حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مَن قدَّم فرطًا

عن أبي سعيد وأبي هريرة، أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «ما من امرأةٍ تدفن ثلاثة أفراطٍ إلاّ كانوا لها حجابًا من النار». فقالت امرأةٌ: يا رسول الله! قدمت اثنين. قال: «واثنين». ولم تسأله عن الواحد.
قال أبو هريرة: «من لم يبلغ الحنثَ».

صحيح: رواه البخاري معلقًا (١٢٥٠) عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدَّثنا أبو صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، عن النبي ﷺ.

عن أبي سعيد وأبي هريرة، أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «ما من امرأةٍ تدفن ثلاثة أفراطٍ إلاّ كانوا لها حجابًا من النار». فقالت امرأةٌ: يا رسول الله! قدمت اثنين. قال: «واثنين». ولم تسأله عن الواحد.
قال أبو هريرة: «من لم يبلغ الحنثَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابع من نور النبوة، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:

الحديث:


عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «ما من امرأةٍ تدفن ثلاثة أفراطٍ إلاّ كانوا لها حجابًا من النار». فقالت امرأةٌ: يا رسول الله! قدمت اثنين. قال: «واثنين». ولم تسأله عن الواحد. قال أبو هريرة: «من لم يبلغ الحنثَ».


1. شرح المفردات:


● أفراط: جمع فَرْط، وهو السابق، والمقصود هنا: الأولاد الذين يموتون صغارًا قبل بلوغ سن التكليف. سُمُّوا أفراطًا لأنهم سبقوا آباءهم إلى الجنة.
● تدفن: أي تفقدهم بالموت وتقوم بدفنهم.
● حجابًا من النار: وقاية وسترًا يحول بينها وبين النار، أي سببًا لدخول الجنة والنجاة من النار.
● قدمت: أي فقدت ودفنت.
● الحنث: هنا بمعنى الإثم والذنب، والمقصود "سن التكليف" الذي يؤاخذ عليه الإنسان بذنوبه. وقيل المقصود "العهد" أي من لم يعش حتى ينقض عهد الله الذي أخذه عليه.


2. شرح الحديث:


يُبشر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كل امرأة مسلمة تفقد أولادها الصغار الذين لم يبلغوا سن التكليف، بأن صبرها واحتسابها لأجرها عند الله تعالى سيكون سببًا في نجاتها من النار ودخولها الجنة.
● قوله: «ما من امرأة تدفن ثلاثة أفراط إلاّ كانوا لها حجابًا من النار»: هذا بيان لعظم أجر المرأة التي تصبر على فقد ثلاثة من أولادها الصغار. فمصيبة فقد الولد من أشد المصائب، وصبرها عليها مع الاحتساب يمحو الذنوب ويرفع الدرجات، ويكون أولادها شفعاء لها يوم القيامة، أو يكون صبرها سببًا في منعها من النار.
● سؤال المرأة: «يا رسول الله! قدمت اثنين»: فهمت المرأة من العموم أن الثلاثة هم الذين يحصل لهم هذا الفضل، فسألت عن اثنين هل لهما نفس الفضل؟ مما يدل على حرص الصحابيات على الخير وطلب الأجر.
● رد النبي صلى الله عليه وسلم: «واثنين»: أجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن فضل الله واسع، وأن من دفنت اثنين فلها نفس الأجر والوعد بالحجاب من النار.
● قوله: «ولم تسأله عن الواحد»: فيه إشارة إلى أن السائلة اقتنعت بجواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم تستفسر عن الواحد، ربما لعلمها بأن الفضل سيكون موجودًا لكنه أقل، أو تواضعًا منها.
● تعليق أبي هريرة: «من لم يبلغ الحنثَ»: هذا توضيح من الراوي أبي هريرة رضي الله عنه يبين أن هذا الفضل خاص بمن يموت من الأولاد قبل بلوغ سن التكليف، أي قبل أن يصبح مطالبًا بأحكام الشرع وآثمًا بتركها. فالصغير الذي لم يذنب هو في الجنة، وهو شفيع لأبويه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم البشائر التي تثلج قلب كل أم فقدت طفلها، فتبين أن مصيبتها ليست خسارة محضة، بل فيها أجر عظيم عند الصبر والاحتساب.
2- فضل الصبر على المصيبة:特别是 مصيبة فقد الولد، والتي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تمحو الذنوب كما تُذيب النار خبث المعدن.
3- أن الأطفال الذين يموتون صغارًا هم من أهل الجنة: فهم على الفطرة، ولم يكلفوا بعد، وهم شفعاء لآبائهم وأمهاتهم يوم القيامة.
4- حرص الصحابة والصحابيات على السؤال عن أمور دينهم: ليعلموا كيف يزيدون في حسناتهم ويقربون إلى الله تعالى.
5- تفاضل الأعمال:رغم أن لم يذكر الواحد صراحة، لكن يستفاد أن الأجر على قدر المصيبة والصبر، فالثلاثة أعظم أجرًا من الاثنين، والاثنان أعظم من الواحد. وقد ورد في رواية أخرى عند أحمد والنسائي: «وواحدًا».
6- التوضيح والبيان من الرواة: مما يزيد الحديث وضوحًا ويزيل أي إشكال، كتوضيح أبي هريرة رضي الله عنه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الفضل يشمل الأب أيضًا، كما في رواية للحديث بلفظ: «ما من مسلمَيْن يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم». فيكون الفضل للوالدين معًا.
- يستحب للوالدين أن يحرصا على تسمية الطفل والدعاء له، فإنه قد يكون سببًا في شفاعتهما.
- على من أصيب بمثل هذه المصيبة أن يصبر ويحتسب، ويرضى بقضاء الله وقدره، ولا يعترض، فإن في الصبر والاحتساب الأجر العظيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري معلقًا (١٢٥٠) عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدَّثنا أبو صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، عن النبي ﷺ. قال أبو هريرة: «لم يبلغوا الحنثَ».
ووصله ابن أبي شيبة عن شريك، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، قال: أتاني أبو صالح يعزِّيني عن ابن لي، فأخذ يُحدِّث عن أبي سعيد وأبي هريرة، فذكر مثله.
وقد سبق حديث أبي سعيد في أول الباب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

  • 📜 حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة أفراط حجاب من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب