حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول القليل من الهبة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت».

صحيح: رواه البخاري في الهبة (٢٥٦٨) عن محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه، عن النبي ﷺ قال: «لو دُعِيتُ إلى ذراع أو كُراع لأجبت، ولو أُهدي إليَّ ذراع أو كُراع لقبلت»، حديث عظيم فيه جملة من الفوائد والآداب الشرعية.

أولا:

شرح المفردات:
● دُعِيت: أي طُلِب مني الحضور إلى وليمة أو طعام.
● ذِراع: جزء من لحم الشاة، وهو ما بين المرفق والكتف.
● كُراع: جزء من لحم الشاة أيضًا، وهو ما بين الركبة والقدم (الظلف).
● لأجبت: أي لبَّيت الدعوة وحضرت.
● أُهدي إليَّ: أي قُدِّم لي هدية ولو كانت قليلة.
● لقبلت: أي قبلت هذه الهدية وشكرت عليها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث تواضعه العظيم وحسن خلقه، حيث أنه لو دُعي إلى طعام ولو كان قليلًا أو بسيطًا مثل قطعة لحم (ذراع أو كُراع) فإنه يستجيب للدعوة ويحضر، ولو أُهدي إليه مثل هذه الهدية البسيطة فإنه يقبلها ولا يستنكف عنها. وهذا من كمال أدبه ﷺ وعدم تكبّره على الناس، بل يقدر مشاعرهم ويحترمهم ويراعي قلوبهم، حتى لو كانت الهدية أو الدعوة بسيطة.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التواضع وخفض الجناح للمؤمنين: فالنبي ﷺ وهو سيد الخلق وأشرفهم لم يستنكف من قبول الدعوة أو الهدية ولو كانت قليلة، فكيف بغيره؟
2- تقوية أواصر المحبة والألفة: بقبول الدعوة والهدية ولو كانت صغيرة، فإن ذلك يدخل السرور على قلب المسلم ويقوي الروابط الاجتماعية.
3- عدم النظر إلى قدر الهدية أو الدعوة، بل إلى معناها: فالقصد هو إكرام الضيف وإظهار المودة، وليس قيمة ما يُقدَّم.
4- التيسير على الناس وعدم التكلف: فالنبي ﷺ لم يشترط طعامًا فاخرًا أو هدية ثمينة، بل رضي بما يُقدَّم له ولو كان بسيطًا.
5- الحث على إجابة الدعوة وقبول الهدية: إذا كانت من شخص مسلم ولم تكن هناك مفسدة شرعية.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الآداب الشرعية" و"التواضع" و"قبول الهدية".
- ينبغي للمسلم أن يتأسى بالنبي ﷺ في التواضع وحسن التعامل مع الناس، وعدم احتقار أي معروفٍ يُقدَّم له.
- ليس المقصود من الحديث الحث على الدعوة إلى طعام قليل لا يكفي المدعوين، بل المقصود بيان تواضعه ﷺ حتى مع قلة الشيء.
- ينبغي قبول الهدية وشكر المهدي، كما قال ﷺ: «تَهَادُوا تَحَابُّوا».
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتأسون بنبيهم ﷺ في حسن خلقه وتواضعه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٥٦٨) عن محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فذكره.
وقوله: «كراع» هو من الإنسان ما دون الركبة إلى الكعب، ومن البقر والغنم المستدق الساق
العاري من اللحم وهو المعروف اليوم بالمقادم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

  • 📜 حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب