حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما نقص مالٌ من صدقة
وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: ما نقص مال عبد من صدقة ...» الحديث.
حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٢٦) عن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو نعيم، حدّثنا عبادة بن مسلم، حدّثنا يونس بن خبّاب، عن سعيد الطّائيّ أبي البختريّ، أنه قال: حدّثني أبو كبشة الأنماري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً. وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما عن الصحابي الجليل أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه.
أولاً: نص الحديث كاملاً كما ورد:
عن أبي كبشة الأنماريّ، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عليهنَّ، وأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزّاً، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ. وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْماً فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقّاً، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ. وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْماً وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ. وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقّاً، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ. وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْماً، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ».
ثانياً: شرح المفردات:
* أُقْسِمُ عليهنَّ: أحلف على صدق هذه الأمور الثلاثة، وهذا لأهميتها وعظم شأنها، وتأكيداً على حقيقتها.
* مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ: لم يَضِعْ مالُ شخص ولم يَذْهبْ بسبب تصدقه منه.
* مَظْلِمَةً: ظلماً وأذى.
* فَصَبَرَ عَلَيْهَا: تحملها ولم ينتقم لنفسه بمعصية الله.
* عِزّاً: قوةً وشرفاً ورفعة في الدنيا والآخرة.
* بَابَ مَسْأَلَةٍ: طلب العطاء والصدقة من الناس مع القدرة على الكسب وعدم الضرورة.
* بَابَ فَقْرٍ: سبباً وداعياً للفقر والحاجة.
* يَخْبِطُ: يتحرك في عمله بغير هدىً ولا علم، كالأعمى الذي يضرب بعصاه في كل اتجاه.
* أَخْبَثِ الْمَنَازِلِ: أسوأ الأحوال والمراتب.
* فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ: إثمهما متساوٍ في القبح والخطورة.
ثالثاً: شرح الحديث:
يقع الحديث في جزأين رئيسيين:
الجزء الأول: الأمور الثلاثة التي أقسم عليها النبي صلى الله عليه وسلم:
1- الصدقة لا تنقص المال: هذا من أعظم التطمينات الربانية. فالمتوهم يرى أن إنفاق المال في الصدقة يُقلله، ولكن الحقيقة الإيمانية أن الله يعوضه خيراً في الدنيا بالبركة والزيادة في الرزق، وفي الآخرة بالأجر العظيم. فالضرر الوهمي يتحول إلى منفعة حقيقية. قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
2- الصبر على المظلمة يزيد العز: العبد إذا صبر على الأذى ولم ينتقم لنفسه بمعصية، فإن الله سيعوضه عزا في القلوب ورفعة في الدارين. فالعزة الحقيقية هي في طاعة الله وليس في الانتصار للنفس. صبره ليس ضعفاً، بل هو قوة إيمانية تثمر عزاً من عند الله.
3- فتح باب المسألة يفتح باب الفقر: التحذير من التسول وطلب المال من الناس مع القدرة على الكسب. من يتعود على السؤال ويجعله مهنة، فإن الله سيحرمه الكفاف ويُدخل عليه الفقر الحقيقي، لأنه استغنى عن
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل يونس بن خبّاب تكلم فيه لسوء معتقده؛ لأنه كان غاليا في تشيّعه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن ما يرويه مؤيدًا لبدعته.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف يقول: إنّ رسول الله ﷺ قال: «ثلاث والذي نفس محمد بيده، إن كنت لحالفًا عليهنّ: لا ينقص مالٌ من صدقة، فتصدَّقوا. ولا يعفو عبدٌ عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلّا رفعه الله بها عزًّا».
وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: «إلّا زاده الله بها عزًّا يوم القيامة».
ولا يفتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر».
رواه الإمام أحمد (١٥٧٤)، وأبو يعلى (٨٤٩)، والبزار -كشف الأستار (٩٢٩) - من حديث أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حدّثني قاصّ أهل فلسطين، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول (فذكره).
غير أنّ البزّار رواه من طريق يونس بن خبّاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. وخالفه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: حدّثني قاص أهل فلسطين، فذكره.
قال البزّار: وحديث أبي سلمة عن قاص أهل فلسطين، عن عبد الرحمن أصح.
وفيه رجل لم يسم وهو قاص أهل فلسطين، وبه أعلّه الهيثميّ في: مجمع الزوائد (٣/ ١٠٥).
وأما يونس بن خبّاب وهو الأسيدي مولاهم الكوفي فمختلف فيه، أكثر أهل العلم على تضعيفه؛ لأنه كان يشتم الصحابة عمومًا، وعثمان رضي الله عنه خصوصًا قال أبو داود: كان شتّام الصحابة، وقال الجوزجاني: كذاب مفترٍ.
فالضّابط فيه وفي مثله أنه إذا حدّث بحديث لا يؤيّد مذهبه، ولم يظهر كذبه وخطؤه، فيكون حديثه حسنًا. وقد صحّح الترمذي له حديثا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 110 إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو راض
- 111 من كان لنا عاملا فليكتسب زوجة وخادما ومسكنا
- 112 إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 113 صاحب المكس في النار
- 114 تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد
- 115 رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
- 116 لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل...
- 117 لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن ورجل...
- 118 لا حسد إلا في اثنتين
- 119 ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
- 120 لو كان عندي أحد ذهبًا أحببت أن لا يأتي ثلاث
- 121 ما يسُرُّني أنَّ عندي مثل أُحُدٍ هذا ذهبا
- 122 ما ظن محمد ﷺ لو لقى الله وهذه عنده
- 123 ما يسرني أن أحدا يُحول لآل محمد ذهبا أنفقه في...
- 124 قد سمعت ما قلت فيه وإني أرى أن تجعلها في...
- 125 من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب
- 126 إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا
- 127 الله يربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو...
- 128 يتلقى الله الصدقة بيده ويربيها كما يربي أحدكم فلوّه
- 129 من جمع مالًا حرامًا ثم تصدق به لم يكن له...
- 130 لا تطعموا المساكين ما لا تأكلون
- 131 يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
- 132 من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنى...
- 133 الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان
- 134 ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو...
- 135 ما نقص مال عبد من صدقة
- 136 رأيت وجه رسول الله ﷺ يتهلل كأنه مذهب
- 137 من تحامل في الصدقة فتصدق بمد
- 138 لا توعي فيوعي الله عليك
- 139 أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا...
- 140 تصدقت عائشة فقال النبي: لا تحصي فيحصى عليك
- 141 كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس
- 142 ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان
- 143 القليل الكافي خير من الكثير المشتت
- 144 البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد
- 145 «افعل ولك بها نخلة في الجنة»
- 146 كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
- 147 بعني عذقك الذي في حائط فلان
- 148 الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها؟
- 149 تصدقوا قبل أن يأتي يوم لا يقبل فيه صدقة
- 150 المال يفيض حتى يهم رب المال من يقبله صدقة
- 151 يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد من يقبلها
- 152 تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة
- 153 يأتي زمان لا يجد الرجل من يأخذ صدقته من الذهب
- 154 يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها
- 155 من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من...
- 156 إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل فيصيب المد
- 157 اتقوا النار ولو بشق تمرة
- 158 اتقاء النار ولو كانت الصدقة قليلة
- 159 اتقاء النار بنصف تمرة
معلومات عن حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
📜 حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما نقص مال عبد من صدقة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








