حديث: لا عَقْر في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الذبح عند القبر

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عَقْر في الإسلام».
قال عبد الرزاق: كانوا يَعْقِرون عند القبر ببقرةٍ أو شاةٍ.

صحيح: رواه أبو داود (٣٢٢٢) عن يحيى بن موسى البلْخِي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عَقْر في الإسلام».
قال عبد الرزاق: كانوا يَعْقِرون عند القبر ببقرةٍ أو شاةٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي:
الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عَقْر في الإسلام». قال عبد الرزاق: كانوا يَعْقِرون عند القبر ببقرةٍ أو شاةٍ.
[رواه عبد الرزاق في مصنفه، وهو حسن]


1. شرح المفردات:


* عَقْر: في اللغة: الذبح أو النحر. والمقصود به هنا الذبح عند القبر، أو في مكان المصيبة، أو للميت بعد موته، كنوع من التقرب أو التعبير عن الحزن. وهو من أفعال الجاهلية.
* في الإسلام: أي ليس من شريعة الإسلام ولا من أخلاقه ولا من عاداته التي شرعها.


2. شرح الحديث:


يُبين النبي ﷺ في هذا الحديث النهي عن عادة جاهلية كانت منتشرة قبل الإسلام، وهي "العَقْر"، وهو ذبح animal (حيوان) عند القبر عند الدفن أو في أيام العزاء أو عند زيارة القبور.
وقد فسّر التابعي والإمام الكبير عبد الرزاق بن همام (وهو راوي الحديث وصاحب "المصنف") هذا الفعل بقوله: «كانوا يَعْقِرون عند القبر ببقرةٍ أو شاةٍ». أي كان أهل الجاهلية إذا مات لهم ميت، ذبحوا animal (حيوانًا) عند قبره، ظنًا منهم أن هذا يكرم الميت أو ينفعه أو يدفع عنه عذاب القبر، أو كتعبير عن شدة حزنهم وجزعهم.
فجاء النبي ﷺ ليُبطِل هذه العادة ويُحرمها، ويُعلن أن هذا الفعل ليس من الإسلام في شيء، بل هو من الشركيات والبدع المنكرة التي تشبه أفعال الكفار.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم التقرب إلى الله بغير ما شرع: فذبح animal (الحيوان) عبادة لا تصح إلا لله تعالى، ولا يجوز صرفها لغير الله، كالذبح للميت أو عند قبره، فهذا من الشرك الأصغر أو وسيلة تؤدي إلى الشرك الأكبر.
2- محاربة البدع والعادات الجاهلية: الإسلام يقطع كل صلة بعادات الجاهلية المخالفة للتوحيد والعقيدة الصحيحة. فليس من الدين المبالغة في الموتى بما لم يشرعه الله ورسوله.
3- التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم: نهى الإسلام عن إضاعة المال في أمور غير مشروعة، كذبح animal (الحيوانات) عند القبور وإتلافها من غير منفعة شرعية.
4- التعليل بالحكمة: هذا الفعل فيه تشبه بأهل الجاهلية وفيها إيذاء للحيوان بغير فائدة شرعية، وفيه إضاعة للمال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يدخل تحت العموميات التي جاءت بها النصوص لتحريم كل بدعة في الدين، ومنها قوله ﷺ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
* الذبح عند القبور أو للموتى من الأمور التي حذر منها العلماء عبر العصور، وعدوها من المنكرات والشركيات.
* الذبح المشروع هو ما كان لله تعالى وحده، كالأضاحي، والهدي، والعقائق، والذبح للضيفان، ونحو ذلك.
* مما يدخل في معنى "العقر" المنهي عنه في عصرنا: الذبح عند بناء البيوت (ذبح "الحاطومة") أو عند شراء سيارة جديدة، ظنًا أنها تدفع العين أو تجلب البركة، فهذا من أفعال الجاهلية التي نهى عنها الإسلام.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٢٢) عن يحيى بن موسى البلْخِي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.
والحديث في مصنف عبد الرزاق (٦٦٩٠) مطولًا.
وأما قول عبد الرزاق الذي ذكره أبو داود فلم أجده في مصنفه.
وقوله: «ولا عقر«قال السندي: العَقْر: ضرب قوائم البعير، أو الشاة بالسيف وهو قائم، وكانوا يَعْقِرون الإبل على قبور الموتى - أي ينحرونها ويقولون: صاحب القبر كان يعقر للأضياف، فنكافثه بمثله».
وقال النووي في «المجموع» (٥/ ٣٢٠): «وأما الذبح والعَقْر عند القبر فمذموم لحديث أنس هذا». رواه أبو داود والترمذي وقال: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: العزو إلى الترمذي وهم منه رحمه الله تعالى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 422 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عَقْر في الإسلام

  • 📜 حديث: لا عَقْر في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عَقْر في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عَقْر في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عَقْر في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب