الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

عن عائشة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ الله ليربِّي لأحدكُم التَّمرة واللُّقمة كما يربِّي أحدكم فلُوَّهُ أو فصيله حتَّى يكون مثل أُحُدٍ».

صحيح: رواه أحمد (٢٦١٣٥) وصحَّحه ابنُ حبان (٣٣١٧) كلاهما من طريق عبد الصمد،
قال: حدّثنا حماد (هو ابن سلمة) عن ثابت، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحث على الصدقة وتظهر عظيم أجرها وجزيل ثوابها عند الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:

● يُرَبِّي: ينمي ويزيد ويبارك فيه.
● التَّمْرَة: حبة التمر الواحدة.
● اللُّقْمَة: ما يلقمه الإنسان في فمه من الطعام، وهي هنا كناية عن القليل من الطعام يتصدق به.
● فَلُوَّهُ: مهره الصغير (صغير الفرس).
● فَصِيلَه: ولد الناقة الذي فصل عن أمه.
● أُحُد: الجبل المعروف في المدينة المنورة، وهو جبل عظيم كبير.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى يقبل القليل من الصدقة، ولو كان شيئاً تافهاً في أعين الناس كتمرة واحدة أو لقمة طعام، ثم يبارك فيه وينميه عند نفسه سبحانه وتعالى، حتى يصير أجره عظيماً جسيماً، كعظمة وجسامة جبل أحد.
ومعنى تربيته تعالى للصدقة: أنه يتقبلها ويضاعف أجرها ويثيب عليها ثواباً عظيماً، لا يتناسب مع حجمها الصغير، بل يجعله grows ويكبر حتى يصبح مثل الجبل الشاهق في عظمته وكبره.
وشبه النبي صلى الله عليه وسلم نمو الأجر بنمو الإنسان لفرسه الصغير أو ناقته الصغيرة، الذي يعتني به ويسقيه ويرعاه حتى يشب ويكبر ويصير قوياً ضخماً. فكما أن العناية والرعاية تزيد في حجم الحيوان، فكذلك فضل الله تعالى ورحمته تزيد في أجر الصدقة وتنميه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الحث على الصدقة ولو بالقليل: فلا يحتقر الإنسان ما يتصدق به، فرب لقمة أو تمرة تكون سبباً في الفوز بأجر عظيم.
2- سعة فضل الله وكرمه: فالله تعالى يجزي على القليل بالكثير، ويضاعف الحسنة إلى أضعاف مضاعفة.
3- إخلاص النية في الصدقة: فالله هو الذي يربي هذه الصدقة وينمي أجرها، فليحرص المسلم على إخلاص العمل لله وحده.
4- الرد على وسواس الشيطان: الذي يوسوس للإنسان بأن ما يتصدق به قليل لا فائدة منه، فيثبطه عن العمل الصالح.
5- التشجيع على دوام الصدقة: فلو كان الإنسان فقيراً، فلا يمتنع عن الصدقة بحجة قلة ما عنده، بل ليتصدق ولو بشيء يسير.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "الترغيب في الصدقة ولو بالقليل".
- فيه بيان لعظمة الجزاء من جنس العمل، فكما أن الإنسان يرعى بهيمته حتى تكبر، فالله يرعى صدقته حتى تكبر أجراً.
- يستفاد منه أن القليل مع الإخلاص خير من الكثير مع الرياء، فالله هو الذي ينمي العمل ويقبله.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصدقات والأعمال، وأن يبارك لنا فيها، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٦١٣٥) وصحَّحه ابنُ حبان (٣٣١٧) كلاهما من طريق عبد الصمد،
قال: حدّثنا حماد (هو ابن سلمة) عن ثابت، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.
وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١١١) إلى الطبرانيّ في الأوسط.
وفاته عزوه إلى الإمام أحمد، وقال: «ولعائشة حديث يأتي بعد هذا».
قال الأعظمي: وهو الآتي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 127 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

📜 حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية