حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الترهيب من شرب الخمر

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن شربها الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال». قيل: وما طينة الخبال؟ قال: «صديد أهل النار».

صحيح: رواه البيهقي في الشعب (٥١٩١) واللفظ له، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٩٢) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أن ابن عمر قال.

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن شربها الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال». قيل: وما طينة الخبال؟ قال: «صديد أهل النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي وابن ماجه في سننهما، وصححه الألباني، يحمل تحذيراً شديداً من خطورة شرب الخمر، ويبين الآثار الوخيمة المترتبة على هذا الذنب العظيم.

أولاً. شرح المفردات:


● لم تقبل له صلاة: أي لا يكتب له ثوابها ولا ترتفع إلى الله تعالى، وإن كان لا يسقط عنه فرضها.
● تاب الله عليه: قبل توبته وغفر ذنبه.
● طينة الخبال: الخبال هو الفساد والشر، وطينة الخبال هي عصارة أهل النار.
● صديد أهل النار: هو ما يسيل من جلود أهل النار وعيونهم من القيح والدم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن شرب الخمر -وهو من الكبائر- له عقوبة عظيمة في الدنيا قبل الآخرة، حيث يحرم شاربها من ثواب الصلاة لمدة أربعين ليلة كاملة مع كل مرة يشربها، مع بقاء وجوب الصلاة عليه.
والعجيب أن الله تعالى يمنح الفرصة للتوبة مرة ومرتين وثلاث مرات، فإذا أصر المعتاد على هذا الذنب ووصل إلى الشرب الرابعة -وهي إشارة إلى الإصرار والعناد- فإن باب التوبة قد يُغلق عليه، ويستحق أن يسقيه الله من عصارة أهل النار، والعياذ بالله.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظم جرم شرب الخمر: حيث أن عقوبته حرمان من ثواب العبادة لمدة طويلة.
2- سعة رحمة الله: حيث يغفر الذنب ويتوب على العبد إذا تاب ولو تكرر منه ثلاث مرات.
3- خطر الإصرار على الذنب: فإنه قد يؤدي إلى الختم على القلب وحرمان التوبة.
4- الصلاة لا تسقط مع عدم القبول: فالمذنب لا يسقط عنه فرض الصلاة، لكنه يحرم من ثوابها.
5- التحذير من عذاب النار: وأن من عصى الله فإن مصيره إلى العذاب الأليم إن لم يتب.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الخمر محرمة بإجماع المسلمين، وهي أم الخبائث ورأس كل شر.
- هذا الحديث من أشد الوعيد في الإسلام، مما يدل على خطورة هذا الذنب.
- التوبة النصوبة تجب ما قبلها، فمن تاب تاب الله عليه، لكن الإصرار على الذنب هو الذي يوجب الخطر.
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي في الشعب (٥١٩١) واللفظ له، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٩٢) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أن ابن عمر قال. فذكره.
وإسناده صحيح، عطاء بن السائب ثقة اختلط في آخر عمره، ولكن حماد بن زيد ممن سمع منه قديما قبل الاختلاط، وقد تابعه عدد من الرواة، ومن طريقهم رواه الترمذي (١٨٦٢)، وعبد الرزاق (١٠٧٥٨)، وأحمد (٤٩١٧)، وأبو يعلى (٥٦٨٦) والطبراني (١٢/ ٣٩٠) كلهم عن طريق عطاء بن السائب، به نحوه، وبعضهم ذكره مختصرًا، وهذا يؤكد أنه لم يخطئ في هذا الحديث:
قال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وفي معناه ما روي عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: «كل مخمِّر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا بُخستْ صلاتُه أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال»، قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: «صديد أهل النار، ومن
سقاء صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال».
رواه أبو داود (٣٦٨٠) عن محمد بن رافع النيسابوري، ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني، قال: سمعت النعمان بن أبي شيبة - وفي المطبوع «ابن بشير» وهو خطأ - عن طاوس، عن ابن عباس فذكره. ورواه البيهقي (٨/ ٢٨٨) من أبي داود به.
وفيه إبراهيم بن عمر الصنعاني لم يوثقه أحد؛ ولذا قال الحافظ: «مستور».
وسئل عنه أبو زرعة فقال: «هذا حديث منكر». علل ابن أبي حاتم (٢/ ٣٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

  • 📜 حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب