حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سبب النّهي عن صوم يوم الجمعة لأنّه يوم عيد

عن أبي الأوبر، قال: كنت قاعدًا عند أبي هريرة إذ جاءه رجل، فقال: إنّك نهيت النّاس عن صيام يوم الجمعة؟ قال: ما نهيتُ الناس أن يصوموا يوم الجمعة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تصوموا يوم الجمعة فإنه يوم عيد إلا أن تصلوه بأيام».

حسن: رواه أحمد (٨٧٧٣)، وابن حبان (٣٦١٠)، وعبد الرزاق (٧٨٠٦) كلهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من بني الحارث بن كعب، يقال له: أبو الأوبر، فذكره.

عن أبي الأوبر، قال: كنت قاعدًا عند أبي هريرة إذ جاءه رجل، فقال: إنّك نهيت النّاس عن صيام يوم الجمعة؟ قال: ما نهيتُ الناس أن يصوموا يوم الجمعة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تصوموا يوم الجمعة فإنه يوم عيد إلا أن تصلوه بأيام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي الأوبر، قال: كنت قاعدًا عند أبي هريرة إذ جاءه رجل، فقال: إنّك نهيت النّاس عن صيام يوم الجمعة؟ قال: ما نهيتُ الناس أن يصوموا يوم الجمعة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تصوموا يوم الجمعة فإنه يوم عيد إلا أن تصلوه بأيام».

1. شرح المفردات:


● أبو الأوبر: هو راوي الحديث، وهو تابعي جليل.
● أبو هريرة: صحابي جليل، أكثر الصحابة رواية للحديث.
● نهيت: منعتَ وحرمتَ.
● يوم الجمعة: اليوم السابع من الأسبوع، وهو يوم عيد للمسلمين.
● يوم عيد: يوم فرح وسرور، وله مكانة خاصة.
● تصلوه بأيام: أي تصوموا يومًا قبله (الخميس) أو يومًا بعده (السبت)، أو تربطوه بصيام نافلة أخرى.

2. شرح الحديث:


يخبر أبو الأوبر أنه كان جالسًا مع أبي هريرة رضي الله عنه، فجاءه رجل وسأله: أأنت الذي نهيت الناس عن صيام يوم الجمعة؟ فرد أبو هريرة قائلًا: لم أنهَ الناس عن صيامه مطلقًا، بل سمعت النبي ﷺ ينهى عن إفراده بالصيام، لأنه يوم عيد للمسلمين، يجتمعون فيه للصلاة والذكر، فيكره أن يصومه المسلم منفردًا دون أن يصوم يومًا قبله أو بعده.
والحكمة من النهي عن إفراده بالصيام:
- لأنه يوم عيد أسبوعي للمسلمين، فيستحب أن يكون يوم فرح وسعة، لا يوم جوع وعطش.
- لئلا يضعف الصائم عن أداء صلاة الجمعة والإنصات للخطبة.
- لئلا يشق على نفسه أو يظهر بصورة التعبُّد الزائد الذي لم يشرعه الله.
والاستثناء في قوله: «إلا أن تصلوه بأيام» يعني:
- أن يصوم يوم الخميس والجمعة معًا.
- أو يوم الجمعة والسبت معًا.
- أو أن يكون صومه ضمن صيام أيام متتابعة (كصيام الدهر أو صيام أيام البيض).

3. الدروس المستفادة:


- وجوب التثبت في نقل الأحكام الشرعية وعدم التسرع في نسبة الأقوال إلى العلماء.
- حرص الصحابة على تبليغ السنة بدقة وبيان ما يشكل على الناس.
- يوم الجمعة له مكانة عظيمة في الإسلام، فيستحب الإكثار من الطاعات فيه، ولكن مع مراعاة الأدب في صيامه.
- الجمع بين النفل والفرض من محاسن الشريعة، حيث رُخِّص في صيام الجمعة إذا قُورن بيوم آخر.
- النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام نهي كراهة تنزيهية وليس تحريمًا، كما ذهب إليه جمهور العلماء.

4. معلومات إضافية:


- حكم صيام يوم الجمعة منفردًا: مكروه عند الجمهور (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة)، إلا إذا وافق عادةً له (كأن يصوم يومًا ويفطر يومًا فوافق الجمعة) أو وافق يوم عرفة أو عاشوراء، فيجوز.
- من صام يوم الجمعة منفردًا دون قصد إفراده، فصيامه صحيح ولكن خالف الأولى.
- يستحب الإكثار من الدعاء والذكر وقراءة القرآن يوم الجمعة، خاصة في ساعة الإجابة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٧٧٣)، وابن حبان (٣٦١٠)، وعبد الرزاق (٧٨٠٦) كلهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من بني الحارث بن كعب، يقال له: أبو الأوبر، فذكره. واللفظ لابن حبان.
وإسناده حسن من أجل أبي الأوبر، وترجمته في «التعجيل» في ترجمة زياد الحارثي، كما سماه النسائيّ والدولابي وأبو أحمد وغيرهم.
ووثقه ابن معين، وابن حبان، وصحح حديثه، وقد جزم الحسيني بأنه معروف، ولكنه مشهور بكنيته أكثر من اسمه.
وفيه أيضًا ما رُوي عن أبي هريرة، مرفوعًا: «يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلا أن تصوموا قبله أو بعده».
رواه الإمام أحمد (٨٠٢٥)، وابن خزيمة (٢١٦١، ٢١٦٦)، والحاكم (١/ ٤٣٧)، والبزار -كشف الأستار (١٠٦٩) - كلّهم من طريق أبي بشر، عن عامر بن لُدين الأشعري، عن أبي هريرة، فذكره.
وأبو بشر لم يعرف اسمه وهو مجهول، كما قال الذهبي متعقبًا الحاكم في قوله: «صحيح الإسناد إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه، وليس ببيان بن بشر، ولا بجعفر بن أبي وحشية».
وعامر بن لُدين لم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 251 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

  • 📜 حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصلوه بأيام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب