حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ثواب المؤمن فيما يُصيبه من مرضٍ، أو حزن أو نحو ذلك

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال: «ما لكِ يا أمَّ السائب! أو أمَّ المُسيِّب! تُزفزفين؟». قالت: الحُمَّى لا بارك الله فيها! فقال: «لا تسُبِّي الحمَّى؛ فإنَّها تُذِهب خطايا بني آدم كما يُذهِب الكير خَبَثَ الحديدِ».

صحيح: رواه مسلم في البر والصّلة (٢٥٧٥) عن عبيدالله بن القواريريّ، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع، حدَّثنا حجَّاجٌ الصوَّاف، حدَّثني أبو الزبير، حدَّثنا جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال: «ما لكِ يا أمَّ السائب! أو أمَّ المُسيِّب! تُزفزفين؟». قالت: الحُمَّى لا بارك الله فيها! فقال: «لا تسُبِّي الحمَّى؛ فإنَّها تُذِهب خطايا بني آدم كما يُذهِب الكير خَبَثَ الحديدِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:


عن جابر بن عبد الله، أنَّ رسول الله ﷺ دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال: «ما لكِ يا أمَّ السائب! أو أمَّ المُسيِّب! تُزفزفين؟». قالت: الحُمَّى لا بارك الله فيها! فقال: «لا تسُبِّي الحمَّى؛ فإنَّها تُذِهب خطايا بني آدم كما يُذهِب الكير خَبَثَ الحديدِ».
رواه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● أم السائب أو أم المسيب: هي صحابية جليلة، واسمها فكيهة بنت يسار، وقيل غير ذلك. والتصحيح في الرواية أنها "أم السائب".
● تُزفزفين: أي تتحركين وتهتزين من شدة الحمى والمرض. ومعناها: ترتعشين وتضطربين من شدة الحمى.
● الحُمَّى: هي ارتفاع حرارة الجسم، وهي مرض معروف.
● الكير: هو منفاخ الحداد الذي ينفخ به في النار لتشتد حرارتها وتذيب الحديد.
● خَبَثَ الحديد: الخبث هو الشوائب والرديء الذي يخرج من الحديد عندما يُصهر في النار.


2. شرح الحديث:


دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم السائب -رضي الله عنها- وهي مريضة بالحمى، فرآها ترتعش وتضطرب من شدة الحمى، فقال لها: «ما لكِ تُزفزفين؟» أي: ما هذا الاضطراب والارتعاش الذي بك؟
فأجابته شاكيةً من الحمى، فقالت: «الحُمَّى لا بارك الله فيها!» أي أنها تدعو عليها بعدم البركة، وهذا نوع من السب والشكوى.
فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: «لا تسُبِّي الحمَّى» أي لا تسبيها ولا تدعي عليها، ثم بيَّن لها الحكمة من ذلك فقال: «فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد».
فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الحمى بالكير الذي ينقي الحديد من شوائبه، فكما أن الكير يُخرج الخبث من الحديد ويصفيه، فإن الحمى تُذهب خطايا الإنسان وتكفر عن ذنوبه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم سب الأمراض أو الدعاء عليها: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الحمى، وهذا يعم كل مرض، فلا ينبغي للمسلم أن يسب المرض أو يدعو عليه، بل يصبر ويحتسب.
2- الصبر على المرض واحتساب الأجر: المرض من أنواع البلاء الذي يكفر الله به الخطايا، فينبغي للمسلم أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله.
3- تفاضل الناس بالصبر على البلاء: المؤمن يرضى بقضاء الله ويصبر على بلائه، وهذا من علامات الإيمان.
4- الحكمة من الأمراض: الأمراض فيها تطهير للمؤمن من ذنوبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه». متفق عليه.
5- التعاطف والزيارة: النبي صلى الله عليه وسلم زار أم السائب في مرضها، وهذا يدل على استحباب عيادة المرضى والتخفيف عنهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في بيان أن الأمراض تكفر الخطايا، وهي من رحمة الله تعالى بعباده.
- ليس كل مرض يكون عقوبة، بل قد يكون رحمة وتكفيراً للسيئات ورفعة للدرجات.
- ينبغي للمريض أن يكثر من الدعاء والاستغفار، ويستحضر نية الصبر والاحتساب.
- من الأدعية المأثورة في المرض: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» سبع مرات.


الخلاصة:


الحمى وغيرها من الأمراض هي نعمة من الله تعالى إذا صبر عليها المسلم واحتسب الأجر، فهي تُكفر الخطايا وترفع الدرجات. فلا يجوز للمسلم أن يسبها أو يدعو عليها، بل يصبر ويشكر الله تعالى على كل حال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصّلة (٢٥٧٥) عن عبيدالله بن القواريريّ، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع، حدَّثنا حجَّاجٌ الصوَّاف، حدَّثني أبو الزبير، حدَّثنا جابر بن عبد الله، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

  • 📜 حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب