ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: ما نقصتْ صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلّا عزًّا، وما تواضع أحدٌ إلّا رفعه الله».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٨) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم جامع لثلاث فضائل من فضائل الإسلام، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلّا عزًّا، وما تواضع أحدٌ إلّا رفعه الله».

أولاً. شرح المفردات:

● نَقَصَتْ: لم تُنقِصْ ولم تُقلِّلْ.
● الصَّدَقَة: ما يُخرجه المسلم من ماله طاعة لله تعالى.
● عَفْو: التجاوز عن الذنب وإسقاط الحق مع القدرة على الانتقام.
● عِزًّا: قوةً وشرفًا ورفعةً.
● تَوَاضَع: تخشَّع وترك التكبّر.
● رَفَعَهُ الله: أعلى منزلته في الدنيا والآخرة.

ثانيًا. شرح الحديث:

ينقسم هذا الحديث الشريف إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء يحوي حكمة عظيمة:
1- «ما نقصت صدقة من مال»:
- هذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة لا تُنقص المال، بل تزيده بركةً ونماءً.
- المعنى: أن الله يعوِّض المتصدق خيرًا مما أنفق، في الدنيا بالبركة والزيادة، وفي الآخرة بالأجر والمغفرة.
- وهذا من الحِكَم الإلهية، حيث جعل الله الإنفاق في سبيله سببًا للزيادة لا للنقصان، كما قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
2- «وما زاد الله عبدًا بعفو إلّا عزًّا»:
- هذا الجزء يحث على العفو والصفح عن الناس.
- المعنى: أن العبد إذا عفا عن إساءة الآخرين مع قدرته على الانتقام، فإن الله يزيده عِزًّا وشرفًا في الدنيا والآخرة.
- والعفو من صفات المتقين، كما قال تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة: 237]، وهو من أسباب العز الحقيقي، لأن العزيز هو من يتحكم في غضبه ويصفح عن الناس.
3- «وما تواضع أحدٌ إلّا رفعه الله»:
- هذا يحث على التواضع وترك الكبر.
- المعنى: أن من تواضع لله وخفض جناحه للناس، رفعه الله في الدنيا بالذكر الحسن والمحبة، وفي الآخرة بالدرجات العلى.
- والتواضع من صفات عباد الله الرحمن، كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- الحث على الصدقة: فلا يخشى المسلم من الفقر بسبب الصدقة، بل يثق بوعد الله بالعوض والبركة.
2- فضل العفو: فالعفو ليس ضعفًا، بل هو قوة وشجاعة، ويؤدي إلى العزّة الحقيقية.
3- الترغيب في التواضع: فالتواضع يرفع العبد عند الله وعند الناس، ويجلب المحبة والاحترام.
4- الجزاء من جنس العمل: فكما أنفق المسلم زاده الله، وكما عفا زاده الله عِزًّا، وكما تواضع رفعه الله.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يجمع بين ثلاثة أخلاق عظيمة: الجود بالمال، والعفو عن الناس، والتواضع لهم.
- هذه الأخلاق من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان أجود الناس، وأعفو الناس، وأتواضع الناس.
- من عمل بهذه الوصايا نال السعادة في الدنيا والآخرة، وحاز رضا الله ومحبة الناس.
أسأل الله أن يجعلنا من المتصدقين العافين المتواضعين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٨) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

📜 حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية