حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من مات له أولادٌ فاحتسبَ دخلَ الجنَّةَ:
حسن: رواه عبد بن حُميد في «المنتخب» (٣٠٤) عن أحمد بن يونس، ثنا عبد الحميد بن بهرام، ثنا شهر بن حوشب، قال: أخبرني أبو ظبية، أنَّ شرحبيل بن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي، فقال: «يا ابن عبسة! هل أنت مُحدِّثي حديثًا سمِعته أنت من رسول الله ﷺ ليس فيه تزيُّدٌ ولا كذبٌ؟ ولا تحدِّثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟».

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «وأيُّما رجلٍ مسلم قدَّم له في صلبه ثلاثًا لم يبلغوا الحنثَ، أو امرأة، فهم له سترٌ من النار».
(رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني).
1. شرح المفردات:
● قدَّم له في صلبه: أي أولادٌ وُلدوا منه (من صلبه)، أي ذريته.
● ثلاثًا: ثلاثة أولاد.
● لم يبلغوا الحنثَ: "الحنث" هنا بمعنى الإثم أو الكبيرة، أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يُؤاخذون فيه بالمعاصي، أو ماتوا قبل أن يبلغوا سن الرشد.
● سترٌ من النار: وقاية وحماية من النار.
2. شرح الحديث:
معنى الحديث أن الرجل المسلم أو المرأة المسلمة إذا مات له ثلاثة أولاد لم يبلغوا سن التكليف (أي ماتوا صغارًا)، فإن هؤلاء الأولاد يكونون سببًا في وقاية والديهم من النار يوم القيامة، ودخولهم الجنة.
وهذا يشمل الذكور والإناث، كما يدل عليه قوله: «أو امرأة»، أي سواء كان الأولاد ذكورًا أو إناثًا.
3. الدروس المستفادة:
● فضل الله ورحمته: إن موت الأولاد الصغار مصيبة عظيمة، ولكن الله يعوض الوالدين بأجر عظيم إذا صبروا واحتسبوا.
● الصبر على المصيبة: إذا صبر المسلم على فقد أولاده الصغار واحتسب الأجر عند الله، فإن الله يكتب له أجر الصابرين، ويجعل أولاده شفعاء له يوم القيامة.
● الرحمة بالأطفال: الحديث يدل على أن الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن التكليف هم من أهل الجنة، كما ورد في أحاديث أخرى.
● التسوية بين الذكور والإناث: الحديث يساوي بين الذكور والإناث في هذا الفضل، مما يدل على أن الإسلام لا يفرق بينهما في القيمة عند الله.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على عظيم فضل الله ورحمته بالمؤمنين، حيث جعل مصائب الدنيا سببًا للأجر والنجاة من النار.
- وردت أحاديث أخرى بمعنى هذا الحديث، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «ما من مسلمَيْن يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم». (رواه البخاري ومسلم).
- يستحب للوالدين الصبر والاحتساب عند فقد الأولاد، والدعاء لهم والتصدق عن أرواحهم، فإن ذلك يزيد في الأجر.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الإمام أحمد (١٧٠٢٣) عن روح، قال: حدَّثنا عبد الحميد بن بهرام بإسناده، إلَّا أنَّه لم يسقِ اللفظ المذكور أعلاه، وإنَّما ساق له لفظًا آخر، وجزءًا أيضًا من الحديث الطويل بهذا الإسناد.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب، فإنه حسن الحديث، وكان علي بن المديني وأحمد والبخاري وغيرهم حسن الرأي فيه.
وللحديث أسانيد أُخرى غير أن ما ذكرته هو أصحُّها، منها ما رواه الإمام أحمد (١٩٤٣٧) عن هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان، عن أبي أُمامة، عن عمرو بن عبسة السَّلَمي، قال: «قلت له: حدِّثنا حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ، ليس فيه انتقاص ولا وهم». قال: سمعته يقول: «من وُلد له ثلاثة أولاد في الإسلام، فماتوا قبل أن يلغوا الحنث، أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم، ومن شاب شيبةً في سبيل الله عز وجل كانت له نورًا يومَ القيامةِ، ومن رمى بسهمٍ في سبيل الله عز وجل بلغ به العدو، أصاب أو أخطأ، كان له كعَدل رقبة، ومن أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منها عضوًا منه من النار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل فإنَّ للجنة ثمانية أبوابٍ، يُدخله الله عز وجل من أي باب شاء منها الجنَّة».
وفيه الفرج، وهو: ابن فَضالة بن النُّعمان التنوخي الشامي، أهل العلم مطبقون على تضعيفه، حتَّى قال ابن حبَّان: «كان ممن يقلب الأسانيد، ويُلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به». «المجروحين» (٨٦٢).
وعمرو بن عبسة هو السَّلَمي، أبو نُجيح، ويقال: أبو شعيب، أسلم قديمًا بمكَّة، ثمَّ رجع إلى بلاده، فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر، وقبل الفتح، وكان يقول: «أنا رابع الإسلام». فسأله أبو أُمامة: بأي شيءٍ يدَّعي أنَّه رابع الإسلام؟ فقال: «كنت في الجاهلية أرى الناسَ على ضلالة ولا أرى الأوثانَ شيئًا، ثمَّ سمعتُ عن مكة خبرًا، فركبت حتى قدمتُ مكةَ، فإذا أنا برسول الله ﷺ مستخفيًا، وإذا قومه عليه جُراء، فتلطَّفتُ فدخل عليه. فقلتُ: من أنتَ؟ قال: «نبيُّ الله». قلتُ: آالله أرسلك؟ ! قال: «نعم». قلتُ: بأيِّ شيءٍ؟ قال: «بأن يوحَّد الله، ولا يُشرك به شيء، تكسر الأصنام، وتوصل الرحم». قلت: من معك على هذا؟ قال: «حرٌّ وعبدٌ». فإذا معه أبو بكر وبلالٌ، فقلت: إنِّي متَّبعك. قال: «إنَّك لا تستطيع، ارجع إلى أهلك، فإذا سمعتَ بي ظهرتُ فالحق بي». فرجعتُ إلى أهلي وقد أسلمتُ، فهاجر رسول الله ﷺ، وجعلتُ أتخبَّر الأخبارَ إلى أن قدِمتُ عليه المدينة. فقلتُ: أتعرفني؟ قال: «نعم، أنت الذي أتيتني بمكَّة». قلت: نعم. فعلِّمني ممَّا علَّمك الله. ذكر الحديثَ بطوله كما أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، ومضى.
روى عنه ابن مسعود -مع تقدُّمه- وأبو أمامة الباهلي، وسهل بن سعد، ومن التابعين شرحبيل بن السمط، وسعدان بن أبي طلحة، وسليم بن عامر، وآخرون. ويُقال: إنَّه ممَّن نزل حمص من الصحابة». انظر «الإصابة» (٣/ ٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 541 حديثاً له شرح
- 1 اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا
- 2 ثلاثة من الولد لا يمسهم النار
- 3 ثلاثة من الولد حجاب من النار
- 4 لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة
- 5 صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه
- 6 ادفنت ثلاثة احتظرت بحظار شديد من النار
- 7 من مات له ثلاثة من الولد أدخله الله الجنة
- 8 من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة
- 9 من أحب ولده فمات دخل الجنة
- 10 من صبر على مصيبته فله الجنة
- 11 ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث يغفر الله لوالديهم
- 12 من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث
- 13 جُنَّةٌ حَصينةٌ لمن أسلم
- 14 من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم وجبت له الجنة
- 15 من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة
- 16 مَنْ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
- 17 ثلاثة من الولد ستر من النار
- 18 يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم
- 19 إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه فله الجنَّة
- 20 من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة
- 21 ثلاثة أفراط حجاب من النار
- 22 الرقوب الذي لا فرط له
- 23 من هو الرقوب الذي لا ولد له
- 24 اتقي الله واصبري
- 25 من قال عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون أجرني...
- 26 إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان...
- 27 ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر...
- 28 العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض
- 29 إذا ابتلي الله العبد المسلم ببلاء في جسده
- 30 ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه
- 31 زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا
- 32 إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده
- 33 مات الغلام وأبو طلحة خارج
- 34 الأشد بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
- 35 ما من مسلم يصيبه أذى إلا كفر الله به سيئاته
- 36 أي الناس أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون
- 37 من أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم
- 38 أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون
- 39 يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر
- 40 المصائب تكفر الذنوب حتى الشوكة يشاكها المسلم
- 41 يا ابن آدم مرضت فلم تعدني
- 42 من يعمل سوءا يجز به
- 43 وصب المؤمن كفارة لخطاياه
- 44 البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله
- 45 الله يبتلي عبده بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب
- 46 بعث النبي الحمى إلى الأنصار فصبروا ستة أيام
- 47 لا تزال المليلة والصداع بالعبد والأمة
- 48 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم
- 49 الحُمَّى تكون طَهورًا للمؤمن
- 50 من يمرض مرضًا إلا حط الله عنه من خطاياه
معلومات عن حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
📜 حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثلاثة من الولد ستر من النار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








