حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مضاعفة أجر النبي ﷺ إذا أصابه الوعك

عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: دخلنا على النبي ﷺ وهو يوعك. فقلنا: أخ أخ، بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! ما أشدَّ وعكك! فقال: «إنَّا معشر الأنبياء يُضاعف علينا البلاءُ تضعيفًا». قال: قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إنَّ أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء والصالحون، الأمثل فالأمثل». قلنا سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليدرع العباءة من الحاجة، لا يجد غيرها». قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليقتله القمل». قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرّخاء».

حسن: رواه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (٥) عن عبيدالله بن عمر الجُشمي، وغيره، حدَّثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدثنا إسماعيل بن كثير، عن زياد بن أبي زياد -مولي ابن عياش-، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، قال: فذكره.

عن بعض أصحاب النبي ﷺ قال: دخلنا على النبي ﷺ وهو يوعك. فقلنا: أخ أخ، بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! ما أشدَّ وعكك! فقال: «إنَّا معشر الأنبياء يُضاعف علينا البلاءُ تضعيفًا». قال: قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إنَّ أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء والصالحون، الأمثل فالأمثل». قلنا سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليدرع العباءة من الحاجة، لا يجد غيرها». قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كان النبي من الأنبياء ليقتله القمل». قلنا: سبحان الله! قال: «أفعجبتم؟ إن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرّخاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● يوعك: يُصاب بالحمى أو المرض الشديد.
● أخ أخ: كلمة تعبير عن التعجب والشفقة، كمن يقول: "آه" تألماً لحاله.
● بآبائنا وأمهاتنا: قسم للتأكيد على صدق المشاعر والتعجب.
● يُضاعف علينا البلاء تضعيفًا: يزيد علينا الابتلاء ويشتد.
● يدرع العباءة: يلبسها ويتغطى بها.
● ليقتله القمل: يُصاب به كثيرًا حتى يتأذى منه.

2. شرح الحديث:


يدخل مجموعة من الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعاني من مرض شديد (الوعك)، فيعبرون عن تعجبهم وشفقتهم عليه بقولهم: "أخ أخ، بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! ما أشد وعكك!"، أي: ما أشد مرضك وحمّاك.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأنبياء يبتلون بأشد أنواع البلاء، مضاعفًا عن غيرهم، وذلك لعلو منزلتهم عند الله تعالى. ثم بين أن أشد الناس بلاءً هم:
- الأنبياء
- ثم الصالحون على حسب درجات صلاحهم (الأمثل فالأمثل).
ثم ضرب أمثلة على شدة بلاء الأنبياء:
- أن النبي منهم قد لا يجد ما يلبس إلا عباءة واحدة يغطي بها جسده.
- وأنه قد يُصاب بالقمل حتى يتأذى منه كثيرًا.
- وأنهم كانوا يفرحون بالبلاء كما يفرح الناس بالرخاء واليسر، لأنهم يعلمون أن في الصبر على البلاء رفعة في الدرجات ومغفرة للذنوب.

3. الدروس المستفادة:


● البلاء سنة إلهية:尤其 للأنبياء والصالحين، وليس دليلاً على غضب الله، بل قد يكون علامة على المحبة والاصطفاء.
● الصبر والرضا: يجب على المسلم أن يصبر على البلاء ويحتسب أجره عند الله.
● الفرح بالابتلاء: من علامات كمال الإيمان أن يفرح المؤمن بالبلاء لأنه يعلم أنه تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات.
● التأسّي بالأنبياء: عندما يصيبنا بلاء، نتذكر أن من كان خيرًا منا قد ابتلي بأشد منه.
● عدم الاستغراب من شدة البلاء: خاصة على الصالحين، فإنه من علامات القرب من الله تعالى.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن شدة البلاء على الأنبياء والصالحين ليست لأنهم أقل منزلة، بل لأنهم أعلى درجة وأقرب إلى الله، فيختبرهم الله بشدائد الدنيا ليرفع درجاتهم في الآخرة.
- روي هذا الحديث في عدة مصادر منها "شعب الإيمان" للبيهقي و"المستدرك" للحاكم، وحسنه بعض أهل العلم.
- ينبغي للمسلم إذا أصابه بلاء أن يتذكر هذا الحديث ليعلم أن في الابتلاء خيرًا وأجرًا عظيمًا.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين الشاكرين، وأن يرزقنا الفرح بالبلاء كما يفرح بالرخاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي الدنيا في «المرض والكفارات» (٥) عن عبيدالله بن عمر الجُشمي، وغيره، حدَّثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدثنا إسماعيل بن كثير، عن زياد بن أبي زياد -مولي ابن عياش-، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، قال: فذكره.
وإسناده حسن، فإنَّ يحيى بن سليم الطائفي وإن كان من رجال الجماعة إلَّا أنَّه مختلف فيه؛ فتكلَّم فيه النسائي، والدارقطني، ووثَّقه ابن معين، وابن سعد، وابن حبان، والعجلي، وغيرهم. وهو حسن الحديث. وبقية رجاله ثقات، وزياد بن أبي زياد -مولي ميسرة المخزومي- المدني،
مولي عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، من رجال مسلم، روي عن مولاه، وعن جماعة من الصحابة، وثَّقه النسائي وغيره، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: «كان عابدًا زاهدًا». وقال مالك: «كان عمر بن عبد العزيز يُكرمه». وقال أيضًا: «كان رجلًا عابدًا معتزلًا لا يزال يكون وحده».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

  • 📜 حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أشد الناس بلاء الأنبياء والصالحون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب