حديث: الأسودان التمر والماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في الهبة

عن عائشة قالت لعروة: يا ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقِدت في أبيات رسول اللَّه ﷺ نار. فقلت: يا خالة، ما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول اللَّه ﷺ من ألبانهم فيسقينا.

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٥٦٧)، ومسلم في الزهد (٢٩٧٢) كلاهما من حديث عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت لعروة: يا ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقِدت في أبيات رسول اللَّه ﷺ نار. فقلت: يا خالة، ما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول اللَّه ﷺ جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول اللَّه ﷺ من ألبانهم فيسقينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يروي لنا جانبًا من سيرة النبي ﷺ وحياة بيته الطاهر، يرويه لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لابن أختها عروة بن الزبير، فدعونا نتفقه فيه:
1. شرح المفردات:
● لننظر إلى الهلال ثم الهلال: أي كنا نترقب ظهور الهلال ثم الذي يليه.
● ثلاثة أهلة في شهرين: أي مرت ثلاثة أشهر قمرية.
● ما أوقدت نار: لم تُشعل نار للطبخ.
● ما كان يعيشكم؟: ما كان قوتكم الذي تعيشون به؟
● الأسودان: التمر والماء، وسُميا بذلك لغلبة لونهما.
● منائح: إناث الإبل أو الغنم التي يُحلب لبنها للغير.
● يمنحون: يعطون من ألبانها.
2. شرح الحديث:
تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حال بيت النبوة وما كان عليه من الزهد والتقشف، حيث مرت ثلاثة أشهر كاملة (شهران بثلاثة أهلة لأن الشهر قد يكون 29 يومًا) دون أن يوقد في بيوت النبي ﷺ نار للطبخ، مما يعني عدم طهي أي طعام طوال هذه المدة.
ولما استغرب عروة من هذا وسأل: "فكيف كنتم تعيشون؟" أجابته بأن قوتهم كان مقتصرًا على التمر والماء فقط، لكنها استدركت بذكر نعمة من الله حيث كان لجيران النبي ﷺ من الأنصار أغنام أو إبل يحلبونها، فكانوا يهدون من ألبانها إلى رسول الله ﷺ فيشربها ويُسقي أهل بيته، فكانت زيادة بركة في رزقهم.
3. الدروس المستفادة:
● الزهد في الدنيا: فقد كان النبي ﷺ وأهل بيته في أعلى درجة من الزهد والقناعة، مع أن الدنيا كانت تُقَدّم له لو أراد.
● الصبر على الشدة: تحملهم للجوع والفقر مع الصبر والرضا بقضاء الله.
● التواضع: فمع كونه رسول الله وخير الخلق، كان يعيش بأبسط ما يعيش به عامة الناس.
● فضل الأنصار: وجدانهم وحبهم للنبي ﷺ وحرصهم على خدمته وإكرامه.
● القناعة بما قسم الله: فالتمر والماء كانا كافيين لهم، مع شكر الله على نعمة اللبن حين يأتي.
● التعاون والتكافل: حيث كان جيران النبي ﷺ يشاركونه بما عندهم.
4. فوائد إضافية:
- الحديث يدل على أن التمر والماء يكفيان لقوت الإنسان وحفظ صحته.
- جواز قبول الهدية من الجيران والأصدقاء، بل استحباب ذلك لإدخال السرور عليهم.
- بيان ما كان عليه السلف الصالح من قوة التحمل وقلة الترفع في المطعم والمشرب.
فينبغي للمسلم أن يتأمل في هذا الحديث ليقتدي بنبيه ﷺ في زهده وصبره وشكره، وأن يعلم أن الدنيا دار اختبار وليست دار نعيم دائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٥٦٧)، ومسلم في الزهد (٢٩٧٢) كلاهما من حديث عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأسودان التمر والماء

  • 📜 حديث: الأسودان التمر والماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأسودان التمر والماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأسودان التمر والماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأسودان التمر والماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب