حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العفو عن الذين شربوا الخمر وماتوا قبل تحريمها

عن جابر بن عبد الله قال: اصطبح ناسٌ الخمر من أصحاب النبي ﷺ ثم قتلوا شهداء يوم أحد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قُتلوا وهي في بطونهم فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾.

صحيح: رواه البزار - كما في تفسير ابن كثير (٣/ ١٨٦) - عن أحمد بن عبيدة، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع جابرًا فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: اصطبح ناسٌ الخمر من أصحاب النبي ﷺ ثم قتلوا شهداء يوم أحد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قُتلوا وهي في بطونهم فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "اصطبح ناسٌ الخمر من أصحاب النبي ﷺ ثم قتلوا شهداء يوم أحد، فقالت اليهود: فقد مات بعض الذين قُتلوا وهي في بطونهم فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾".
شرح المفردات:
● اصطبح: شربوا الشراب في وقت الصباح (أي في بداية النهار).
● الخمر: هنا المقصود بها النبيذ الذي كانوا يشربونه قبل تحريم الخمر تحريماً قاطعاً وبَيَان حرمتها.
● شهداء: جمع شهيد، وهم الذين قُتلوا في سبيل الله دفاعاً عن دينه.
● في بطونهم: أي أن أثر شرب الخمر كان لا يزال موجوداً في أجسادهم حين استشهدوا.
شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن واقعة حدثت في غزوة أحد، حيث إن بعض الصحابة الكرام – قبل أن يُحرّم الخمر تحريماً نهائياً – قد شربوا نبيذاً (وهو ما كان يسمى خمراً آنذاك) في الصباح، ثم خرجوا للقتال في سبيل الله فاستشهدوا.
فلما رأت اليهود هذا المنظر، أرادوا أن يثيروا الشكوك ويطعنوا في مكانة هؤلاء الشهداء، فقالوا: كيف يكون هؤلاء شهداء وفي بطونهم الخمر؟! intending to cast doubt on their status and reward.
فردّ الله تعالى عليهم وبرّأ ساحة هؤلاء الأبرار، وأنزل الآية الكريمة من سورة المائدة: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93].
فبيّن الله تعالى أن من آمن وعمل صالحاً ثم اتقى الله وآمن وعمل صالحاً ثم أتقى وأحسن، فإنه لا إثم عليه فيما سلف من أفعال كانت مباحة في وقتها، قبل أن ينزل التحريم.
الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة عدل الله ورحمته: حيث أن الله لا يؤاخذ العبد على فعل شيء كان مباحاً في وقته، حتى لو أصبح حراماً لاحقاً. فالتكليف ينزل بوقته، ولا يؤاخذ الإنسان على ما فعله قبل ورود النص.
2- الرد على أهل الباطل والطعن: أن الله هو الذي يدافع عن الذين آمنوا، ويذب عن أعراض عباده الصالحين، ويرد كيد الكائدين.
3- مكانة الشهداء: أن الشهادة في سبيل الله تكفر الذنوب وترفع الدرجات، ولا يطعن في منزلتهم بسبب ذنب سابق تابوا منه أو كان قبل التحريم.
4- مراحل التشريع: أن تحريم الخمر لم يكن دفعة واحدة، بل كان على مراحل، وهذه الحادثة كانت في مرحلة مبكرة قبل التحريم القاطع.
5- الحكمة من نزول الآيات: كثير من آيات القرآن نزلت للرد على شبهات أو للإجابة على أسئلة أو لبيان أحكام حوادث معينة، مما يظهر أن القرآن نزل للتعامل مع واقع الناس.
معلومات إضافية مفيدة:
- ورد هذا الحديث في صحيح البخاري في كتاب التفسير، وسنن النسائي وغيرها.
- الآية الكريمة {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا...} هي آخر آية نزلت في شأن الخمر، وهي التي أسقطت المؤاخذة عما سلف قبل التحريم النهائي.
- استشهد في غزوة أحد عدد من كبار الصحابة، منهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ، وقد قتلوا وهم في ذروة إيمانهم وتضحيتهم.
نسأل الله أن يتقبل الشهداء والصالحين، وأن يجعلنا من المتقين المحسنين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كما في تفسير ابن كثير (٣/ ١٨٦) - عن أحمد بن عبيدة، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع جابرًا فذكره.
قال البزار عقبه: «وهذا إسناد صحيح».
وقال ابن كثير بعد أن نقل تصحيحه: «ولكن في سياقته غرابة».
بشير بذلك إلى الزيادة التي في آخره وهي قوله: «فقالت اليهود ... الخ».
لأنه ساقه عن البخاري بدون الزيادة المذكورة، فقد رواه البخاري (٢٨١٥) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني)، ثنا سفيان (هو ابن عيينة)، به.
والزيادة من الثقة مقبولة كما هو معلوم

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

  • 📜 حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اصطبح ناس الخمر ثم قتلوا شهداء يوم أحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب