حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن تجصيص القبور والكتابة عليها

عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُجصَّص القبرُ، وأن يُقْعد عليه، وأن يبُنى عليه».

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٠) من طرق عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكر الحديث مثله.

عن جابر قال: نهى رسول الله ﷺ أن يُجصَّص القبرُ، وأن يُقْعد عليه، وأن يبُنى عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله ﷺ أن يُجصَّص القبرُ، وأن يُقْعد عليه، وأن يُبْنى عليه».

أولاً. شرح المفردات:


● يُجصَّص: أي يُطلى بالجص (الجبس أو النورة)، وهو ما يُصبح عليه القبر ناعمًا أبيضَ.
● يُقعد عليه: أي أن يجلس الناس على القبر.
● يُبنى عليه: أي أن يُشاد فوقه بناءٌ كالقبة أو الغرفة أو ما شابه ذلك.

ثانيًا. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن ثلاث أمور تتعلق بالقبور:
1- تجصيص القبر: وهو طلاؤه بالجص أو النورة مما يجعله متميزًا ومزينًا، وهذا يؤدي إلى نوع من الرفاهية والمباهاة بالموتى، وهو خلاف التواضع الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم حتى في مماته.
2- القعود على القبر: لأنه إهانة للميت واستخفاف بحرمة القبر، فالقبر له حرمة ويجب احترامه، والجلوس عليه قد يؤدي إلى الامتهان أو عدم التوقير الواجب للموتى.
3- البناء على القبر: كبناء القباب أو الغرف فوقه، لأن ذلك يشبه فعل أهل الجاهلية الذين كانوا يبالغون في تعظيم القبور ويبنون عليها الأبنية الفاخرة، مما قد يؤدي إلى الغلو في القبور واتخاذها مساجد أو معابد، وهو ما حذر منه النبي ﷺ بقوله: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (متفق عليه).

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية أو أهل الكتاب في تعظيم القبور والبناء عليها، لأن ذلك قد يؤدي إلى الشرك بالله تعالى.
2- التواضع في الموت كما في الحياة، فالمسلم يتعفف حتى في قبره، فلا يُزين ولا يُبالغ في شكله.
3- الحفاظ على حرمة القبور وعدم امتهانها بالجلوس عليها أو المشي عليها أو البناء عليها.
4- سد الذرائع الموصلة إلى الشرك، لأن البناء على القبور أو تجصيصها قد يؤدي إلى تعظيمها أكثر من اللازم، فيقع الناس في الغلو.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب «سد الذرائع» في الشريعة الإسلامية، حيث ينهى عن أمور قد تؤدي إلى محظورات أكبر.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث تحريم كل ما يؤدي إلى المباهاة أو الغلو في القبور، مثل كتابة الآيات عليها أو وضع الصور.
- يجوز وضع علامة بسيطة على القبر لتمييزه (كحجر أو خشبة)، لكن دون مبالغة أو زخرفة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (٩٧٠) من طرق عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله فذكر الحديث مثله.
ورواه أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «نهى عن تقصيص القبور».
وزاد أبو داود (٣٢٢٦) من طريق سليمان بن موسى، عن جابر «وأن يكتب عليه»، ورواه أيضًا ابن ماجه (١٥٦٣) من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن جابر فذكر الحديث بقوله: «نهى رسول الله ﷺ أن يكتب على القبر شيء». وسليمان بن موسى لم يلق جابرًا.
ورواه الحاكم في «المستدرك» (١/ ٣٧٠) من طريق حفص بن غياث النخعي، ثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر فجمع فيه ألفاظ الحديث جميعًا وهي قوله: «نهى رسول الله ﷺ أن يُبنى على القبر، ويُجصص، أو يُقعد عليه، ونهى أن يكتب عليه»، وقال: «على شرط مسلم، وقد خرَّج بإسناده»غير الكتابة«، فإنها لفظة صحيحة غريبة، وكذلك رواه أبو معاوية، عن ابن جريج» انتهى.
ثم رواه من طريقه وقال: «هذه الأسانيد صحيحة، وليس العمل عليها، فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم، وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف» انتهى.
وردَّه الذهبي قائلًا: «ما قُلْتَ طائلًا، ولا نعلم صحابيًا فعل ذلك، وإنما هو شيء أحدثه بعض التابعين فَمن بعدهم، ولم يبلغهم النهي».
والتجصيص والتقصيص هو: البناء بالجص، وهو القص والقصة، والجصاص والقصاص واحد، فإذا خلط الجص بالرماد فهو الجيار. انظر «المفهم» (٢/ ٦٢٦).
وفي الباب أيضًا عن أم سلمة قالت: «نهى رسول الله ﷺ أن يُبْنى على القبر، أو يُجصص».
رواه الإمام أحمد (٢٦٥٥٥، ٢٦٥٥٦) من وجهين أولهما: عن حسن، ثنا ابن لهيعة، ثنا يزيد ابن أبي حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة فذكرته.
والثاني: عن علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن حبيب، عن ناعم مولى أم سلمة «أن النبي ﷺ نهى أن يُجَصَّص قبر، وأن يبُنى عليه، أو يُجلس عليه»، قال أبي: ليس فيه «أم سلمة». انتهى.
والوجه الثاني هو الصحيح لأن عبد الله وهو ابن المبارك أحد العبادة الذين سمعوا أبن لهيعة، قبل احتراق كتبه، إلا أنه مرسل كما نقل عبد الله بن أحمد، عن أبيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 424 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

  • 📜 حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب