من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم ولا مسلمة، ولا مؤمن ولا مؤمنة، يمرض مرضًا إلَّا حطَّ الله عنه من خطاياه».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥١٤٦) وأبو يعلى (٢٣٠٥) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكر مثله، واللفظ لأحمد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والفضل الإلهي، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو حسن.

أولاً. شرح المفردات:

● يَمْرَضُ مَرَضًا: أي يُصيبه مرضٌ أيًّا كان نوعه أو شدته.
● حَطَّ اللهُ عنه: أي نقص وأزال وغفر.
● خَطَايَاهُ: ذنوبه وآثامه.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المرض الذي يصيب المؤمن والمؤمنة، بجميع أنواعه، ليس شرًا محضًا، بل هو خيرٌ وفضلٌ من الله تعالى. فهو وسيلة من وسائل تكفير الذنوب ومحو الخطايا، فكلما صبر المسلم على مرضه واحتسب الأجر عند الله، فإن الله يكفر عنه سيئاته ويرفع درجاته.
وهذا يشمل الأمراض البدنية والنفسية، الطويلة والقصيرة، الخفيفة والثقيلة. والحديث عام يشمل الرجال والنساء على حد سواء (مسلم/مسلمة، مؤمن/مؤمنة).

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- المرض تكفير للذنوب: فهو من رحمة الله بعبده، حيث يطهره من الذنوب قبل لقائه، كما يُطهَّر الذهب في النار.
2- الصبر والاحتساب: يجب على المسلم أن يصبر على مرضه ويحتسب الأجر عند الله، فلا يتسخط أو يجزع، بل يرضى بقضاء الله وقدره.
3- المساواة في الفضل: الفضل الإلهي يشمل الرجال والنساء بالتساوي في نيل هذا الأجر العظيم.
4- التفاؤل والأمل: الحديث يزرع في قلب المسلم التفاؤل والأمل حتى في أحلك الظروف، ويذكره بأن وراء كل ابتلاء حكمة وغاية.
5- الاستفادة من المرض: ينبغي للمسلم أن يستغل فترة المرض في الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، فهي أوقات تُستجاب فيها الدعوات.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الفضل العظيم (تكفير الخطايا) يحصل بالصبر والاحتساب، فمن صبر واحتسب كان له الأجر كاملاً، ومن تسخط وحزن لم يحرم الأجر ولكن قد ينقص بحسب حاله.
- ليس كل مرض يعني أن صاحبه مُذْنب، بل الابتلاء قد يكون لرفعة الدرجات وتكفير السيئات، وهو من علامة حب الله لعبد كما في الحديث: "إِنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم".
- يجمع المسلم بين الصبر على المرض والتداوي، فالأمران ليسا متناقضين، بل التداوي من الأخذ بالأسباب المشروعة.
أسأل الله أن يمن علينا جميعًا بالصحة والعافية، وأن يجعل ما يصيبنا من بلاء تكفيرًا لذنوبنا ورفعةً لدرجاتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥١٤٦) وأبو يعلى (٢٣٠٥) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكر مثله، واللفظ لأحمد.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا البخاري في «الأدب المفرد» (٥٠٨) إلَّا أنَّه قال فيه: «إلَّا قضي الله به عنه خطاياه».
وأبو سفيان هو طلحة بن نافع، وهو «صدوق»، وقد توبع عند أحمد (١٤٧٢٥) والبزار (٧٥٨ - كشف) وابن حبان في صحيحه (٢٩٢٧) فرووه من وجهٍ آخر عن أبي الزبير، عن جابر.
ولفظ ابن حبان: «إلَّا حطَّ الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة».
قال البزار: «لا نحفظ له طريقًا عن جابر أحسن من هذا».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٠١): «رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

📜 حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية