حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الاستحياء

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه رحيم حييّ كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرًا».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٤٩٧) عن أبي عبد اللَّه الصفّار، ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، ثنا بشر بن الوليد القاضي، ثنا عامر بن يساف، عن حفص بن عمر بن عبد اللَّه بن أبي طلحة الأنصاريّ، قال:
حدثني أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه رحيم حييّ كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه معنى جليل من معاني رحمة الله تعالى وكرَمه، وإليك شرحه على النحو التالي:

أولاً. تخريج الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وابن ماجه في سننه، والحاكم في مستدركه، وغيرهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وصححه عدد من أهل العلم.


ثانياً. شرح المفردات:


● رَحِيمٌ: صيغة مبالغة من الرحمة، أي كثير الرحمة بعباده.
● حَيِيٌّ: الذي له حياءٌ عظيم، وهو صفة كمال لله تعالى تليق بجلاله.
● كَرِيمٌ: الكثير الخير والعطاء، الذي لا يبخل ولا يمن.
● يَسْتَحْيِي: يأخذ الحياء، أي يتصف بالحياء في تعامله مع عبده.
● أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ: أن يبسط عبده يديه بالدعاء وسؤاله.
● أَنْ لا يَضَعَ فِيهِمَا خَيْرًا: أن يردهما خاليتين من الإجابة والعطاء.


ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى، الذي اتصف بالرحمة الواسعة والحياء الكامل والكرم العظيم، يأنف ويستحي من عبده المؤمن إذا ما رفع يديه إليه متضرعاً طالباً حاجته، أن يردهما صفراً خاليتين من الخير والعطاء والإجابة. فهو سبحانه يكرم عبده ويستجيب له، أو يعوضه خيراً مما سأل في الدنيا والآخرة، أو يصرف عنه شراً، أو يدخر له أجراً عظيماً، وذلك من كرمه وجوده ورحمته.


رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- إثبات صفة الحياء لله تعالى: على الوجه اللائق بجلاله وكماله، وهو حياء كرمٍ وجودٍ وبرٍّ، لا يشبه حياء المخلوقين القائم على النقص.
2- سعة رحمة الله وكرمه وجوده: فالله جل جلاله لا يخيب من سأله ولا يرد من قصده، بل هو أكرم الأكرمين.
3- الحث على الدعاء ورفع اليدين فيه: فالحديث يحفز العبد على الإكثار من الدعاء مع رفع اليدين، لأنه يرجى فيه القبول والإجابة، ولا سيما في مواطن الإجابة المعروفة.
4- طمأنينة قلب المؤمن: فالمسلم يعلم أن ربه كريم لا يخيب من دعاه، مما يملأ قلبه ثقةً بالله ورجاءً فيه.
5- أن للإجابة صوراً متعددة: فإما أن يعجل الله الدعوة، أو يدخر لصاحبها أجراً أعظم، أو يدفع عنه من السوء ما هو أعظم. فليس عدم حصول المطلوب بعينه دليلاً على عدم القبول.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأدلة على علو الله تعالى واستوائه على عرشه، حيث إن رفع الأيدي إليه يدل على علوه وفوقيته سبحانه.
- ينبغي للعبد أن يحرص على أسباب الإجابة، من حسن الظن بالله، والإلحاح في الدعاء، وتجنب أكل الحرام، واختيار أوقات الفضيل كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة.
- هذا الكرم والحياء من الله تعالى خاص بعباده المؤمنين الملتزمين بطاعته، أما المعرضون العصاة فقد يحرمون هذا الكرم لحكمة يعلمها الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين إذا رفعوا أيديهم إليه لم يردها خائبتين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٤٩٧) عن أبي عبد اللَّه الصفّار، ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، ثنا بشر بن الوليد القاضي، ثنا عامر بن يساف، عن حفص بن عمر بن عبد اللَّه بن أبي طلحة الأنصاريّ، قال:
حدثني أنس بن مالك، فذكره.
صحّحه الحاكم، وتعقّبه الذهبي فقال: «عامر ذو مناكير».
قال الأعظمي: وهو تبع في ذلك ابن عدي، فإنه قال: «منكر الحديث من الثقات«ثم قال: «ومع ضعفه يكتب حديثه». وهذا هو الصحيح، فقد نقل الحافظ ابن حجر في: لسان الميزان«عن أبي داود أنه قال: ليس به بأس رجل صالح، وقال العجليّ: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال الدوريّ عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات». انتهى.
فمثله يحسّن حديثه وخاصة في الشواهد وللحديث طرق أخرى إلّا أنها ضعيفة منها ما أخرجه عبد الرزاق (١٩٦٤٨)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (١٣٨٦) عن معمر، عن أبان، عن أنس، فذكر الحديث ولفظه: «إنّ ربّكَم حييُّ كريم يستحيي إذا رفع العبد إليه يده أن يردّهما صِفْرًا حتى يجعل فيهما خيرًا».
وأبان هو ابن أبي عياش فيروز البصريّ، جمهور أهل العلم على تضعيفه بل قال فيه الإمام أحمد والنسائي والدارقطني: «متروك الحديث».
وفي الباب عن جابر بن عبد اللَّه، مثله.
رواه أبو يعلى (١٨٦٧) عن عبيد اللَّه بن معاذ قال: ذكر أبي، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه ابن عدي في «الكامل» (٧/ ٢٦١٣) وقال: قال عبيد اللَّه: ولم أسمعه من أبي.
وقال: سمعت ابن حماد يقول: يوسف بن محمد بن المنكدر متروك الحديث، أظنّه ذكره عن النسائيّ. انتهى
قال الأعظمي: يوسف بن محمد بن المنكدر هذا أكثر أهل العلم على تضعيفه، وكان أبو زرعة حسن الرأي فيه فقال: صالح، وهو كما قال، ولكنه غفل عن حفظ الحديث فضُعِّف لذلك، كما أنّ في الاسناد انقطاعًا، فإن عبيد اللَّه بن معاذ يقول: لم أسمعه من أبي.
وفي الباب أيضًا عن ابن عمر. رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢/ ٤٢٣)، وفيه الجارود بن يزيد متهم بالكذب، وبه أعلّه الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ١٦٩).
وعن علي بن أبي طالب، وفيه يحيى بن عنبسة وهو ضعيف.
ومن طريقه أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد، إليه عزاه المتقي الهندي في كنز العمال (٢/ ٨٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 363 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

  • 📜 حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب