حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول هدايا المسلمين

عن أنس بن مالك قال: أنفجنا أرنبا بمر الظهران، فسعى القوم، فلغبوا، فأدركتها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها، وبعث بها إلى رسول اللَّه ﷺ بوركها أو فخذيها. -قال: فخذيها، لا شك فيه- فقبله. قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه، ثم قال بعدُ: قَبِله. (أي لم يأكل منه).

متفق عليه: رواه البخاري في الهبة (٢٥٧٢)، ومسلم في كتاب الصيد (١٩٥٣) كلاهما من حديث شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: أنفجنا أرنبا بمر الظهران، فسعى القوم، فلغبوا، فأدركتها، فأخذتها، فأتيت بها أبا طلحة، فذبحها، وبعث بها إلى رسول اللَّه ﷺ بوركها أو فخذيها. -قال: فخذيها، لا شك فيه- فقبله. قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه، ثم قال بعدُ: قَبِله. (أي لم يأكل منه).

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه قصة عجيبة تحمل العديد من الفوائد والعبر.

أولاً. شرح المفردات:


● أنفجنا: أي طردنا وأثرنا الأرنب من جحرها أو مكمنها.
● مر الظهران: اسم موضع قرب مكة المكرمة.
● فلغبوا: أي تعبوا وأعيوا من شدة السعي وراءها.
● فأدركتها: أي أمسكت بها وسبقتهم إليها.
● بوركها أو فخذيها: أي بجزء منها فيه بركة، وهو الفخذ.
● قبله: أي قبضه وأخذه، ولكن لم يأكل منه.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو غلام صغير يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، قصة صيدهم لأرنب في منطقة "مر الظهران". فلما طردوا الأرنب، سعى القوم وراءها حتى تعبوا، ولكن أنس - وهو صغير سريع - أدركها وأمسك بها.
ثم أخذها إلى أبي طلحة (زوج أم سليم، وأم أنس، وكان من كبار الصحابة) فذبحها على الطريقة الشرعية (أي ذكر اسم الله عند الذبح). ثم بعثوا بجزء منها، وهو الفخذ، هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلباً للبركة.
فَقَبِلَ النبي صلى الله عليه وسلم الهدية، وهذا من شكره صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه، حيث قبل هدية أصحابه وقربتهم. ولكن الرواية فيها شيء من الاختلاف في رواية أنس نفسه، حيث قال أولاً: "فأكل منه"، ثم صحح نفسه وقال: "بل قَبِله" أي أخذه ولم يأكله.
والسبب في عدم أكله صلى الله عليه وسلم منه - والله أعلم - هو أن الأرنب مما اختلف فيه الفقهاء: أهو حلال أم لا؟ فجمهور العلماء على حله، ولكن بعض الصحابة كأبي هريرة كان يرى أنه من المسوخ ولا يؤكل. فربما ترك النبي صلى الله عليه وسلم أكله تواضعاً وتركاً للخلاف، أو لسبب آخر، مع قبوله للهدية تكريماً لأبي طلحة وأنس.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز صيد الأرنب وأكلها: وهذا مذهب الجمهور من العلماء، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
2- قبول الهدية وشكر المهدي: من أدب المسلم أن يقبل هدية أخيه ويشكره عليها، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
3- التكريم بين الصحابة: حرص الصحابة على إهداء النبي صلى الله عليه وسلم من صيدهم وطعامهم طلباً للبركة وتكريماً له.
4- التصحيح في الرواية: دقة أنس رضي الله عنه في الرواية حيث صحح نفسه، وهذا من أمانة الصحابة في نقل الحديث.
5- التواضع وترك الشبهات: احتمال أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأكل مع القبول، يدل على التواضع وترك ما قد يشتبه على بعض الناس.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على جواز أكل الأرنب، وهو قول أبي بكر الصديق وابن عمر وأنس وغيرهم، وبه قال مالك والشافعي وأحمد.
- من كان صيداً له فأهدي لك جزء منه، فيستحب قبوله وشكر المهدي.
- القصة فيها بركة خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث حفظ أنس هذه القصة وهو غلام.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، وأن يجعلنا من المتبعين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٥٧٢)، ومسلم في كتاب الصيد (١٩٥٣) كلاهما من حديث شعبة، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن أنس فذكره. واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم: «فقبله» فقط، ولم يقل فيه: «أكل منه».
والصحيح أنه قبله، ولم يأكل منه؛ لأنه شك في أول الأمر، ثم جزم بأنه قبله.
وقوله: «لغبوا» معناه: تعبوا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

  • 📜 حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذت أرنبًا فأتيت بها أبا طلحة فذبحها وبعث بها إلى النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب