأل الله تعالى أن يجمعنا مع أحبابنا في جنات النعيم، وأن يرزقنا برّ الوالدين وشفاعة الصالحين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٩٧١) عن أبي المغيرة، حدَّثنا حريز، قال: حدَّثنا شرحبيل بن شفعة، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شرحبيل، وهو ابن شفعة الرحبي، ذكره ابن حبان في «الثقات»، وهو من شيوخ حريز بن عثمان، وشيوخ حريز بن عثمان كلهم ثقات، قاله أبو داود وغيره.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٣٨٧): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير شرحبيل، وهو ثقة».
وقال في موضع آخر (٣/ ١١): «رواه أحمد، ورجاله ثقات».
وشرحبيل هذا جعله الحافظ في مرتبة «صدوق». وهو الأنسب.
قوله: «مُحبنْطئين» بضمِّ الميم، وسكون الحاء، من احبنطأ، أي: انتفخ جوفه، وامتلأ غيظًا.
وأمَّا ما رُوي عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا: «سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إنِّي مكاثر بكم الأمم، حتَّى بالسِّقط، يظلُّ مُحبنطِئًا على باب الجنة. يقال له: ادخل الجنة، فيقول: يا ربِّ وأبواي؟ فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك». فهو ضعيف، رواه الطبراني (١٩/ ٤١٦) عن الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى بن درست، ثنا علي بن الربيع، حدثني بهز بن حكيم به مثله.
قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٥٨): «فيه علي بن الربيع، وهو ضعيف». وقال ابن حبان: «هذا حديث ضعيف، لا أصل له من حديث بهز بن حكيم، وعلى هذا يروي المناكير، فلمَّا كثر في روايته المناكير بطل الاحتجاج به» «المجروحين» (٦٨٣). وأخرجه العقيلي (٣/ ٢٥٣)، ولكن سمَّاه علي بن نافع. وقال: «هو مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ».
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: «من قدَّم ثلاثةً لم يلغوا الحُلُمَ كانوا له حِصنًا حصينًا من النارِ».
قال أبو ذرٍّ: قدمت اثنين. قال: «واثنين». فقال أبي بن كعبٍ سيِّد القرَّاء: قدمت واحدًا. قال: «وواحدًا، ولكن إنَّما ذلك عند الصدمة الأولى».
رواه الترمذي: (١٠٦١)، وابن ماجه: (١٦٠٦)، كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي، ثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا العوام بن حوشب، عن أبي محمد مولى عمر بن الخطَّاب، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، فذكر مثله. واللفظ للترمذي، ولفظ ابن ماجه نحوه.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه».
قال الأعظمي: ومع هذا الانقطاع فيه من لا يُعرف، وهو أبو محمد، كذا جاء ذكره في السنن، واعتمده المزي فذكره في الكُنى. وجاء مثله في مسند الإمام أحمد (٤٠٧٧، ٤٠٧٩).
وقيل: اسمه محمد بن أبي محمد، هكذا جاء أيضًا في «المسند» (٣٥٥٤، ٤٠٧٨)، فرجَّح الحافظ الأول، وبه جزم أبو أحمد الحاكم. وأبو محمد هذا لا يُعرف من هو.
وعن أبي نضرة السَّلَمي مرفوعًا: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلَّا كانوا له جُنَّة من النار». فقالت امرأة عند رسول الله ﷺ: يا رسول الله! أو اثنان؟ قال: «أو اثنان».
رواه مالك في الجنائز (٣٩) عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن أبي النضر السَّلَمي، فذكر مثله.
قال ابن عبد البر في «الاستذكار» (٨/ ٣٣٠): «هذا الحديث قد اضطرب فيه رواة»المؤطَّأ«في أبي النضر هذا، فطائفة تقول كما قال يحيي: عن أبي النضر، وطائفة تقول: عن أبي النضر السَّلَمي، منهم القعنبي». قال: «وهو رجل مجهول لا يعرف في حملة العلم، ولا يوقف له على نسبٍ، ولا يُدرى أصاحب هو أو تابع؟ وهو مجهولٌ، ظلمةٌ من الظلمات، قيل فيه: محمد بن النضر، وقيل: عبد الله بن النضر، وقال فيه أكثرهم: السَّلَمي -بفتح السين واللام، كأنَّه من بني سلمة في الأنصار، وقال بعض المتأخرين فيه: إنَّه أنس بن مالك بن النضر، نُسب إلى جدِّه النضر. قال: وكنية أنس بن مالك: أبو النضر، وهذا جهلٌ واضحٌ وغباوةٌ بيِّنةٌ؛ وذلك أنَّ أنس بن مالك بن النضر ليس من بني سلمة، وإنَّما هو من بني عدي بن النجار، لم يكن قط بأبي النضر، وإنَّما كنيته: أبو حمزة». انتهى.
وعن الحارث بن أُقيش (بالقاف - مصغَّرًا) قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراطٍ إلَّا أدخلهما الله الجنَّة بفضل رحمته». قالوا: يا رسول الله! وثلاثة؟ قال: «وثلاثة». قالوا: «واثنان؟» قال: «واثنان».
رواه الإمام أحمد (١٧٨٥٩) والطبراني في «الكبير» (٣/ ٣٠٠) كلاهما من طريق داود بن أبي هند، عن عبد الله بن قيس، عن الحارث بن أقيش، قال: كُنَّا عند أبي برزة ليلةً، فحدَّث ليلتئذٍ عن النبي ﷺ، فذكر الحديثَ مثله.
هكذا رواه الإمام أحمد، وبادئ النظر يظهر منه أنَّ الحديثَ من مسند أبي برزة، وهو نضلة بن عبيد الصحابي المشهور بكنيته، ولكن الصواب أنَّه من مسند الحارث بن أقيش. وهو الذي يدل عليه صنيع الإمام أحمد، فإنَّه ذكره في مسند الحارث بن أُقيش، وكذلك فعله الطبراني، وكذلك أخرجه الحاكم «في المستدرك» (١/ ٧٧) من طريق داود بن أبي هند، فلا بدَّ أن نُفسِّر قوله في مسند الإمام أحمد: «قال» أي عبد الله بن قيس، فحدّث ليلتئذٍ، أي الحارث بن أُقيش. ليكون موافقًا
للنصوص الأخرى.
أمَّا قول الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط مسلم». فإنَّ عبد الله بن قيس وهو النخعي الكوفي الراوي عن الحارث بن أُقيش، وعنه داود بن أبي هند، قال فيه علي بن المديني: «مجهول». لم يرو عنه غير داود بن أبي هند. وكذلك قال فيه الذهبي وابن حجر في «التقريب».
والوهم الثاني: أنَّه ليس من رجال مسلم؛ وإنَّما هو من رجال ابن ماجه. وله حديث الشفاعة في الإيمان.
وأمَّا قول الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٨): «رواه أحمد من حديث أبي برزة ورجاله ثقات». فهو نبع لابن حبان؛ فإنَّه ذكر عبد الله بن قيس في كتاب «الثقات» (٥/ ٤٢) وقال: «عداده في أهل البصرة، روى عنه داود بن أبي هند، وأبو حرب أحسبه الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي، عن ابن عبَّاسٍ قوله».
وعن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: «قال الله تعالى: يا ملك الموت، قبضتَ ولدَ عبدي؟ قبضتَ قرَّة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّة وسَمُّوه بيتَ الحمدِ».
رواه الترمذي (١٠٢١) عن سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان، قال: دفنتُ ابن سنانًا وأبو طلحة جالس على شفير القبر، فلمَّا أردتُ الخروجَ أخذ بيدي فقال: ألا أُبشِّرُك يا أبا سنان؟ قلت: بلى. فقال: حدَّثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزَب، عن أبي موسى الأشعري، فذكر الحديثَ.
والحديث في مسند الإمام أحمد (١٩٧٢٥) من طريق حمَّاد بن سلمة بإسناده نحوه. وفيه ضعفٌ وإرسال. وأبو سنان هو: عيسى بن سنان الحنفي القسملي، أكثر النقَّاد على تضعيفه، منهم: الإمام أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائي، والعقيلي. وأمَّا العجلي فقال: لا بأسَ به، وذكره ابن حبَّان في «الثقات»، فهو إلى الضعف أقرب. قال الحافظ: «ليِّن الحديث».
وأبو طلحة هو: الخولاني، لم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ: «مقبول». أي: حيث يتابع، وإلَّا فليِّن الحديث. وفي الضحاك بن عبد الرحمن، لم يسمع من أبي موسى كما قال الحافظ وغيره. قال أبو حاتم: «روي عن أبي موسى الأشعري، مرسلٌ». ومع هذا كلِّه قال الترمذي: «حسن غريب». وهذا تساهلٌ. والله أعلم
وعن أم سُليم بنت مِلحان، وهي أم أنس بن مالك، مرفوعًا: «ما من امْرأين مسلمين يموت لهما ثلاثة أولادٍ لم يبلغوا الحنثَ إلَّا أدخلهم الله الجنَّة بفضل رحمته إيَّاهم». رواه الإمام أحمد (٢٧١١٣) والطبراني في «الكبير» (٢٥/ ١٢٦) كلاهما من طريق عبد الله بن نمير، قال: حدَّثنا عثمان -يعني ابن حكيم-، قال: حدَّثني عمرو الأنصاري، عن أم سليم، فذكرته.
ولم يسم والد عمرو الأنصاري، فقيل: إنَّه عمر كما في رواية الطبراني الأخرى من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، ورجَّح المزِّي في تهذيب الكمال أن يكون اسم أبيه: «عاصم». وهو الذي اختاره الهيثمي فقال في: المجمع (٣/ ٨٠٦): رواه أحمد والطبراني في: الكبير«، وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري، ولم أجد من وثَّقه ولا من ضعَّفه، وبقية رجاله ثقات». قلت: وهو كما قال؛ فإنَّ عمروا الأنصاري هذا سواء كان اسم أبيه عمر أو عاصم، فهو مجهولٌ.
وعن أبي ثعلبة الأشجعي، قال: مات لي يا رسول الله ولدان في الإسلام. فقال: «من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله عز وجل الجنة بفضل رحمته إياهما». قال: فلما كان بعد ذلك قال: لقيني أبو هريرة قال: فقال: أنت الذي قال له رسول الله ﷺ في الولدين ما قال؟ قال: قلت: نعم. قال: فقال: لأن يكون قاله لي أحبُّ إليَّ ممَّا غُلِّقت عليه حمص وفلسطين.
رواه الإمام أحمد (٢٧٢٢٠) والطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٢٢٩، ٣٨٤) كلاهما من حديث حمَّاد بن مسعدة، قال: حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة الأشجعي، إلَّا أنَّ الطبراني قال في الموضع الأول: «عن أبي ثعلبة الخشني» وقال في الموضع الثاني مثل قول الإمام أحمد.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٧) وقال: «رواه أحمد، والطبراني في: الكبير«ورجاله ثقات»، وقال في الموضع الثاني (٣/ ٩) وهو حديث الخشني: «رواه الطبراني في: الكبير«وفرقهما، جعل الأشجعي الذي تقدَّم غير هذا، ورجاله رجال الصحيح».
ورواه أيضًا الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٣٨٤) من وجهٍ آخر، عن مندل بن علي، عن ابن جريج بإسناده، عن أبي ثعلبة الأشجعي، فذكر الحديثَ إلَّا أنَّه اختصره، ولم يذكر قصَّة أبي هريرة.
وعمرو بن نبهان مجهول، وإن كان ذكره ابن حبان في «الثقات» على عادته في ذكر المجاهيل في «الثقات». ومندل -بكسر الميم- بن علي العنزي أبو عبد الله الكوفي، ضعَّفه أكثر أهل العلم، منهم أحمد، وابن معين، والنسائي، وابن حبان، والدارقطني، وغيرهم.
وأمَّا قول الهيثمي في «المجمع»: «رجاله رجال الصحيح» فغير صحيحٍ، لأنَّ عمر بن نبهان من رجال أبي داود فقط، وهو مجهولٌ، ومِندل بن علي من رجال أبي داود وابن ماجه، وهو أيضًا ضعيفٌ.
وأمَّا أبو ثعلبة الخشني؛ فهو صحابي مشهورٌ بكنيته، وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما.
وأمَّا أبو ثعلبة الأشجعي؛ فقال البخاري: اله صحبة». ولكن قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة الراوي عنه: «لا أعرفه، ولا أعرف أبا ثعلبة». وقال الدارقطني: «رواه بعضهم عن ابن جريج فقال: الخشني». فالذي يظهر أنَّه أبو ثعلبة الخشني؛ وإنَّما وهم بعض الرواة فجعلوه الأشجعي.
وعن ابن سيرين قال: جاء الزبير بابنه عبد الله إلى النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: «ما من مؤمنين يموت لهما ثلاثة إلَّا أدخلهم الله الجنة، فيقول لهم: ادخلوا الجنَّة، فيقولون: وآباؤنا؟ فيقال لهم:
وآباؤكم».
رواه عبد الرزاق (٢٠١٣٨) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، فذكر مثله. وفيه إرسالٌ؛ فإنَّ محمد بن سيرين لم يحضر القصَّةَ.
وعن معاذ مرفوعًا: «ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة إلَّا أدخلهما الله الجنَّة بفضل رحمته إيَّاهما». فقالوا: يا رسول الله! أو اثنان؟ قال: «أو اثنان». قالوا: أو واحد؟ قال: «أو واحد». ثمَّ قال: والذي نفسي بيده! إنَّ السِّقطَ ليجرُّ أمَّه بسَرره إلى الجنَّة إذا احتسبته».
رواه أحمد (٢٢٠٩٠) والطبراني في «الكبير» (٢٠/ ١٤٥ - ١٤٦)، كلاهما من طريق يحيى بن عبد الله التيمي، عن عبيد الله بن مسلم، عن معاذ بن جبل، فذكره.
ورواه ابن ماجه (١٦٠٩) من هذا الوجه إلَّا أنَّه اقتصر على الجزء الثاني من الحديث. وإسناده ضعيف من أجل يحيي بن عبد الله التيمي، وهو يحيي بن عبد الله بن الحارث الجابر، ضعَّفه ابن معين، وأبو حاتم الرازي، والنسائي، وغيرهم. وقال أبو حاتم وابن حبَّان: «منكر الحديث، يروي المناكير الكثيرة التي لا تُشبه حديث الأئمة، حتَّى ربَّما سبق إلى القلب أنَّه كان يتعمَّدُ لذلك، لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ»، «المجروحين» (١٢١٥). وليَّنه الذهبي، وابن حجر.
وأمَّا قول الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٩): «وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي، ولم أجد من وثَّقه، ولا جرَّحه»، فهو ظنٌّ فيه بأنَّه غير ابن الجابر، وإلَّا فيحيى بن عبيدالله أو عبد الله بن الجابر معروف من رجال السنن، عدا النسائي، وهذا الذي رجَّحه المزي وغيره. وضعَّف البوصيري هذا الإسناد، ولكن ظنًّا منه بأنَّه يحيي بن عبيد الله بن موهب؛ فإنَّه ضعيفٌ أيضًا.
وعن أم مبشر، رفعته عن رسول الله ﷺ، أنَّه دخل عليها وهي تطبخ حيسًا، فقال: «من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنثَ كانوا له حجابًا من النار». فقالت: قلت: يا رسولَ الله! واثنان؟ قال: «ثلاثة». قالت: واثنان؟ . قال: «ثلاثة». ثمَّ سكتَ. ثمَّ قال: «اثنان يا أمَّ مبشِّر، اثنان يا أمَّ مبشر».
رواه أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن، حدَّثنا عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلي، عن عبد الله بن عطاء المكِّي، عن رجلٍ من الأنصار من بني زُريق، عن أمِّ مبشِّر، فذكرته.
قال الحافظ في «المطالب» (٧٨٩): «وقال أبو يعلي: حدَّثنا أبو بكر بهذا».
قال الأعظمي: وإسناده ضعيفٌ من أجل الكلام في ابن أبي ليلى، وفيه راوٍ مجهولٌ، وهو رجل من بني زُرَيق، وبهما ضعَّفه البوصيري في «الإتحاف».
وعن أبي أُمامة مرفوعًا: «ما من مؤمنين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنثَ إلَّا أدخلهما الله الجنَّة بفضل رحمته إياهما».
رواه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٥٣) عن أبي أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم، عن أبي أمامة، فذكره.
وأبو أسامة لم يسمع من عبد الرحمن بن يزيد، وأنَّما لقي ابن تميم، فظنَّ أنَّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف. انظر التهذيب، (٦/ ٢٩٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

  • 📜 حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب