حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الترغيب في الصّدقة
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٨٤)، ومسلم في الزكاة (٩٩٣) كلاهما من طريق أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث قدسي عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه يتحدث الله تعالى عن صفة من صفاته العظيمة، ويبين لعباده فضله وكرمه وعطاءه الذي لا ينفد.
أولاً. شرح المفردات:
● أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك: أي أنفق في سبيل الله، أُنفق عليك وأعوضك خيراً مما أنفقت.
● يد الله ملأى: أي مملوءة بالخير والرزق والعطاء.
● لا تغيضُها نفقةٌ: لا تنقصها النفقة والعطاء.
● سحَّاءُ الليل والنهار: أي مستمرة ودائمة بالليل والنهار بدون انقطاع.
● لم يغض ما في يده: لم ينقص ما عنده من الخير والرزق.
● عرشه على الماء: أي أن عرش الله كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض.
● بيده الميزان يخفض ويرفع: أي أن الله تعالى بيده ميزان الأعمال، يرفع أقواماً ويخفض آخرين بحسب أعمالهم.
ثانياً. شرح الحديث:
هذا الحديث القدسي يتضمن ثلاثة أقوال لله تعالى:
1- قول الله: "أَنْفِقْ أُنْفِقْ عليك":
هذا وعد من الله تعالى لعباده بأن من ينفق في سبيله، فإن الله يعوضه خيراً مما أنفق، بل يزيده من فضله. وهذا يشمل النفقة في جميع وجوه الخير، كالصدقة على الفقراء، وإنفاق المال في طاعة الله، والإنفاق على الأهل والأقارب، وغير ذلك.
2- قول الله: "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار":
هذا بيان لكرم الله وسعة عطائه، فخزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا ينقطع، فهو يعطي بالليل والنهار، والنفقة لا تنقص مما عنده شيئاً.
3- قول الله: "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده":
هذا تأكيد على أن إنفاق الله تعالى منذ خلق السماوات والأرض لم ينقص من ملكه شيئاً، بل بقي عطاؤه وكرمه كما هو.
4- "وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع":
هذا إشارة إلى عظمة الله وقدرته، وأن عرشه كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض، وأنه تعالى بيده ميزان الأعمال، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء بحسب حكمته وعدله.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- الحث على الإنفاق في سبيل الله: فالله تعالى يعد المتصدقين بالخلف والعوض.
2- التعرف على كرم الله وسعة عطائه: فالله تعالى لا ينفد عطاؤه، وخزائنه ملأى.
3- اليقين بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً: فمن أنفق في سبيل الله فإن الله يعوضه.
4- الإيمان بعظمة الله وقدرته: فهو الذي خلق السماوات والأرض، وعرشه على الماء، وبيده ميزان الأعمال.
5- الاستمرار في فعل الخير: فكما أن عطاء الله لا ينقطع، فليستمر العبد في الطاعة والإنفاق.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى يتكلم بكلام يليق بجلاله، وأن كلامه حقيقة.
- فيه الرد على من ينكر صفات الله، كاليد، فإن لله يداً حقيقية تليق بجلاله لا تشبه أيدي المخلوقات.
- الحديث يدعو إلى التوكل على الله والثقة بكرمه وعطائه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنفقين في سبيله، والمستفيدين من عطائه وكرمه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم مختصر، وقد سبق تفصيله في كتاب الإيمان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 106 اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب
- 107 أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي
- 108 ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان
- 109 أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض
- 110 إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو راض
- 111 من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة وخادما ومسكنا
- 112 إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 113 صاحب المكس في النار
- 114 تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد
- 115 رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
- 116 لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل...
- 117 لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن ورجل...
- 118 لا حسد إلا في اثنتين
- 119 ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
- 120 لو كان عندي أحد ذهبًا أحببت أن لا يأتي ثلاث
- 121 ما يسُرُّني أنَّ عندي مثل أُحُدٍ هذا ذهبا
- 122 ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
- 123 ما يسرني أن أحدا يُحول لآل محمد ذهبا أنفقه في...
- 124 قد سمعت ما قلت فيه وإني أرى أن تجعلها في...
- 125 من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب
- 126 إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا
- 127 الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو...
- 128 يتلقى الله الصدقة بيده ويربيها كما يربي أحدكم فلوّه
- 129 من جمع مالًا حرامًا ثم تصدق به لم يكن له...
- 130 لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون
- 131 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
- 132 من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنى...
- 133 الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان
- 134 ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو...
- 135 ما نقص مال عبد من صدقة
- 136 رأيت وجه رسول الله ﷺ يتهلل كأنه مذهب
- 137 من تحامل في الصدقة فتصدق بمد
- 138 لا توعي فيوعي الله عليك
- 139 أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا...
- 140 تصدقت عائشة فقال النبي: لا تحصي فيحصى عليك
- 141 كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس
- 142 ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان
- 143 القليل الكافي خير من الكثير المشتت
- 144 البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد
- 145 «افعل ولك بها نخلة في الجنة»
- 146 كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
- 147 بعني عذقك الذي في حائط فلان
- 148 الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها؟
- 149 تصدقوا قبل أن يأتي يوم لا يقبل فيه صدقة
- 150 المال يفيض حتى يهم رب المال من يقبله صدقة
- 151 يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد من يقبلها
- 152 تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة
- 153 يأتي زمان لا يجد الرجل من يأخذ صدقته من الذهب
- 154 يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها
- 155 من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من...
معلومات عن حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
📜 حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








