حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تفسير الخمر التي نزل تحريمها

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من العنب خمرًا، وإن من التمر خمرًا، وإن من العسل خمرًا، وإن من البر خمرًا، وإن من الشعير خمرًا».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٧٦)، والترمذي (١٨٧٢، ١٨٧٣)، وأحمد (١٨٣٥٠) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: فذكره.

عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من العنب خمرًا، وإن من التمر خمرًا، وإن من العسل خمرًا، وإن من البر خمرًا، وإن من الشعير خمرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم من أئمة الحديث، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".


1. شرح المفردات:


* العِنَب: هو الثمر المعروف.
* الخَمْر: في اللغة: كل ما خامر العقل وستره، أي غطاه. وفي الشرع: هي كل مسكر من أي شراب كان، وهي اسم لكل ما أسكر كثيره وقليله.
* التَّمْر: ثمر النخل.
* العَسَل: السائل الحلو الذي يصنعه النحل.
* البُرُّ: الحنطة أو القمح.
* الشَّعِير: الحبوب المعروفة.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم بحقيقة مهمة من حقائق التشريع الإسلامي، وهي أن الخمر لم تُحَرَّم لأنها عصير عنب فحسب، بل لأنها مادة مسكرة، أياً كان مصدرها أو طبيعتها.
فالخمر المحرمة شرعاً هي كل شراب اتخذ من هذه المواد (العنب، التمر، العسل، البر، الشعير) إذا تخمر وأسكر، سواء سمي "نبيذاً" أو "بيرة" أو "عصيراً مخمراً" أو أي اسم آخر.
المعنى الإجمالي: أن التحريم ليس مقصوراً على خمر العنب فقط، بل يشمل كل ما يسكر من أي مادة كانت، إذا صار مسكراً بعد تخمره، فهو داخل في وعيد الله ورسوله في تحريم الخمر.
الحكمة من ذكر هذه المواد بالتحديد: لأن هذه كانت المواد الأساسية التي يتخذ منها الناس المسكرات في ذلك الزمان وفي بيئة الجزيرة العربية. فجاء الحديث ليبين أن العبرة ليست بالمادة الأصلية، بل بالصفة التي تكتسبها، وهي الإسكار.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عموم تحريم المسكرات: هذا الحديث أصل عظيم من أصول تحريم الخمر، وهو أن كل ما أسكر من أي شراب كان فهو حرام، وهذا ما عليه إجماع أهل العلم. فلو اخترع الناس خمراً من الذرة أو البطاطس أو أي شيء آخر، فهي محرمة بنص هذا الحديث وقاعدة "كل مسكر خمر".
2- سد الذرائع: الشرع الإسلامي سد كل باب يؤدي إلى المحرم، فنهى عن كل ما يوصِل إلى الخمر، وحرّم الانتفاع بها ب任何 طريقة، وحرّم كل العصائر إذا كانت مسكرة.
3- العبرة بالوصف لا بالمسمى: فليس المهم اسم الشراب (عصير، نبيذ، بيرة)، بل المهم هو صفته (الإسكار). فما أسكر فهو حرام.
4- التحذير من التلاعب بالتحريم: بعض الناس قد يتلاعب بالألفاظ، فيقول: "هذه بيرة وليست خمراً" أو "هذا نبيذ وليس خمراً". وهذا الحديث يرد عليهم ويبين أن الاسم لا يغير من الحقيقة شيئاً، فإذا أسكر فهو الخمر المحرمة.
5- رحمة التشريع الإسلامي: هذا التحريم من رحمة الله بالعباد، لحماية عقولهم وأبدانهم وأموالهم وأخلاقهم ومجتمعاتهم من الآثار المدمرة للمسكرات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* يستدل العلماء بهذا الحديث على قاعدة فقهية كبرى وهي: "كل مسكر خمر"، وهي قاعدة متفق عليها بين أهل السنة والجماعة.
* الحديث دليل على أن النبيذ المسكر (وهو ما يتخذ من التمر أو الزبيب بنقعها في الماء حتى تختمر وتسكر) حرام كتحريم خمر العنب.
* يدخل في عموم هذا الحديث كل المشروبات المسكرة الحديثة كالبيرة وغيرها، مهما اختلفت المواد المصنوعة منها، لأن العبرة بالإسكار.
* هذا الحديث يبطل حجة من يستحل بعض المسكرات بحجة أنها لم تُصنع من العنب.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على فهم ديننا والعمل به، وأن يجنبنا مساخطه ومواضع غضبه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٧٦)، والترمذي (١٨٧٢، ١٨٧٣)، وأحمد (١٨٣٥٠) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: فذكره.
وفيه إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وقد توبع أيضا.
فرواه أبو داود (٣٦٧٧)، وابن حبان (٥٣٩٨) كلاهما من طريق أبي حريز، أن عامرًا حدثه أن النعمان بن بشير خطب الناس بالكوفة فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الخمر من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر».
وأبو حريز اسمه عبد الله بن الحسين الأزدي أيضا مختلف فيه، وتابعهما أيضا السري بن إسماعيل الهمداني ابن عم الشعبي روى حديثه ابن ماجه (٣٣٧٩)، وأحمد (١٨٤٠٧) والحاكم (٤/ ١٤٨)، ولكن السري متروك.
ولذلك لما صحّحه الحاكم تعقبه الذهبي بقوله: «السري تركوه».
والحاصل أن الحديث بمجموع هذه الطرق يكون حسنا.
ويُجمع بين حديث عمر بن الخطاب الموقوف عليه، وبين حديث النعمان بن بشير بأن الشعبي سمع هكذا عن عمر، كما سمع عن النعمان بن بشير، فروي على الوجهين، ولا يحتاج إلى تخطئة أحد الحديثين.
وأما معنى الحديث فإن الخمر لا يكون إلا من هذه الأشياء الخمسة بأعيانها فقط، وإنما جرى ذكرها خصوصا لكونها معهودة في ذلك الزمان، فكل ما كان في معناه من ذرة، وسلت، وثمرة، وعصارة فحكمه حكمها، أفاده الخطابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

  • 📜 حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن من العنب خمرًا ومن التمر خمرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب