حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول المَلَكَيْن: اللهُمَّ! أعط منفقًا خلفًا

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلّا ملكان ينزلان. فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر! اللهم! أعط ممسكا تلفا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٤)، ومسلم في الزكاة (١٠١٠) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، حدّثني معاوية بن مزرِّد، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلّا ملكان ينزلان. فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر! اللهم! أعط ممسكا تلفا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من دواوين السنة.

أولاً. شرح المفردات:


● «يُصْبِحُ العِبَادُ»: أي حين يدخلون في وقت الصباح ويبدأ يومهم.
● «مَلَكَانِ»: اثنان من ملائكة الله الكرام.
● «يَنْزِلَانِ»: يهبطان من السماء إلى الأرض.
● «مُنْفِقًا»: هو الذي يبذل ماله في طاعة الله، في سبيل الخير، ويتصدق وينفق على أهله ومحتاجيه.
● «خَلَفًا»: يعني عوضاً وخيراً في الدنيا، وثواباً في الآخرة. فالله يخلف عليه ما أنفقه ويزيده من فضله.
● «مُمْسِكًا»: هو الذي يبخل بماله، يمتنع عن إنفاقه في الحقوق الواجبة والمستحبة، يمسكه ويشح به.
● «تَلَفًا»: يعني هلاكاً ونقصاً وضيقاً. فبخله يكون سبباً في تلف ماله أو عدم بركته، وحتى لو بقي فقلَّت بركته ولم ينفعه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر عظيم يحدث كل يوم دون أن نراه. فمع بداية كل يوم، يهبط إلى الأرض ملكان كريمان من عند الله تعالى.
● الملك الأول يدعو للمنفق السخي الذي لا يبخل بما أعطاه الله، فيقول: «اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا» أي: اللهم عوّض هذا الذي أنفق في سبيلك عوضاً حسناً في دنياه وآخرته، واجعل له بدلاً مما أنفق خيراً منه.
● الملك الثاني يدعو على البخيل الممسك لماله، فيقول: «اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» أي: اللهم اجعل للبخيل الذي منع حق الله في ماله تلفاً وهلاكاً، أو امنع عنه البركة والخير، وأهلك ماله فلا ينفعه.
فهذه الدعوات المستجابة من الملائكة تكون حسب حال العبد: إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة إنفاق المال في سبيل الله: الحديث يحث على البذل والعطاء ويدل على أن المنفق محبوب عند الله وملائكته، وهو موعود بالخلف والعوض من الله تعالى. قال الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
2- ذم البخل والشح: الحديث تحذير شديد من البخل وعدم الإنفاق، فالبخيل يعرض نفسه لدعاء الملائكة عليه بالهلاك والنقص، ومصيره الخسارة في الدنيا والآخرة.
3- إثبات عمل الملائكة الدؤوب: الملائكة موكلون بأعمال متعددة لأجل بني آدم، وهذا من عناية الله تعالى بعباده، حيث يجعل ملائكة يدعون للمحسن ويكتبون له الأجر، ويحذرون المسيء من عاقبة عمله.
4- استمرارية الأجر والوعيد: هذا العمل اليومي للملائكة يدل على أن أبواب الخير والشر مفتوحة كل يوم، وعلى العبد أن يغتنم يومه بما يرضي ربه.
5- طمأنينة قلب المنفق: المؤمن عندما ينفق يعلم أن الله سيعوضه، فلا يقلق على رزقه، بل ينفق وهو واثق بوعد الله، وهذا يورث الطمأنينة في القلب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الإنفاق يشمل الواجب والمستحب: يشمل الإنفاق الزكاة الواجبة، والنفقة على الأهل والأولاد، والصدقات التطوعية، والإنفاق في جميع وجوه الخير.
● الخلف ليس بالضرورة مالاً: عوض الله للمنفق قد يكون مالاً أكثر، أو قد يكون صحة وعافية، أو بركة في ماله وقوته، أو حفظاً له من المصائب، أو أجراً عظيماً في الآخرة، وهو أعظم.
● حقيقة التلف: تلف البخيل قد يكون بحرمان بركة المال، أو بضيقه وقلة نفعه، أو بهلاكه فعلاً، أو بعقوبة في الآخرة.
● الحديث يربي المؤمن على المراقبة: عندما يتذكر المؤمن أن ملائكة يدعون له كلما أنفق، ويحذرونه من البخل، فإن هذا يدفعه للمزيد من الطاعة والبعد عن المعصية.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنفقين السخياء، وأن يقينا شح أنفسنا، وأن يرزقنا القناعة والبركة في أرزاقنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٤)، ومسلم في الزكاة (١٠١٠) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، حدّثني معاوية بن مزرِّد، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، عن أبي هريرة، فذكره. قوله: «خلفًا» بفتحات: أي عوضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

  • 📜 حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب