حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب زيادة الإيمان ونقصانه

عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا مُيِّز أهلُ الجنّة وأهلُ النار، فدخل أهلُ الجنة الجنة، وأهل النار النار، قامت الرُّسلُ فشفعوا فيقول: انطلقوا -أو اذهبوا- فمن عرفتم فأخرجوه. فيخرجونهم قد امْتَحَشُوا فيلقونهم في نهر -أو على نهر- يقال له: الحياة. قال فتسقطُ مُحَاشهم على حافة النّهر ويخرجون بِيضًا مثل الثعارير. ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوهم. قال: فيخرجون بَشَرًا، ثم يشفعون فيقول اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجوه، ثم يقول اللَّه عز وجل: أنا الآن أُخْرجُ بعلمي ورحمتي. قال: فيُخرجُ أضعافَ ما أخرجُوا وأضعافه فيكتب في رقابهم: عُتَقاءُ اللَّه، ثم يَدخلون الجنّة فيسمَّوْن فيها الجهنّميّين».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٤٩١، ١٥٠٤٨) من وجهين عن أبي الزبير، قال: حدثني جابر، فذكر الحديث.

عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا مُيِّز أهلُ الجنّة وأهلُ النار، فدخل أهلُ الجنة الجنة، وأهل النار النار، قامت الرُّسلُ فشفعوا فيقول: انطلقوا -أو اذهبوا- فمن عرفتم فأخرجوه. فيخرجونهم قد امْتَحَشُوا فيلقونهم في نهر -أو على نهر- يقال له: الحياة. قال فتسقطُ مُحَاشهم على حافة النّهر ويخرجون بِيضًا مثل الثعارير. ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوهم. قال: فيخرجون بَشَرًا، ثم يشفعون فيقول اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجوه، ثم يقول اللَّه ﷿: أنا الآن أُخْرجُ بعلمي ورحمتي. قال: فيُخرجُ أضعافَ ما أخرجُوا وأضعافه فيكتب في رقابهم: عُتَقاءُ اللَّه، ثم يَدخلون الجنّة فيسمَّوْن فيها الجهنّميّين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا ميّز أهل الجنّة وأهل النار، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قامت الرسل فشفعوا فيقول: انطلقوا -أو اذهبوا- فمن عرفتم فأخرجوه. فيخرجونهم قد امتحشوا فيلقونهم في نهر -أو على نهر- يقال له: الحياة. قال فتسقط محاشهم على حافة النهر ويخرجون بيضًا مثل الثعارير. ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوهم. قال: فيخرجون بشرًا، ثم يشفعون فيقول اذهبوا -أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجوه، ثم يقول الله: أنا الآن أُخرج بعلمي ورحمتي. قال: فيُخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه فيكتب في رقابهم: عتقاء الله، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين».


1. شرح المفردات:


● ميّز: فُصِلَ وحُكِمَ بينهم، وأُدخل كل فريق إلى ما يستحقه.
● قامت الرُّسل: قام الأنبياء للشفاعة.
● امْتَحَشُوا: احترقوا وصاروا فحماً أسود من شدة العذاب.
● نهر الحياة: نهر في الجنة أو عندها، ماؤه فيه حياة.
● مُحَاشهم: ما في بطونهم من أحشاء وأمعاء قد احترقت.
● بِيضًا مثل الثعارير: أبيض اللون ناصع البياض، والثعارير: بيض الحيات، أو بيض السمك الصغير، وهو تشبيه لنصاعة بياضهم ونقائهم.
● مثقال قيراط: القيراط جزء من أجزاء الدينار، وهو هنا للتقليل، أي أدنى قدر من الإيمان.
● مثقال حبة من خردلة: الخردل معروف بصغره، فالحبة منه صغيرة جداً، أي أقل قدر ممكن من الإيمان.
● عُتَقاءُ اللَّه: المعتقون من النار بفضل الله ورحمته.
● الجَهَنَّمِيِّين: أي الذين كانوا قد استحقوا النار، ثم نَجَّاهم الله منها برحمته.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف النبي ﷺ مشهداً من مشاهد يوم القيامة بعد انقضاء الحساب، ودخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. فيقوم الرسل -وهم الأنبياء- فيشفعون عند الله تعالى لبعض من دخل النار ممن كان في قلبه أدنى قدر من الإيمان. فيأذن الله تعالى لهم بإخراج من يعرفون من أممهم ممن دخل النار، فيخرجونهم وقد صاروا فحماً أسود من شدة العذاب، فيلقونهم في نهر الحياة، فيغتسلون فيه، فتسقط أحشاؤهم المحترقة، ويخرجون بيضاً ناصعي البياض، قد طهَّرهم الماء من أثر النار.
ثم يشفعون مرة أخرى، فيأذن الله بإخراج من في قلبه مثقال قيراط من الإيمان، فيخرجونهم. ثم يشفعون مرة ثالثة، فيأذن الله بإخراج من في قلبه أدنى قدر من الإيمان، ولو كان مثقال حبة خردلة.
بعد ذلك يتفضل الله تعالى -سبحانه- برحمته التي وسعت كل شيء، فيخرج هو بنفسه بعلمه ورحمته أضعاف من أخرجه الرسل بالشفاعة، ويكتب في رقابهم أنهم "عتقاء الله"، أي الذين أعتقهم الله من النار، ويدخلون الجنة، ويسمون فيها "الجهنميين"؛ لأنهم كانوا قد دخلوا النار، ثم نَجَّاهم الله برحمته.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة شفاعة الأنبياء: فالأنبياء يشفعون لأممهم، وهذه منة من الله تعالى عليهم وعلى من شفعوا لهم.
2- أن الإيمان وإن قل لا يضيع عند الله: فالله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، وأدنى قدر من الإيمان يكون سبباً في النجاة من النار، ولو بعد الشفاعة والرحمة.
3- سعة رحمة الله تعالى: فالحديث يصور أوسع صور الرحمة الإلهية، حيث يخرج الله تعالى بعلمه ورحمته من النار أعداداً هائلة، أضعاف من أخرجه الشافعون.
4- العدل الإلهي المطلق: فالله تعالى لا يعذب إلا من استحق العذاب، وهو الذي يخرج من النار من لا يستحق البقاء فيها.
5- التعريف بنعمة العتق من النار: فمن أخرجهم الله من النار يكتب في رقابهم "عتقاء الله"، تكريماً لهم وتذكيراً بنعمة الله عليهم.
6- الحث على التمسك بأدنى الإيمان: فلو كان في القلب حبة خردلة من إيمان، فإنها قد تكون سبباً في النجاة.
7- بيان أن بعض أهل المعاصي ممن معهم إيمان يدخلون النار أولاً: ثم يخرجهم الله برحمته أو بشفاعة الشافعين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظيمة، وهو جزء من "الشفاعة الخاصة" لأهل الكبائر من المسلمين.
- النار لا يخلد فيها إلا الكفار، أما المسلمون الموحدون الذين دخلوها بذنوبهم، فإنهم يخرجون منها بشفاعة أو برحمة الله.
- "نهر الحياة" قد يكون من أنهار الجنة، أو نهراً أعدّه الله لهذا الغرض.
- تعدد مراحل الشفاعة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٤٩١، ١٥٠٤٨) من وجهين عن أبي الزبير، قال: حدثني جابر، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.
وصحّحه ابن حبان (١٨٣)، وأصله في الصحيحين من وجوه أخرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

  • 📜 حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شفاعة الرسل في إخراج المؤمنين من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب