حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «وصب المؤمن كفَّارةٌ لخطاياه».

صحيح: رواه الحاكم (١/ ٣٤٧) وابن أبي الدنيا في: المرض (٥٨، ١٣١) كلاهما من طريق عبيدالله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «وصب المؤمن كفَّارةٌ لخطاياه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «وَصَبُ الْمُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَاهُ».

1. شرح المفردات:


● وَصَبُ: الوجع والألم والمرض الذي يلحق الإنسان، سواء كان مرضًا في البدن أو همًا في القلب أو غمًا يصيبه.
● الْمُؤْمِنِ: المسلم الذي استكمل إيمانه أو من لديه أصل الإيمان.
● كَفَّارَةٌ: ما يُمحو به الذنب ويُغفر، ويُطهِّر من الخطايا.
● خَطَايَاهُ: جمع خطيئة، وهي الذنوب والمعاصي التي يقترفها العبد.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن ما يصيب المؤمن من الآلام والأمراض والهموم في الدنيا هي بمثابة تكفير لذنوبه وخطاياه. فالله سبحانه وتعالى إذا أراد بعبده خيرًا عجَّل له العقوبة في الدنيا، فيصيبه ببعض المصائب والأمراض تكفيرًا لسيئاته، حتى يلقى الله يوم القيامة وقد نقى من الذنوب، فيدخل الجنة بغير حساب.
وهذا من رحمة الله تعالى وحكمته، حيث جعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وجعل المصائب التي تصيب المؤمن فيها سببًا لتكفير السيئات ورفع الدرجات. فالمؤمن يصبر على البلاء ويحتسب الأجر عند الله، فيكون هذا البلاء طهورًا له من ذنوبه.

3. الدروس المستفادة منه:


● التسليم لقضاء الله وقدره: فالمؤمن يرضى بما يصيبه من بلاء، ويعلم أن فيه خيرًا له.
● الصبر على الابتلاء: فالمصيبة تكفر الخطايا، والصبر عليها يزيد الأجر.
● تفريج هموم المؤمن: أن يعلم أن ما يصيبه من هم وغم هو سبب في مغفرة ذنوبه.
● الابتلاء علامة محبة الله للعبد: كما في الحديث الآخر: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ».
● الاستغفار والدعاء: مع الصبر على البلاء، فإنه يزيد من تكفير السيئات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- يدخل في الوصب: الأمراض البدنية، والأمراض النفسية كالهم والحزن، والمصائب في المال والأهل.
- ليس كل مرض أو مصيبة تكون تكفيرًا للذنوب، بل يشترط فيها الصبر والاحتساب، وعدم التسخط أو الجزع.
- ينبغي للمؤمن أن يستشعر هذه المعاني العظيمة عند نزول المصيبة، فيطمئن قلبه ويستبشر بأن الله يريد به خيرًا.
- من الأدعية المناسبة في الابتلاء: «اللهم اجعلها كفارة لذنوبي، وارفع بها درجتي، وأعطني عليها أجرًا».
نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يطهرنا من خطايانا، ويوفقنا لطاعته.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٣٤٧) وابن أبي الدنيا في: المرض (٥٨، ١٣١) كلاهما من طريق عبيدالله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. قال الحاكم: «صحيح».
وعبد الله بن المختار وإن قال فيه الحافظ: «لا بأس به». فالصواب أنَّه ثقة؛ فقد وثَّقه جماعة من أهل العلم، منهم: ابن معين، والنسائي، وغيرهما، وهو من رجال مسلم. وأمَّا بقية الرجال؛ فهم ثقات من رجال الصحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

  • 📜 حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وصب المؤمن كفارة لخطاياه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب