حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ اللَّه يكلّمُ النّاسَ يوم القيامة بدون ترجمان وبدون حجاب

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ في حديث رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة وجاء فيه: «فوالذي نفسي بيده لا تضارُّون في رؤية ربِّكم إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما. قال: فيلقى العبد فيقول: أي فُلْ ألم أكرمْك، وأُسوّدْك، وأُزوّجْك، وأُسخِّر لك الخيل والإبل، وأَذرْك تَرْاسُ وتَربَعِ؟ فيقول: بلى. قال: فيقول: أفظننتَ أنَّك مُلاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنا كما نسيتني. ثم يَلقي الثاني فيقول: أيْ فُلْ ألم أكرمك، وأسودك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل، والإبل، وأذرْك ترأسُ وتربع؟ فيقول: بلى أي ربّ. فيقول: أظننتَ أنّك مُلاقي؟ فيقول: لا.
فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثم يلقي الثالث فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا ربّ آمنتُ بك وبكتابك وبرسلك وصلّيتُ وصمْتُ وتصدّقت، ويُثني بخير ما استطاع. فيقول: ههنا إذًا. قال: ثم يقال له: الآن نبعثُ شاهدَنا عليك، ويتفكّر في نفسه: من ذا الذي يشهدُ عليّ؟ ! فيُختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انْطِقي، فتنطقُ فخذه ولحمُه وعظامه، وذلك ليُعذر من نفسه. وذلك المنافق، وذلك الذي يسخطُ اللَّهُ عليه».

صحيح: رواه مسلم في كتاب الزهد والرقاق (٢٩٦٨) عن محمد بن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ في حديث رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة وجاء فيه: «فوالذي نفسي بيده لا تضارُّون في رؤية ربِّكم إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما. قال: فيلقى العبد فيقول: أي فُلْ ألم أكرمْك، وأُسوّدْك، وأُزوّجْك، وأُسخِّر لك الخيل والإبل، وأَذرْك تَرْاسُ وتَربَعِ؟ فيقول: بلى. قال: فيقول: أفظننتَ أنَّك مُلاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإنّي أنا كما نسيتني. ثم يَلقي الثاني فيقول: أيْ فُلْ ألم أكرمك، وأسودك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل، والإبل، وأذرْك ترأسُ وتربع؟ فيقول: بلى أي ربّ. فيقول: أظننتَ أنّك مُلاقي؟ فيقول: لا.
فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثم يلقي الثالث فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا ربّ آمنتُ بك وبكتابك وبرسلك وصلّيتُ وصمْتُ وتصدّقت، ويُثني بخير ما استطاع. فيقول: ههنا إذًا. قال: ثم يقال له: الآن نبعثُ شاهدَنا عليك، ويتفكّر في نفسه: من ذا الذي يشهدُ عليّ؟ ! فيُختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انْطِقي، فتنطقُ فخذه ولحمُه وعظامه، وذلك ليُعذر من نفسه. وذلك المنافق، وذلك الذي يسخطُ اللَّهُ عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يتناول مشهدًا من مشاهد القيامة، وهو مشهد لقاء العبد بربه ومحاسبته على ما قدم في دنياه. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفقًا لخطوات الطلب:

1. شرح المفردات:


● تُضارُّون: أي لا تشكون ولا تترددون، من الضرر وهو الشك والتردد.
● أي فُلْ: هي صيغة نداء وتعني يا فلان، وهي ترخيم على خلاف القياس وتعني "يا فلان"، وهي صيغة تُستخدم عند وقوف العبد بين يدي الله تعالى للحساب، فيذكّره الله بنعمه الظاهرة والباطنة عليه في الدنيا، مثل الخلق والسمع والبصر والزواج والريادة والسعة في العيش، ليُقرّ العبد بنِعَم الله عليه، ثم يُوبيّخ على نسيانه لقاء ربه.
● تُسوِّدك: أي أجعل لك سيادة ورفعة بين الناس.
● تُزوِّجك: أي أمكنك من الزواج وأعنتك عليه.
● تُسخِّر لك الخيل والإبل: أي سخرت لك الدواب والمركوبات التي تُستخدم في الركوب والغنى.
● تَرَاسُ وتَربَع: أي تكون رئيسًا ذا سلطان، وتعيش في رفاهية ونعيم.
● مُلاقي: أي ملاقي الله يوم القيامة.
● يُثني بخير ما استطاع: يذكر من أعمال الخير ما يقدر عليه.
● يُختم على فيه: أي يُغلق فمه فلا يستطيع الكلام.
● فخذه ولحمه وعظامه: أعضاء جسده.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف النبي صلى الله عليه وسلم مشهدًا يوم القيامة حيث يرى المؤمنون ربهم رؤية حقيقية بدون شك أو تردد، ثم يُعرض العبد على الله للحساب. فيذكر الله تعالى نعمه عليه في الدنيا من تكريم وسيادة وزواج ومال وسلطان، فيقر العبد بذلك. ثم يسأله الله: هل ظننت أنك ملاقي؟ فيجيب بالنفي، فيقول الله: فكما نسيتني في الدنيا، أنساك اليوم.
ثم يمر بعبد آخر فيحاوره بنفس الحوار، ثم يمر بالثالث الذي يذكر إيمانه وأعماله الصالحة، فيُقال له: الآن سنشهد عليك، فيتفكر في نفسه: من الذي يشهد علي؟ فيُختم على فمه، وتشهد عليه جوارحه (فخذه ولحمه وعظامه) بما عمل، وهذا هو المنافق الذي يسخط الله عليه.

3. الدروس المستفادة منه:


● اليقين بلقاء الله: الحديث يذكر أن بعض الناس ينسون لقاء الله ويغفلون عنه في الدنيا، فيجازيهم الله بنسيانهم يوم القيامة.
● شكر النعم: النعم التي أنعم الله بها على العبد يجب أن تُستخدم في طاعته، وإلا كانت حجة عليه.
● حقيقة الإيمان: الإيمان ليس بالادعاء فقط، بل بالعمل الصالح واليقين بلقاء الله.
● شهادة الجوارح: الجوارح تشهد على العبد يوم القيامة بما عمل، فلا يُغفل عن شيء.
● التحذير من النفاق: المنافق الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر سيكشف أمره يوم القيامة وتشهد عليه جوارحه.
● العدل الإلهي: الله تعالى يحاسب كل عبد بعدل، ويذكرهم بنعمه ليكون الحساب واضحًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من حديث أطول عن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وهو من الأحاديث التي تُثبت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة.
- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأهوال يوم القيامة.
- فيه بيان أن نسيان لقاء الله في الدنيا يؤدي إلى نسيان الله للعبد في الآخرة، وهو من أشد العقوبات.
- شهادة الجوارح على العبد يوم القيامة مذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24].
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يذكرون لقاءه ويستعدون له بالعمل الصالح، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الزهد والرقاق (٢٩٦٨) عن محمد بن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
إنّ اللَّه عز وجل يكلّم المؤمنين والمنافقين يوم القيامة بلا ترجمان بينه وبينهم، إذ من غير جائز أن يقول غير اللَّه لبعض عباده أو تجميعهم: «أنا ربُّكم» ولا يقول: «أنا ربُّكم» غير اللَّه، إلّا أنّ اللَّه تعالى يكلّم المنافقين على غير المعنى الذي يكلّم المؤمنين فيكلّم المنافقين على معنى التوبيخ والتقرير، ويكلّم المؤمنين ويبشرهم بما لهم عند اللَّه عز وجل كلام أوليائه وأهل طاعته. انظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ٣٤٧).
وقوله: «فُلْ» أي فلان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 380 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

  • 📜 حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي فل ألم أكرمك، وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب