حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

يُكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل وهو مقيم صحيح

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أَمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي في كلِّ يومٍ وليلةٍ ما كان يعمل من خيرٍ، ما كان في وِثاقي».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٦٤٨٢)، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم، يعني - ابن مُخَيمِرة، عن عبد الله بن عمرو، فذكر مثله.

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أَمر الله ﷿ الملائكة الذين يحفظونه فقال: اكتبوا لعبدي في كلِّ يومٍ وليلةٍ ما كان يعمل من خيرٍ، ما كان في وِثاقي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين حتى في أوقات شدتهم ومرضهم. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بلفظه كما رواه الإمام أحمد وغيره:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ، مَا كَانَ فِي وِثَاقِي».


1. شرح المفردات:


● يُصَابُ بِبَلاءٍ: البلاء هنا هو الاختبار والامتحان، والمقصود به في هذا السياق المرض والأذى الذي يصيب الجسد.
● فِي جَسَدِهِ: في بدنه، أي أي مرض يعتري البدن من حُمَّى أو وجع أو كسر أو غير ذلك.
● الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ: هم الكتبة الحفظة الموكلون بالإنسان، الذين يكتبون أعماله، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ}.
● اكْتُبُوا لِعَبْدِي: أمر من الله تعالى للملائكة بتسجيل الأجر للعبد.
● مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ: أي جميع أعمال الخير والصالحات التي كان يعملها وهو في صحة وعافية.
● مَا كَانَ فِي وِثَاقِي: الوِثاق هو القيد أو الرباط، والمقصود به هنا المرض، كناية عن أن المريض مقيد في فراشه، غير قادر على الحركة والعمل كما كان يفعل.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن رحمة الله تعالى الواسعة بعباده المؤمنين، حيث أن العبد إذا ابتلي بمرض في جسده منعه من القيام ببعض الأعمال الصالحة التي كان يؤديها في صحته (كالصلاة قائماً، أو الصدقة، أو الجهاد، أو غيرها)، فإن الله تعالى يأمر ملائكته الكتبة أن يستمروا في كتابة تلك الحسنات والأجور له كما لو كان يعملها، مع أنه قد عجز عنها بسبب مرضه.
فالمؤمن لا ينقطع أجره بسبب عجزه، بل يظل أجره مستمراً وكأنه يعمل، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه على عباده.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى وكرمه: حيث يجزى العبد على نيته الصالحة وعمله السابق، ولا يضيعه عليه عند عجزه.
2- المرض كفارة للذنوب ورفعة للدرجات: ليس المرض شراً محضاً، بل هو خير للمؤمن يكفر به سيئاته ويزيد في حسناته.
3- الحث على العمل الصالح في الصحة: لأن العمل في الصحة هو رصيد للمؤمن ينتفع به عند مرضه وعجزه، فمن أكثر من الخير في صحته، كتب له أجره في مرضه.
4- التسليم لقضاء الله وقدره: فالمؤمن يرضى بما يصيبه ويحتسب الأجر عند الله، وهو يعلم أن فيه خيراً له.
5- الفرق بين المؤمن وغيره: المؤمن يربح في كل أحواله، في صحته ومرضه، أما غير المؤمن فربما يضيع وقته في المرض دون أجر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "استمرار أجر العمل الصالح بعد العجز عنه".
- يدل الحديث على عظم مكانة الإنسان عند ربه، وأن الله لا ينسى عمله الصالح.
- ينبغي للمسلم أن يستشعر هذا المعنى عند مرضه، فيطمئن قلبه ويرضى بقدر الله، ولا يقنط أو يحزن لعجزه عن بعض الطاعات.
- من الحكمة في الابتلاء بالمرض: تطهير القلب، والتذكير بالآخرة، والراحة من زحام الدنيا وفتنتها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٤٨٢)، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن القاسم، يعني - ابن مُخَيمِرة، عن عبد الله بن عمرو، فذكر مثله.
ورواه أيضًا (٦٨٢٥) عن إسحاق بن يوسف مقرونًا بوكيع، قالا: حدثنا سفيان بإسناده، وفيه: «اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح، ما دام محبوسًا في وثاقي». وإسناده صحيح. ورواه الحاكم (١/ ٣٨٤) من طريق سفيان، وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
وقال الهيثمي في المجمعه (٢/ ٣٠٣): «رواه أحمد والبزار، والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وإن كان البخاري روي عن القاسم بن مخيمرة معلقًا، فإنَّ الحاكم والهيثمي لا يفرقان بين الأصل والتعليق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

  • 📜 حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أحدٌ من الناس يُصاب ببلاءٍ في جسده إلَّا أمر الله الملائكة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب