حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح

عن أبي الأشعث الصنعاني، أنَّه راح إلى مسجد دمشق، وهجَّر بالرواح، فلقي شدَّاد بن أوس والصُّنابحي معه، فقلت: أين تريدان يرحمكما الله؟ قالا: نريد هاهنا إلى أخٍ لنا مريض نعوده. فانطلقت معهما حتَّى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ بنعمة. فقال له شدَّاد: أَبشر بكفَّارات السيِّئات، وحطِّ الخطايا؛ فإنِّي سمِعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الله عز وجل يقول: إنِّي إذا ابتلَيتُ عبدًا من عبادي مؤمِنًا فحمِدني على ما ابتليته؛ فإنَّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أُمُّه من الخطايا، ويقول الربُّ - عَزَّوَجَلَّ -: أنا قيَّدتُ عبدي، وابتليتُه، فأَجْروا له
كما كنتم تُجْرون له وهو صحيح».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٧١١٨) والطبراني في: الكبير (٧١٣٦) وفي»الأوسط (٤٧٠٦) كلهم من طرف عن إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث، فذكر مثلَه.

عن أبي الأشعث الصنعاني، أنَّه راح إلى مسجد دمشق، وهجَّر بالرواح، فلقي شدَّاد بن أوس والصُّنابحي معه، فقلت: أين تريدان يرحمكما الله؟ قالا: نريد هاهنا إلى أخٍ لنا مريض نعوده. فانطلقت معهما حتَّى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ بنعمة. فقال له شدَّاد: أَبشر بكفَّارات السيِّئات، وحطِّ الخطايا؛ فإنِّي سمِعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الله ﷿ يقول: إنِّي إذا ابتلَيتُ عبدًا من عبادي مؤمِنًا فحمِدني على ما ابتليته؛ فإنَّه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أُمُّه من الخطايا، ويقول الربُّ - عَزَّوَجَلَّ -: أنا قيَّدتُ عبدي، وابتليتُه، فأَجْروا له
كما كنتم تُجْرون له وهو صحيح».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونسمع. هذا حديث عظيم فيه من كنوز الرحمة الإلهية والمواعظ النبوية الشيء الكثير، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● هجَّر بالرواح: أي خرج في وقت الهاجرة، وهو شدة الحر نصف النهار، وهذا يدل على حرصهم على فعل الخير وزيارة المريض حتى في وقت المشقة.
● نعوده: من العيادة، أي نزوره لتطييب خاطره والدعاء له ومواساته.
● أصبحتُ بنعمة: جواب مهذّب، يعني أشعر بنعمة من الله وراحة، وهو من أدب المؤمن الذي لا يشكو حاله إلا لله.
● كفَّارات السيِّئات: ما يُكَفِّر الذنوب ويمحوها.
● حطِّ الخطايا: إزالتها وإسقاطها.
● ابتلَيتُ: اختبرته وامتحنته بالمصيبة أو المرض.
● حمِدني: شكرني واثنى عليّ مع الرضا بقضائي.
● من مضجعه: من فراش مرضه.
● كيوم ولدته أُمُّه: نظيفًا من الذنوب، ليس عليه خطيئة.
● أنا قيَّدتُ عبدي: أي ألزمته الفراش بالمرض وقيدت حركته.
● فأَجْروا له كما كنتم تُجْرون له وهو صحيح: أي استمروا في كتابة الحسنات والأجور له كما كنتم تكتبونها له قبل مرضه عندما كان يعمل ويجتهد.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو الأشعث الصنعاني عن موقف حصل معه، حيث خرج في وقت شديد الحر إلى مسجد دمشق، فقابل اثنين من كبار الصحابة، هما شداد بن أوس والصحابي الآخر الصُّنابحي، وكانا في طريقهما لزيارة أخ لهما مؤمن مريض. فانضم إليهم أبو الأشعث.
عندما دخلوا على المريض وسلّموا عليه، سألوه عن حاله، فرد ردًا فيه أدب جمّ مع الله، معترفًا بنعمة الله عليه حتى في بلائه، فقال: "أصبحت بنعمة".
فبشّره الصحابي شداد بن أوس -رضي الله عنه- بهذه البشارة العظيمة التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تحمل في طياتها رحمة الله الواسعة وعظيم فضله.
وملخص ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول:
إذا أصبت عبدي المؤمن ببلاء (كمرض أو غيره)، فصبر واحتسب ورضي بقضائي، وشكرني وحمدني على هذه الابتلاءات – مع أن البشر ينظرون إليها على أنها مصيبة – فإن له عندي أجرًا عظيمًا.
فهذا العبد المؤمن الصابر المحتسب الشاكر، يخرج من فراش مرضه وقد غفرت له كل ذنوبه، وصار طاهرًا من الخطايا كاليوم الذي ولدته أمه، لا ذنب عليه.
ثم يأمر الله تعالى الملائكة الموكلين بحفظ أعمال العباد فيقول لهم: "أنا قيَّدتُ عبدي وابتليته" (أي منعته عن حركته وعمله بالمرض)، "فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح". أي: استمروا في كتابة الأجر والحسنات له بنفس المعدل الذي كنتم تكتبونها له عندما كان سليمًا يعمل الصالحات ويجتهد في الطاعة.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل عيادة المريض: الحديث يدل على فضل عيادة المريض، وهي من حقوق المسلم على أخيه، وهي سبب لدخول الجنة كما في أحاديث أخرى.
2- الأدب مع الله في الشدة: رد المريض "أصبحت بنعمة" درس في أدب المؤمع الله، والاعتراف بنعمه حتى في أحلك الظروف.
3- الرضا بقضاء الله وقدره: أعظم ثمرات الصبر على البلاء هي الرضا، والرضا يجعل البلاء نعمة.
4- سعة رحمة الله ومغفرته: الحديث من أعظم ما يبعث على التفاؤل والأمل، فربما يكون المرض الذي ينظر إليه الإنسان كمصيبة هو سبب في مغفرة كل ذنوبه.
5- استمرار الأجر للعبد المعذور: من لم يستطع العمل بسبب المرض أو القيد، فإن الله تعالى يكتب له أجر ما كان يعمله وهو صحيح قادر. هذه من أعظم صور عدل الله ورحمته.
6- الابتلاء علامة محبة: الابتلاء للمؤمن تكفير للسيئات ورفعة للدرجات، وهو علامة على محبة الله لهذا العبد، كما ورد في الحديث: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوًا ابتلاهم".
7- الحث على الحمد والشكر: الحمد لله في السراء والضراء هو سلاح المؤمن، وهو سبب للمزيد من النعم والفضل.


رابعًا. معلومات إضافية:


● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني وغيره.
- هذا الحديث يندرج تحت "باب الصبر على البلاء والرضا بالقضاء".
- من الآيات التي تؤيد معنى هذا الحديث قوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
- ينبغي للمسلم أن يتذكر هذا الحديث عند الإصابة ب任何 بلاء، ليتقوّى به على الصبر والاحتساب، وليعلم أن الخير والفضل كامن فيما قدره الله له.
أسأل الله أن يعافينا ويعافي مرض
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧١١٨) والطبراني في: الكبير (٧١٣٦) وفي»الأوسط (٤٧٠٦) كلهم من طرف عن إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث، فذكر مثلَه.
وإسناده حسن، من أجل راشد بن داود؛ فإنَّه مختلَف فيه؛ فوثَّقه ابن معين، والدارميّ، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وتكلَّم فيه البخاري، والدارقطني، غير أنَّه حسن الحديث في الشواهد، ولا يُقبل إذا انفرد أو خالف.
وأمَّا إسماعيل بن عيَّاش؛ فهو الحمصي، وهو ضعيف في غير الشاميين، وبه أعلَّه الهيثمي في: المجمع (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤)، وروايته هنا عن الشاميين؛ فإنَّ راشد بن داود الصنعاني من أهل صنعاء دمشق، وليس من صنعاء اليمن. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

  • 📜 حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: زيارة المريض تكفر السيئات وتُحط الخطايا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب