حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ أحدًا لن يرى اللَّه ﷿ حتّى يموت

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [سورة النجم: ١١] قال: رأى رسولُ اللَّه ﷺ جبريل في حُلّة من رفرفٍ، قد ملأ ما بين السّماء والأرض.

حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٨٣)، وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان في صحيحه (٥٩)، والحاكم (٢/ ٤٦٨ - ٤٦٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٢٠) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [سورة النجم: ١١] قال: رأى رسولُ اللَّه ﷺ جبريل في حُلّة من رفرفٍ، قد ملأ ما بين السّماء والأرض.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على حرصك على فهم حديث رسول الله ﷺ. سأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد اللَّه بن مسعود قال في قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [النجم: 11] قال: "رأى رسولُ اللَّه ﷺ جبريل في حُلّة من رفرفٍ، قد ملأ ما بين السّماء والأرض".

1. شرح المفردات:


● مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى: أي ما كذب قلب النبي ﷺ ما رأته عيناه.
● حُلّة: ثوبان من نوع واحد، إزار ورداء.
● رَفْرَفٍ: نوع من الحرير الأخضر الفاخر، أو ما امتد وطال من الثياب الفاخرة. وقيل: هو الحرير المنسوج بالذهب.
● مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض:形容 ضخامة حجم جبريل عليه السلام وهيئته المهيبة عندما تجلى في صورته الحقيقية.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يشرح لنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذه الآية الكريمة من سورة النجم، والتي تتحدث عن حادثة عظيمة وهي رؤية النبي ﷺ لجبريل عليه السلام على حقيقته التي خلقه الله عليها، وذلك خلال حادثة الإسراء والمعراج.
فقد رأى النبي ﷺ جبريل عليه السلام في هيئته الملائكية الأصلية، مرتدياً حلة فاخرة من حرير أخضر (الرفرف)، وكان حجمه عظيماً جداً حتى أنه ملأ ما بين السماء والأرض بعظمته وجلاله. وهذه الرؤية كانت رؤية حقيقية بعينيه الشريفتين، ولم يكن فيها وَهْم أو خيال، وصدقها قلبه ﷺ تصديقاً كاملاً، فلم ينكرها أو يشك فيها.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● عظمة خلق الله: يذكرنا هذا الحديث بعظمة مخلوقات الله تعالى، فجبريل عليه السلام هو ملك عظيم من أعظم ملائكة الله.
● تصديق النبي ﷺ: يؤكد على صدق نبوة محمد ﷺ وأن ما جاء به هو حق، فقد شاهد بعينيه من دلائل القدرة الإلهية ما يقطع الشك باليقين.
● قوة إيمان النبي ﷺ: تحمل النبي ﷺ مشاهدته لهذا المنظر المهيب بقلب ثابت موقن، وهو درس في قوة الإيمان والثقة بالله.
● تفضيل جبريل عليه السلام: فيه دلالة على مكانة جبريل عليه السلام وهو أمين الوحي عند الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله.
- هذه الرؤية كانت للمرة الثانية التي يرى فيها النبي ﷺ جبريل على هيئته الحقيقية. أما المرة الأولى فكانت عند نزول الوحي أول مرة في غار حراء.
- أهل السنة والجماعة يؤمنون بجميع صفات الملائكة كما وردت في النصوص دون تحريف أو تكييف، ويؤمنون بأن جبريل عليه السلام قد رآه النبي ﷺ على حقيقته.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٢٨٣)، وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان في صحيحه (٥٩)، والحاكم (٢/ ٤٦٨ - ٤٦٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٢٠) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وقال الحاكم: «على شرط الشيخين».
قال ابن حبان في صحيحه (١/ ٢٥٧) بعد أن أخرج حديث ابن مسعود: «قد أمر اللَّه تعالى جبريل ليلة الإسراء أن يعلّم محمدًا ﷺ ما يجب أن يَعْلمه قال: ﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾ [سورة النجم: ٥ - ٧] بريد به جبريل، ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾ [سورة النجم: ٨] يريد به جبريل، ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [سورة النجم: ٩] بريد به جبريل، ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [سورة النجم: ١٠] بجبريل، ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ [سورة النجم: ١١] يريد به ربّه بقلبه في ذلك الموضع الشَّريف، ورأى جبريل في حُلّة من ياقوت قد ملأ ما بين السّماء والأرض على ما في خبر ابن مسعود» انتهى.
والتفسير الصحيح عن عائشة، وابن مسعود، وأبي هريرة في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ
قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [سورة النجم: ٨ - ٩] بأنه جبريل عليه السلام فإنه دنا من محمد ﷺ فتدلَّى أي فقرب منه، وقال بعضهم: فيه تقديم وتأخير أي تدلّى ودنا.
وأمّا ما رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥١٧)، ومسلم في الإيمان (١٦٢) كلاهما من طريق شريك بن عبد اللَّه أنه قال: سمعت ابن مالك يقول (فذكر قصة الإسراء بطولها) وقال فيه: «حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبّارُ ربُّ العزّة فتدلّى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى» هذا لفظ البخاريّ، وأمّا مسلم فلم يسق لفظه كاملًا، وإنّما أحال على رواية ثابت البنانيّ وقال: «وقدَّم فيه شيئًا وأخّر، وزاد ونقص».
لقد فطن مسلمٌ رحمه اللَّه تعالى لما وقع من شريك بن عبد اللَّه مخالفة لجمهور أهل العلم الذين قالوا في تفسير قوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾ أي جبريل عليه السلام كما سبق، فلم يذكر لفظه كاملًا.
وأمّا البخاريّ ﵀ فسانه كما سمعه ولم يشأ أن يحذف منه شيئًا. وقد قال أهل العلم: هذا مما أخطأ فيه شريك بن عبد اللَّه وهو ابن أبي نمر وصفه ابن حجر في «التقريب» بأنه «صدوق يخطئ».
وقال البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٢/ ٣٥٧) بعد إخراج هذا الحديث وعزوه للبخاريّ: «ورواه مسلم عن هارون بن سعيد الأيليّ عن ابن وهب، ولم يسق متنه، وأحال به على رواية ثابت عن أنس رضي الله عنه، وليس في رواية ثابت عن أنس لفظ الدّنو والتدلي، ولا لفظ المكان، وروى حديث المعراج ابن شهاب الزهريّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن أبي ذر، وقتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة، ليس في حديث واحد منهما شيء من ذلك، وقد ذكر شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر في روايته هذه ما يستدل به على أنه لم يحفظ الحديث كما ينبغي له من نسيانه ما حفظه غيره، ومن مخالفته في مقامات الأنبياء الذين رآهم في السماء من هو أحفظ منه. وقال في آخر الحديث: «فاستيقظ وهو في المسجد«، ومعراج النبيّ ﷺ كان رؤية عين، وإنَّما شقّ صدره كان وهو ﷺ بين النائم واليقظان. ثم إنّ هذه القصّة بطولها إنّما هي حكاية حكاها شريك عن أنس بن مالك رضي الله عنه من تلقاء نفسه، لم يعزها إلى رسول اللَّه ﷺ، ولا رواها عنه، ولا أضافها إلى قوله، وقد خالفه فيما تفرّد به منها عبد اللَّه بن مسعود وعائشة وأبو هريرة ﵃، وهم أحفظ وأكبر وأكثر.
وروت عائشة وابن مسعود ﵄ عن النبيّ ﷺ ما دلّ على أنّ قوله ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ المراد به جبريل ﵊ في صورته التي خُلق عليها» انتهى.
وقال في «دلائل النّبوة» (٢/ ٣٨٥): «وفي حديث شريك زيادة تفرّد بها على مذهب من زعم أنه ﷺ رأى ربَّه عز وجل، وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤية جبريل عليه السلام أصح».
قال ابن كثير في «تفسيره»: «وهذا الذي قاله البيهقيّ رحمه اللَّه تعالى في هذه المسألة هو الحقّ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 404 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

  • 📜 حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رأى رسول الله جبريل في حلة من رفرف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب