حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إهداء غير مرغوب فيه

عن عائشة، قالت: أهدي إلى النبيّ ﷺ ضبّ، فلم يأكله. قالت عائشة: يا
رسول الله، ألا نطعمه المساكين؟ قال: «لا تطعموهم ما لا تأكلون».

حسن: رواه أحمد (٢٤٩١٧) والطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ١٤٠٩) كلاهما من حديث عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: أهدي إلى النبيّ ﷺ ضبّ، فلم يأكله. قالت عائشة: يا
رسول الله، ألا نطعمه المساكين؟ قال: «لا تطعموهم ما لا تأكلون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● أُهدِيَ: أي قُدِّمَت له هدية.
● ضَبّ: هو حيوان معروف من الزواحف، يشبه الوزغ (البرص) لكنه أكبر حجماً، وكان بعض العرب يأكلونه في الجاهلية، وكانوا يعدونه من الطيبات.
● لَمْ يَأْكُلْهُ: أي امتنع عن تناوله.

2. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ أُهدي إليه ضبٌّ مشوي أو مطبوخ، فلم يأكله، ليس لأنه حرام، بل لأنه لم يكن من طعامه المعتاد، ولم يكن يستطيبه.
ثم سألته عائشة رضي الله عنها: ألا نعطي هذا الطعام للمساكين؟ فأجابها النبي ﷺ: «لا تُطْعِمُوهُمْ مَا لا تَأْكُلُونَ».

3. الدروس المستفادة منه:


● الأكل الحلال الطيب: النبي ﷺ لم يأكل الضب ليس لأنه حرام، بل لأنه لم يعتد عليه، وكان يستقذره، فلم يأكل ما لا يشتهيه.
● الرفق بالمساكين: النهي عن إعطاء المساكين ما يستقذره الإنسان أو لا يرغب فيه، فهذا ليس من الكرم ولا من حسن المعاملة، بل قد يكون إهانة لهم.
● التكريم والإحسان: ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتصدق أو يهدي أن يختار الطيب من الطعام، كما قال الله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].
● التأدب مع النبي ﷺ: حيث إن عائشة رضي الله عنها استأذنت قبل التصرف في الطعام، وهذا أدب مع النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية:


- الضب حلال عند جمهور العلماء، لأنه من حيوانات البر، وقد ثبت أن بعض الصحابة كانوا يأكلونه، ولكن النبي ﷺ لم يأكله لعدم اعتياده عليه.
- هذا الحديث يدل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يعطي غيره إلا ما يحبه لنفسه، وهذا من كمال الإيمان وحسن الخلق.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتعلمون العلم النافع ويعملون به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٩١٧) والطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ١٤٠٩) كلاهما من حديث عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.
قال الطبرانيّ: «لم يروه عن حماد بن أبي سليمان إلّا ابن سلمة، والثوريّ».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل حماد بن أبي سليمان فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في: المجمع (٣/ ١١٣) وقال: «ورجاله موثقون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

  • 📜 حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب