حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن يستحل الخمر ويسميها بغير اسمها

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (١١/ ١١٨) عن الحسن بن العباس الرازي، ثنا إسماعيل بن توبة القزويني، ثنا عفان بن سيار، ثنا أبو عامر الخزّاز، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال فذكره.

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها».
[رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن حبان في صحيحه، وهو حسن]


1. شرح المفردات:


● أمتي: يقصد بهم أمة الإسلام، أمة الإجابة والدعوة.
● يشربون الخمر: الخمر هو كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات، سواء كان من العنب أو غيره.
● في آخر الزمان: الزمن القريب من قيام الساعة، حيث تكثر الفتن وينحرف كثير من الناس.
● يسمونها بغير اسمها: أي يطلقون عليها أسماء أخرى غير اسمها الحقيقي "خمر" ليحللوها ويخدعوا أنفسهم وغيرهم.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فتنة عظيمة تقع في آخر الزمان، حيث يقع بعض أمة الإسلام في معصية شرب الخمر، ولكنهم لا يسمونها باسمها الصريح "خمر" تحايلاً على الشرع وخداعاً للعامة. فهم يعلمون حرمتها ويخشون لوم الناس، فيتلاعبون بالألفاظ ويطلقون عليها أسماء مزيفة مثل "المشروبات الروحية" أو "البيرة" أو "المشروبات الكحولية" أو غير ذلك من المسميات التي تموه حقيقتها المحرمة.
وهذا من أعظم الذنوب، لأنه يجمع بين المعصية نفسها (شرب الخمر) وبين التحايل على الدين ومحاولة تلبيس الباطل لباس الحق.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحذير النبي ﷺ من الفتن قبل وقوعها: من رحمة الله تعالى أن بين لنا على لسان نبيه ﷺ ما سيقع من فتن، لنحذر منها ونعتصم بالدين.
2- حرمة الخمر وتحريم كل مسكر: الخمر محرمة بنص القرآن والسنة، وهي أم الخبائث ورأس كل شر، وقد لعن الله شاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه.
3- التحذير من التحايل على المحرمات: التحايل على الشرع بتغيير الأسماء أو صياغة الحيل الباطلة لا يغير من حكم الله شيئاً، فالعبرة بحقائق الأمور لا بأسمائها.
4- التمسك بالحق ولو خالف الناس: في آخر الزمان يقل أهل الحق ويكثر أهل الباطل، فلا ينبغي للمسلم أن يغتر بكثرة الضالين، بل يجب أن يلتزم شرع الله ولو كان وحيداً.
5- الاهتمام بلغة الشرع: تسمية الأشياء بأسمائها الشرعية أمر مهم، فالتلاعب بالألفاظ وسيلة من وسائل أهل الأهواء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الخمر محرمة بإجماع العلماء، وقد ثبت تحريمها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي ﷺ، حيث أخبر عن أمر واقع في زماننا هذا، فقد انتشرت الخمر بأسماء مختلفة وتُروج على أنها مشروبات اجتماعية أو ثقافية.
- الواجب على المسلم أن يحذر من هذه الفتنة، وأن يبين لأهله وأقاربه خطر الخمر وضررها على الدين والعقل والصحة والمال والأخلاق.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١١/ ١١٨) عن الحسن بن العباس الرازي، ثنا إسماعيل بن توبة القزويني، ثنا عفان بن سيار، ثنا أبو عامر الخزّاز، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عامر الخزّاز واسمه صالح بن رُستم فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث، وقد قال ابن عدي: «عزيز الحديث، ولعل جميع ما أسنده خمسون حديثا، وقد روي عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه. وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثا منكرًا جدًّا.
وفي الباب عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: يشرب ناس من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه».
رواه ابن ماجه (٣٣٨٥)، وأحمد (٢٢٧٠٩) من طريق سعد بن أوس الكاتب، عن بلال بن يحيى العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز، عن ثابت بن السمط، عن عبادة بن الصامت .. فذكره.
وفي إسناده ثابت بن السمط مجهول تفرد عنه ابن محيريز، ولم يوثقه سوي ابن حبان، وأما قول الحافظ فيه: «صدوق» ففيه نظر، بل الأولى أن يكون على مذهبه «مقبولا» يعني حيث يتابع وهو لم يتابع على هذا الإسناد، وإن كان للحديث شواهد صحيحة. وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب أيضا ما رواه أبو داود (٣٦٨٨)، وابن ماجه (٤٠٢٠)، وأحمد (٢٢٩٠٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٥٨) كلهم من طريق معاوية بن صالح، حدثني حاتم بن حريث، عن مالك ابن أبي مريم قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غنم، فتذاكرنا الطلاء فقال: حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «ليشربنّ ناسٌ من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها».
واللفظ لأبي داود، وعند أحمد في أوله قصة، وزاد ابن ماجه وابن حبان: «يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير».
وفي إسناده مالك بن أبي مريم لم يوثقه غير ابن حبان، وهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل؛ لذا ذكره الذهبي في الميزان، وقال: لا يعرف، وقال ابن حجر في التهذيب «لا يدري من هو؟ وقال في التقريب: «مقبول«يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولم أجد من تابعه عليه.
وبمعناه ما روي عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تذهب الليالي والأيام حتى تشرب فيها طائفةٌ من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها.
رواه ابن ماجه (٣٣٨٤) عن العباس بن الوليد الدمشقي، ثنا عبد السلام بن عبد القدوس، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة الباهلي .. فذكره.
وفي إسناده عبد السلام بن عبد القدوس هو الكلاعي الدمشقي، ضعفه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما. وفي الباب ما رواه الحاكم (٤/ ١٧٤)، والبيهقي (٨/ ١٩٤) كلاهما من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن عبد الله أن أبا مسلم الخولاني حجّ فدخل على عائشة زوج النبي ﷺ فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها، فجعل يخبرها فقالت: كيف يصبرون على بردها؟ قال يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال: له الطلاء، قالت: صدق الله وبلّغ حبي ﷺ سمعته يقول: «إن ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها».
ورواه أبو يعلى (٤٣٩٠) من هذا الوجه بمثله وزاد قصة دخول النساء الحمامات. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: «كذا قال: «محمد«فمحمد مجهول، وإن كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

  • 📜 حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يشربون الخمر في آخر الزمان يسمونها بغير اسمها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب