حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المعية والنّجوى

عن عبادة بن الصّامت قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن اللَّه عز وجل معه حيث كان».

حسن: رواه أبو نعيم في الحلية (٦/ ١٢٤)، والبيهقي في الأسماء والصّفات (٩٠٧) كلاهما من
حديث نعيم بن حمّاد، ثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن مهاجر، عن عروة بن رُويم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عبادة بن الصَّامت، فذكره.

عن عبادة بن الصّامت قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن اللَّه ﷿ معه حيث كان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحوي معانيَ جليلة في تقوية الإيمان وتثبيت اليقين. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ إِيمَانِ المَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ».

1. شرح المفردات:


● أفضل إيمان المرء: أعلى درجات الإيمان وأكملها.
● يعلم: يوقن ويجزم بهذا العلم دون شك.
● أن الله معه: أي بعلمه وسمعه وبصره وتقديره وحفظه ورقابته.
● حيث كان: في أي مكان وزمان يكون فيه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أعلى مراتب الإيمان وأكملها أن يستشعر العبد ويوقن بأن الله تعالى معه في كل أحواله؛ يراه ويسمعه ويعلم سرّه ونجواه، فيحمله هذا اليقين على مراقبة الله في الخلوات والجلوات، ويبعثه على الإخلاص والاستقامة.

3. الدروس المستفادة منه:


● تعظيم مراقبة الله: يستفاد من الحديث الحث على استحضار مراقبة الله في كل وقت وحين، مما يورث الخشية والإجلال.
● تقوية الإيمان: العلم بأن الله مع العبد يزيد الإيمان ويقويه، لأنه يربط القلب بالله مباشرة.
● الاستقامة على الطاعة: هذا الشعور يدفع العبد إلى الطاعة ويصرفه عن المعصية، لأنه يعلم أن الله مطلع عليه.
● الاطمئنان والقوة: يعطي العبد شعورًا بالأمان والقوة، لأنه يعلم أن الله معه وناصره وحافظه.
● الإخلاص في العبادة: يحث على إخلاص العمل لله وحده، لأنه يعلم أن الله يراه ولا يخفى عليه شيء.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على معية الله الخاصة بعباده المؤمنين، وهي معية تقتضي العلم والرعاية والنصرة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128].
- ليس معنى المعية أن الله مختلط بالخلق، بل هو معهم بعلمه وسمعه وبصره وقدرته، وهو فوق عرشه كما جاء في النصوص، وهو معنى قول أهل السنة: "هو معنا بعلمه، وهو فوق عرشه".
- هذا الحديث يعتبر من جوامع الكلم، حيث جمع معاني عظيمة في تقوى الله ومراقبته.
- يستحب للعبد أن يستحضر هذا المعنى في صلاته وعبادته ومعاملاته، ليكون دائم المراقبة لله.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستشعرون مراقبة الله في كل لحظة، ويعلمون أنه معهم حيث كانوا، إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو نعيم في الحلية (٦/ ١٢٤)، والبيهقي في الأسماء والصّفات (٩٠٧) كلاهما من
حديث نعيم بن حمّاد، ثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن مهاجر، عن عروة بن رُويم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عبادة بن الصَّامت، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في نعيم بن حمّاد فإنه مختلف فيه، وقد تتبّع ابنُ عدي في «الكامل» (٧/ ٢٤٨٢ - ٢٤٨٥) ما أُنكر على نعيم بن حمّاد، ولم يذكر فيها هذا الحديث وقال: «عامة ما أُنكر عليه هو هذا الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا».
وبقية رجال الإسناد بين ثقة وصدوق.
وحسّنه أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية في «العقيدة الواسطية».
وأما قول الهيثميّ في «المجمع» (١/ ٦٠): «ورواه الطبرانيّ في الأوسط والكبير، وقال: تفرّد به عثمان بن كثيره، وقال الهيثميّ: «ولم أرَ من ذكره بثقة ولا جرح».
قال الأعظمي: عثمان بن كثير وهو ابن دينار لعلّه عثمان بن سعيد بن دينار القرشيّ الحمصيّ، وهو ثقة من رجال السنن، إِلَّا أنّ المزيّ وبعده الحافظ لم يذكراه من شيوخ نعيم بن حمّاد، ولكن ذكر من شيوخ عثمان بن سعيد بن دينار (محمد بن مهاجر الأنصاريّ)، فإن كان هو عثمان بن سعيد بن دينار فهو ثقة، وإلّا فلا أعرف راويًا اسمه عثمان بن كثير بن دينار؛ ولذا ضعَّفه بعضُ أهل العلم، واللَّه تعالى أعلم.
وأمّا الحديث فقد حسَّنتُه؛ لأنّ نعيم بن حمّاد لم يأت فيه بشيء يُنكر عليه، ولم يذكره ابنُ عدي كما مضى، بل فيه ما يؤيّده ما جاء في الكتاب والسنة.
وأما المعية في قوله تعالى ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [سورة الحديد: ٤] أي هو محيط بكم علمًا وقدرةً، وتدبيرًا وسلطانًا مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه.
قال معدان عابد: سألت سفيان الثوريّ عن قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ فقال: «علمه».
وقال الضّحّاك في قوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى﴾ [سورة المجادلة: ٧] قال: «هو اللَّه عز وجل على العرش وعلمه معهم». انظر: الأسماء والصّفات (٢/ ٣٤١ - ٣٤٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: «وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إِلَّا المقارنة المطلقة، من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال، فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى. فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا. ويقال: هذا المتاع معي، لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك. فاللَّه مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة.
ثم هذه «المعية» تختلف أحكامها بحسب الموارد، فلما قال: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ منها إلى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [سورة الحديد: ٤] دلّ ظاهر الخطّاب على أن حكم هذه المعيّة ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف: أنه
معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطّاب وحقيقته.
وكذلك في قوله: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [سورة المجادلة: ٧].
ولما قال النبيّ ﷺ لصاحبه في الغار: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [سورة التوبة: ٤٠] كان هذا -أيضًا- حقًّا على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع، والنصر والتأييد.
وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [سورة النحل: ١٢٨]. وكذلك قوله لموسى وهارون: ﴿قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [سورة طه: ٤٦]. هنا المعية على ظاهرها، وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد» انتهى. انظر: «مجموع الفتاوى» (٥/ ١٠٣ - ١٠٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 391 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

  • 📜 حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب