حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في احترام الميت والنهي عن كسر عظامه

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «كسر عظْم الميت ككسْره حيًّا».

صحيح: رواه أبو داود (٣٢٠٧)، وابن ماجه (١٦١٦) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال: حدثنا سعد بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «كسر عظْم الميت ككسْره حيًّا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا».

1. شرح المفردات:


● كَسْرُ: أي تكسيره أو إصابته بالكسر.
● عَظْمِ: العظام التي تكون في جسد الإنسان أو الحيوان.
● الْمَيِّتِ: الشخص أو الكائن الذي قد فارق الحياة.
● حَيًّا: أي حين يكون الإنسان أو الكائن على قيد الحياة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يوضح أن إيذاء جسد الميت بتكسير عظامه أو إلحاق الضرر به يعادل في الإثم والتحريم إيذاء الإنسان الحي بتكسير عظامه. فكما أن إيذاء الحي حرام ويُعد من الكبائر، فكذلك إيذاء الميت بتكسير عظامه محرم ويحمل نفس الوزر الأخلاقي والشرعي.
والحكمة من ذلك:
- احترام جسد الإنسان سواء كان حيًا أو ميتًا، فالجسد له حرمة لا تزول بالموت.
- التأكيد على أن الميت لا يزال له حقوق يجب مراعاتها، ومنها الحفاظ على جسده من العبث أو الإهانة.
- هذا يتوافق مع التعاليم الإسلامية التي تحرم انتهاك حرمة الموتى، كما في تحريم نبش القبور أو تمثيل بالجثث.

3. الدروس المستفادة منه:


● احترام الموتى: يجب التعامل مع جسد الميت بتكريم ورفق، وعدم إلحاق أي أذى به، لأن ذلك يعادل إيذاء الحي.
● التأكيد على حرمة الجسد: الجسد البشري له حرمة في الإسلام، سواء في الحياة أو بعد الموت، وهذا يدعو إلى تقدير الإنسان في كل أحواله.
● التحذير من الاعتداء على الأموات: الحديث ينهى عن أي شكل من أشكال الاعتداء على الموتى، كتكسير العظام أو تشويه الجثث، مما كان يفعله بعض الجاهليين.
● التساوي في الإثم: يذكرنا الحديث بأن بعض الذنوب قد تتساوى في الجرم بين الحي والميت، مما يدفع المسلم إلى الخوف من الله في كل تصرفاته.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، وهو حديث صحيح أو حسن عند كثير من العلماء.
- يستدل به الفقهاء على تحريم كسر عظام الميت إلا لضرورة شرعية، مثل في حالات التشريح الطبي للضرورة القصوى مع مراعاة الضوابط الشرعية.
- يتعلق الحديث أيضًا بآداب دفن الموتى وغسلهم وتكفينهم، حيث يجب التعامل مع الجسد برفق واحترام.
- من الحكم الأخرى: أن هذا الحديث يربي في المسلم الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين حتى بعد وفاتهم، ويحث على عدم الاستهانة بحقوق الموتى.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاحترام حقوق الأحياء والأموات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٠٧)، وابن ماجه (١٦١٦) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال: حدثنا سعد بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
وقد تابع الدراوردي كل من ابن نمير عند أحمد (٢٤٣٠٨)، ومحاضر بن المورّع عند ابن الجارود (٥٥١)، وابن جريج -مع التحديث- عند الدارقطني (٣٤١٣) كلهم عن سعد بن سعيد بإسناده، مثله.
وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد، تُكلّم فيه من ناحية حفظه والخلاصة فيه كما قال ابن عدي: «له أحاديث صالحة، تقرب من الاستقامة لا أرى بحديثه بأسًا بمقدار ما يرويه».
وقد تابعه على رفعه كل من:
يحيى بن سعيد أخوه ومن طريقه رواه ابن حبان (٣١٦٧)، والبيهقي (٤/ ٥٨). وأبو الرجال: وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال، ومن طريقه رواه أحمد (٢٤٧٣٩).
وحارثة بن أبي الرجال ممن ذكره الدارقطني في «العلل» (١٤/ ٤٠٨)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ١٥٠).
وللدارقطني في «سننه» (٣٤١٥) إسناد آخر عن زهير بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم، عن عائشة، فذكرته مرفوعًا. وبهذه المتابعات وغيرها صحّ هذا الحديث مرفوعًا.
وأما البخاري فرجّح الوقف كما في «التاريخ الكبير» فلعله بناء على أن الذين رفعوه هم عنده اثنان كما ذكر، وهما: سعد بن سعيد، وحارثة وقال: «وغير مرفوع أكثر». والله تعالى أعلم.
وأما ما رُوي عن أمّ سلمة عن النبي ﷺ قال: «كسر عظْم الميت ككسر عظْم الحي في الإثم» فهو ضعيف. رواه ابن ماجه (١٦١٧) عن محمد بن مُعَمَّر، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عبد الله بن زياد، قال: أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أمه، عن أم سلمة فذكرته.
قال البوصيري في «الزوائد»: «فيه عبد الله بن زياد مجهول، ولعله عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين فإنه في طبقته» ثم ذكر حديث عائشة شاهدًا له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 421 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

  • 📜 حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كسر عظم الميت ككسره حيًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب