حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات الفرح للَّه ﷿

عن الحارث بن سويد قال: حدّثنا عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- حديثين أحدهما عن النبيّ ﷺ، والآخر عن نفسه، قال (يعني ابن مسعود): إنّ المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا، - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه. ثم قال (يعني ابن مسعود عن النبيّ): «للَّهُ أفرحُ بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل منزلًا وبه مَهْلكةٌ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبتْ راحلتُه، حتى اشتدّ عليه الحرُّ والعطش أو ما شاء اللَّه، قال: أرجعُ إلى مكاني، فرجع فنام
نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الدّعوات (٦٣٠٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٤٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم بنحوه.

عن الحارث بن سويد قال: حدّثنا عبد اللَّه -يعني ابن مسعود- حديثين أحدهما عن النبيّ ﷺ، والآخر عن نفسه، قال (يعني ابن مسعود): إنّ المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا، - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه. ثم قال (يعني ابن مسعود عن النبيّ): «للَّهُ أفرحُ بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل منزلًا وبه مَهْلكةٌ، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبتْ راحلتُه، حتى اشتدّ عليه الحرُّ والعطش أو ما شاء اللَّه، قال: أرجعُ إلى مكاني، فرجع فنام
نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم يجمع بين بيان حال المؤمن وحال الفاجر مع الذنوب، ويختم ببيان فرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● الفاجر: هو العاصي المصر على المعصية، الذي استهان بأمر الله.
● مهلكة: مكان هلاك أو خطر شديد، كصحراء قاحلة لا ماء فيها ولا طعام.
● راحلته: دابته التي يحمل عليها متاعه وزاده، كالجمل أو الحمار.
● فقال به هكذا: أي حرك يده لطرد الذباب عن أنفه استهانة به.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


ينقسم الحديث إلى جزأين:
1- الجزء الأول (من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه):
● حال المؤمن: يرى المؤمن ذنوبه مهما صغرت عظيمة وكبيرة، كجبل يهدده بالسقوط عليه، فيخاف منها ويخشى عاقبتها، وهذا دليل على إيمانه ويقظته ومراقبته لربه. هذا الخوف هو الذي يدفعه للتوبة والاستغفار والإنابة.
● حال الفاجر: يرى الفاجر ذنوبه كثيرة كما هي في الواقع، لكنه يستهين بها ولا يبالي بها، كذباب مر على أنفه فطرده بيسر وسهولة دون اكتراث. هذه الاستهانة هي من علامات قسوة القلب وخطر العاقبة.
2- الجزء الثاني (المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم):
- يضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً يبين فيه شدة فرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن عندما يرجع إليه ويندم على ما فعل.
- التمثيل: كرجل كان في سفر في صحراء موحشة، ومعه دابته التي تحمل طعامه وشرابه (وهي سبب نجاته من الهلاك). ثم نام ففقد دابته، فلما استيقظ وجد نفسه في خطر الموت عطشاً وجوعاً، ويئس من العثور عليها. ثم عاد إلى مكان نومه يائساً ليموت، فإذا بدابته قد عادت إليه بكل ما معها من رزق وأمل. فكان فرحه بها فرحاً عظيماً لا يوصف.
- ففرح الله بتوبة عبده أشد من فرح هذا الرجل براحلته التي أنقذته من الهلاك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الفرق بين نظرية المؤمن والفاجر إلى الذنب: المؤمن يرى الذنب كبيراً مهما صغر، والفاجر يستصغر الذنب مهما كبر. وهذا من الفقه في الدين.
2- خوف المؤمن من الذنوب علامة على صحة الإيمان: الخوف من الذنب والاستعداد للتوبة منه من أعظم علامات الإيمان وحسن الخاتمة.
3- التحذير من الاستهانة بالذنوب: الاستهانة بالمعاصي من صفات الفجار وهي تدل على ضعف الإيمان وقسوة القلب، وقد تورد صاحبها المهالك.
4- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يبعث على الأمل والتفاؤل، ويبين أن فرح الله بتوبة عبده أعظم من أي فرح يمكن أن يتصوره الإنسان. فالباب مفتوح للتائبين.
5- الحث على التوبة والرجوع إلى الله: لا ينبغي لابن آدم أن يقنط من رحمة الله مهما عظمت ذنوبه، فالله أفرح بتوبته من ذلك الرجل براحلته.
6- تفضيل الله للمؤمن: الحديث خص التوبة بعبد "مؤمن"، مما يدل على أن هذه الفرحة العظيمة تكون للتائب الذي يحمل في قلبه صدق الإيمان ورجاء الرحمن.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع بين الترهيب (من خلال بيان حال الفاجر) والترغيب (من خلال بيان فرح الله بالتوبة).
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله والرجاء فيه، فيخاف من ذنوبه ولا يستهين بها، وفي نفس الوقت يرجو رحمة الله ومغفرته إذا تاب.
- القصة الواردة في الحديث تسمى "قصة التمثيل"، وهي من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التعليمية البليغة لتقريب المعاني العظيمة إلى أذهان الناس.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يخافون من ذنوبهم، ويرجعون إلى ربهم، وأن يتقبل توبتنا إنه هو التواب الرحيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الدّعوات (٦٣٠٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٤٤) كلاهما من حديث الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم بنحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 355 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

  • 📜 حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمن يرى ذنوبه كجبل يخاف أن يقع عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب